ذباب إلكتروني.. سر نشاط اللجان الإخوانية في رمضان
نشاط مكثف للجان الإخوان الإلكترونية خلال شهر رمضان بالتحديد اعتبره محللون مصريون محاولة من التنظيم الإرهابي لاستغلال الشهر الفضيل في تحقيق عدة مكاسب أبرزها الترويج لأفكار التنظيم.
فرغم الانشقاق والخلافات التي تعاني منها جماعة الإخوان "الإرهابية" وتبادل الجبهات الثلاث السباب والاتهامات الأخلاقية، إلا أن الجميع اتفق على استغلال شهر رمضان للترويج لأفكار الجماعة من جديد، وبذلوا جهودا مضنية لسرقة الشهر الفضيل من الناس وشغلهم بقضايا الإخوان السياسية.
وبحسب قياديين سابقين في التنظيم فإن مهمة هذه اللجان في رمضان تتمثل في ثلاثة أمور، الأول الترويج لمظلومية الإخوان، الثاني هدم الدولة وتشويه الإنجازات والمشاريع القومية، الثالث استقطاب بعض الشباب وربطهم بأفكار الإخوان ليرددوها على صفحاتهم وبين رفقائهم فيما سموه التجنيد عن بعد كمرحلة تسبق التجنيد العضوي.
رمضان موسم للتجنيد
حول أساليب الإخوان التي يستخدمونها في رمضان الحالي، قال القيادي الإخواني السابق والكاتب والباحث في الإسلام السياسي، طارق البشبيشي، إن الإخوان تتعامل مع شهر رمضان على أنه موسم للتجنيد أو لصيد فرائسهم الجديدة.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، أوضح القيادي السابق خطوات استغلال الإخوان لرمضان، لافتا إلى أن "الإخوان طوال تاريخهم يستغلون المناسبات والشعائر الدينية لخدمة الجماعة فكرًا وتنظيمًا، فقبل 30 يونيو/حزيران 2013 (الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بهم من الحكم) كانوا ينشطون في المساجد، ويحاولون تجنيد الشباب البسيط المتدين بالفطرة لجذبه إلى صفوفهم.
فقد أدركوا، والكلام للبشبيشي، أنّ مواسم العبادات هي منفذهم إلى قلوب وعقول الناس، وحولوها من مواسم للطاعات والتقرب إلى الله لمواسم للتجنيد واكتساب أتباع جدد.
وحول طرقهم في ذلك، أوضح أنها تتمثل في تكثيف الحضور بمساجد بعينها، ثم التعرف على القائمين على المسجد من خطباء ومقيمي شعائر، وبعض وجهاء المنطقة من رواد المسجد والتعرف على نوعية الشباب المداوم على الصلاة والتقرب منهم لتجنيدهم.
أما اليوم فوجدوا في عالم السوشيال ميديا ميدانًا جديدا متاحا لهم، وأول خطوة لهم هي إنشاء العديد من الصفحات سواء بأسماء وهمية أو صفحات تبدوا ثقافية توعوية، الخطوة الثانية جذب العديد من العناصر لمتابعة الصفحة بما تقدمه من محتوى بسيط بعيدا عن الإخوان وأفكارهم، أما الخطوة الثالثة فهي استغلال أي حدث سياسي أو اقتصادي وترديد رسالة الإخوان التي قد تبدوا بسيطة وتافهة وساخرة، لكنها مع صور أخرى ومع التكرار تكون صورة قاتمة عن الوطن والدولة والمجتمع، وفق القيادي السابق بالتنظيم.
البشبيشي أشار إلى أن المرحلة الحالية لا يحتاج الإخوان للتجنيد العضوي الهيكلي، بل هم في حاجة إلى التوسع في ضم مؤيدين لهم ليكونوا ظهيرًا مجتمعيًا لهم، فالشخصيات غير الإخوانية التي تنتمي إلى التيارات السياسية الأخرى، سواء كانوا ليبراليين أو يساريين أو حقوقيين، تقوم بخدمة كبيرة للإخوان بتمرير آراء وأفكار الجماعة الإرهابية للرأي العام عبر صفحاتهم الشخصية، إضافة لقدرتهم على نشر الكوميكسات التي تخدّم على أفكارهم من بعيد".
الانتقام والتشفي من المصريين
فيما يرى إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني السابق، أن الجماعة الإرهابية رغم الانشقاقات والانقسامات وتبادل الاتهامات، لكن يجمعهم الرغبة في الانتقام من المصريين، وهم لا يفوتون فرصة في إشعال الحرائق والانتقام من الشعوب التي رفضتهم واختارت الوطن.
