"جزار الإخوان".. مرشد "من وراء ستار"
يبلغ حلمي الجزار من العمر 71 عاما، وعلى الرغم من أنه أحد عجائز تنظيم الإخوان الإرهابي إلا أنه يُحب أن يقدمه الآخرون بوصفه وجها إصلاحيا وممثلا للشباب داخل التنظيم الذي يعاني الشيخوخة.
ويعتبر حلمي الجزار، أحد قيادات جماعة الإخوان في جبهة الراحل إبراهيم منير، وهو أحد الثلاثة الذين أوصى مرشد التنظيم محمد بديع بالعودة إليهم فيما يخص قرارات محمود حسين، الذي يمثل القائم بأعمال مرشد التنظيم، والرجل الأول في جبهة إسطنبول.
ولد حلمي الجزار عام 1952، وشهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي، بداية انضمامه للجماعة هو والعديد من أبناء جيله الذين انضم بعضهم لجماعة الإخوان مثل عبد المنعم أبو الفتوح وعصام العريان وأبو العلا ماضي بينما شارك جزء أخر في تأسيس الجماعة الإسلامية المسلحة مثل عصام دربالة وناجح إبراهيم وكرم زهدي.
تصعيده داخل الجماعة
ورغم أن الجزار هو الوحيد بين أقرانه في الجماعة الذي صعد هرم القيادة ببطء، إلا أنه وصل إلى قيادة التنظيم الآن.
وتولى الجزار عدة مناصب إدارية داخل الإخوان، منها نائب رئيس المكتب الإداري للإخوان في محافظة الجيزة، حين رأس المكتب السيد نزيلي، وقد كان الجزار هو الرئيس الفعلي للمكتب، كما أنه تولى عضوية مجلس الشورى العام في التنظيم، والتي تمثل أعلى هيئة إدارية في الجماعة، ثم تولى منصب الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، بمحافظة الجيزة.
الجزار كان الرئيس الفعلي للمكتب الإداري للجماعة الإرهابية في أحد أهم المحافظات المصرية، كما أنه المرشد الفعلي للتنظيم حتى بعد تعيين قائم بأعمال مرشد الإخوان، الدكتور صلاح عبدالحق.
لماذا حلمي الجزار؟
للجزار بلاغة في الحديث جعلته يتقدم مجالس التنظيم، ولعله من مدرسة خيرت الشاطر ومحمود عزت، ولهذا السبب قام محمد بديع باختياره مع مدحت عاصم وصلاح عبدالحق للبت في أي قرار تنظيمي يأخذه محمود حسين، بعد أن وصل الخلاف بين الجبهات إلى مسامع المرشد في محبسه.
وتم إلقاء القبض على "الجزار" بعد ثورة 30 يونيو/حزيران 2013، وتحديدا في 5 يوليو/تموز من العام ذاته، إلا أنه أخلي سبيله في أغسطس/آب من عام 2014، ولم يمثل أمام أي محكمة مصرية، وكان يقدم نفسه لأجهزة الأمن باعتباره القادر على فتح قناة حوار مع الميلشيات المسلحة التابعة للتنظيم ومن ثم وقف عملها.
بعد خروجه من السجن توجه حلمي الجزار إلى السودان ومنها إلى الصومال، حيث يقيم حاليًا في إقليم أرض الصومال ويعمل ضمن أحد أهم المراكز الطبية هناك، وينتقل بينها وبين تركيا حيث اجتماعات التنظيم، ومقر إقامة القائم بأعمال مرشد الإخوان صلاح عبدالحق.
ويعد الجزار هو صاحب قرار تجميد 6 من قيادات الإخوان من بينهم محمود حسين أمين عام التنظيم الإرهابي وعضو مكتب الإرشاد وآخرين من أعضاء مجلس الشورى العام في عهد إبراهيم منير، وهو أحد أسباب الخلاف بين الجبهتين المتنازعتين داخل التنظيم، لندن وإسطنبول.
المرشد من وراء ستار
وجعل الله لحلمي الجزار من اسمه نصيبا، فهو جزار التنظيم وأحد صقوره التي لم تُغادر المعبد، بل ظل مدافعًا عنه حتى ضد قياداته القدامى في التنظيم، وهو المرشد الحقيقي للتنظيم بعد تعيين صلاح عبدالحق، نظرًا للحالة الصحية للأخير ونفوذ "الجزار" داخل التنظيم.
ورغم أنه يعتبر بمثابة نائب المرشد ولكنه على أرض الواقع هو المرشد الحقيقي، وأمين عام التنظيم وهو مصدر قراراته، فهو العقل المفكر للتنظيم وكاتم أسراره.
لا أحد ينازع "الجزار" في المنصب التنظيمي الذي يدير من خلاله الجبهة التي يتولى فيها الرجل الثاني، خاصة أن خصومه مثل محمد البحيري ومحي الدين الزايط طاعنان في السن وتاريخهما المرضي يمنعهما من تولي منصب المرشد أو حتى متابعة شؤون التنظيم.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز