شائعات الإخوان بمصر حبيسة مراكز الإصلاح.. وجبة فاسدة أتلفتها الانقسامات
على مائدة الشائعات بات تنظيم الإخوان الإرهابي يقتات، محاولا استهداف الدولة المصرية التي لفظه مواطنوه، في ثورة شعبية اقتلعته من جذوره في عام 2013.
ومع استمرار إغلاق السلطات المصرية الأبواب أمام المصالحة التي ينشدها تنظيم الإخوان، عكف الأخير على أسلوب الشائعات الذي يجيد العزف على وتره، أملا في أن يجد موطئ قدم أو ثغرة ينفذ منها إلى المجتمع المصري مجددا، أو لعله يجد ورقة يساوم بها.
إلا أنه بعد فشله في استغلال الأزمة الاقتصادية التي يمر بها البلد الأفريقي سبيلا لتنفيذ مخططه، اتجه إلى السجون، حيث عناصره يحتجزون، فراح يزعم أن هناك انتهاكات بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل.
زعمٌ سرعان ما تحطم على صخرة الحقائق، ببيان مقتضب نشرته وزارة الداخلية المصرية واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، نفت فيه جملة وتفصيلا صحة ما تداولته إحدى الصفحات التابعة لتنظيم الإخوان بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من ادعاءات وأكاذيب مختلقة حول وجود انتهاكات بأحد مراكز الإصلاح والتأهيل.
صخرة الحقائق
وقالت وزارة الداخلية، في بيانها، إن تلك المزاعم تأتي "ضمن الحملة المنظمة للجماعة الإرهابية لمحاولة إثارة البلبلة وتزييف الحقائق، بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأي العام".
وعلى الرغم من أن الشائعات الإخوانية تحطمت مرارا على صخرة الوعي الشعبي في مصر، والحقائق التي تنشرها الحكومة المصرية فإن تنظيم الإخوان دأب على استخدامها سلاحا في وجه البلد الذي لفظه مواطنوه في ثورة شعبية اقتلعته من جذوره في 2013.
وكانت وزارة الداخلية اتجهت منذ أكثر من عام إلى استراتيجية إنشاء مراكز الإصلاح والتأهيل في محافظات عدة، بعد إغلاق أكثر من 15 سجنا، رافعة شعار "مراكز الإصلاح.. الوجه الآخر للسجون".
استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بالنزيل واحترام آدميته، لإعادة تأهيله مرة أخرى ليكون مواطنا صالحا في المجتمع عقب قضاء العقوبة، إلا أنها في أدبيات ومزاعم الإخوان أداة لعقاب النزلاء.
وعملا بمبدأ الشفافية، نظمت وزارة الداخلية المصرية زيارات لبعثات دبلوماسية ومنظمات حقوقية ومعنيين بحقوق الإنسان ووسائل إعلام محلية وأجنبية لتفقد مراكز الإصلاح والتأهيل من الداخل، والتي أشادت بالخدمات المقدمة للنزلاء.
إفلاس الإخوان
وحول ذلك الأسلوب الإخواني، قال الكاتب والباحث في الحركات المتطرفة منير أديب، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن الشائعات أسلوب قديم جديد، يكشف عن إفلاس الإخوان ونظامهم واشتداد الصراعات الداخلية.
وأوضح الباحث في الحركات المتطرفة أن تنظيم الإخوان يحاول من خلال نشر الشائعات إعادة جذب المصريين بعد تفرقهم من حوله، مشيرا إلى أنهم "يحاولون اغتيال الجهاز الأمني المصري معنويا بنشر الشائعات المختلفة".
رؤية أخرى أشار إليها أديب قائلا إن تنظيم الإخوان يحاول ترويج الشائعات ضد خصومه للهروب من أزماته، وافقه فيها الكاتب والباحث في الإسلام السياسي عمرو عبدالمنعم، والذي أكد أن الشائعات المختلفة جزء من العمل اليومي للمليشيات الإخوانية الإلكترونية لإثارة بلبلة على مستوى الرأي العام المصري.
وفيما قال إن تنظيم الإخوان يهدف لإظهار مصر مليئة بالعديد من المشكلات، أشار إلى ضرورة أن تتعامل الدولة المصرية مع الأزمات بشفافية وأن يتحول الإعلام للفعل بدلا من رد الفعل على شائعات الجماعة.
سر التوقيت
وعن سر توقيت تكثيف الشائعات، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الدكتور هشام النجار، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن الجماعة تحاول عبر تكثيف نشر الشائعات والأخبار الزائفة التي تروجها، الهروب للأمام والتغطية على أزماتها وخلافاتها وصراعاتها الداخلية.
وأكد أن تنظيم الإخوان يعول على بعض المتحمسين أو فاقدي الأمل أو المصابين بالإحباط، لإيجاد ثغرة في الشارع تنفذ من خلالها.