وأكد، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "عناصر الجماعة الإرهابية لا تنشط في المواسم الدينية فقط، بل ينشطون في أي حدث يمكن أن يجتمع عليه المصريون، ستجدهم مدسوسين بين الناس لبث أفكارهم السامة والهدامة".
في رمضان الجاري، تظهر بوضوح الأفكار المخربة التي يسعون لبثها في نفوس متابعيهم، على رأس هذه الأفكار المخربة إفلاس الدولة والانهيار الاقتصادي هدفهم زعزعة ثقة المواطن في مؤسسات الدولة، وتفكيك الانتماء الوطني، ليسهل لهم في مرحلة تالية، طرح أنفسهم كبديل لكل مؤسسات الدولة، وأن يصبح الانتماء للجماعة بديلا عن الوطن، وفق ربيع.
وأوضح أن الإخوان في الماضي كانوا يستخدمون المساجد لنشر أفكارهم واليوم يستخدمون الفضاء الإلكتروني بكافة أشكاله، ولديهم التمويل الكافي للقيام بمهمتهم التخريبية.
النصب باسم الدين
في حين يرى أحمد المسيري القيادي السابق في حزب "الحرية والعدالة" المنحل التابع للإخوان ومسؤول اللجنة السياسية السابق في التنظيم، أن عناصر الجماعة في رمضان الحالي استغلوا الأوضاع الاقتصادية الصعبة العالمية، والتي تركت أثرها على المواطن المصري، فكثفوا أنشطتهم لخلق رأي عام بأن الوضع الاقتصادي متردٍ ومتدهور إلى أقصى حد وأن الحل هو ثورة جياع.
أوضح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه "لا شك أن مصر تعاني كما العالم كله، وقديمًا استغل الإخوان الأوضاع الاقتصادية الصعبة للنفوذ إلى الطبقات البسيطة، عندما استغلوا ميل الأثرياء للإنفاق في الشهر الفضيل على الفقراء والمحتاجين، فطرحوا أنفسهم معبراً وحيداً وسريعاً إلى هؤلاء المحتاجين، فجمعوا من الميسورين زكاتهم وأموالهم وصدقاتهم بحجّة تقديمها إلى الفقراء على هيئة شنطة رمضان، وهي معونة عينية من أرز وسكر وزيت وبعض احتياجات الأسرة البسيطة والفقيرة، رغم أنه مال أثرياء قدّموه لله، عزّ وجلّ، إلا أن الإخوان قاموا بتوظيفه لصالحهم في الانتخابات.
أما اليوم فيروجون عبر قنواتهم وصفحاتهم أن مصر فقط هي التي تعاني من الصعوبات الاقتصادية وأنهم لو كانوا ما زالوا في الحكم لحلوا تلك الصعوبات في لمحة بصر، وفق المسيري.
وتابع: "رغم عدم اقتناع العديد من الشباب بأفكارهم ولا بما يقدمونه إلا أن هناك فئة شبابية لم تشهد جرائم الإخوان ولم تر كيف تعالوا على الناس وكيف هددوا معارضيهم ولا يعرفون كيف يكتشفون رسائل الإخوان المدسوسة في الصفحات ومن السهل أن يقعوا في حبائلهم".
كيفية التصدي للجان الإخوان؟
وحول سبل مواجهة الذباب والكتائب الإخوانية على منصات التواصل، قال البشبيشي إن مواجهة رسائل الإخوان تحتاج إلى جهود مؤسسات المجتمع فيجب إنشاء متحف لجرائم الإخوان، وتنفيذ رحلات طلابية من مراحل التعليم المختلفة لزيارة تلك المتاحف وتوعية الشباب بخطورة تلك الجماعات على أمن وسلامة المجتمعات.
واتفق ربيع مع هذا الطرح لكنه يضيف أن على الأجهزة الأمنية تتبع تلك الصفحات، ومن يخرق القانون تتم محاسبته فورًا ليكون عبرة وليتوقف كل من تسول له نفسه في زعزعة الانتماء لدى الشباب أو الداعين لأية اضطرابات.
بينما أكد المسيري أن مواجهة أفكار الإخوان في تتم عبر تكوين وعي مجتمعي بخطورة التنظيم، وكشف أكذوبة الجماعة الدعوية والتربوية وأنها في النهاية لن تكون إلا جماعة مخربة وإرهابية، مع ضرورة كشف أساليبهم في الترويج لأفكارهم وفضح خطتهم لتجنيد الشباب.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni43MSA=
جزيرة ام اند امز