من الشائعات لـ"البكاء".. إخوان مصر بين الإفلاس ومخاوف الترحيل من تركيا
من إطلاق ماكينة الشائعات ضد البلد الذي لفظهم ومواطنوه في ثورة شعبية اقتلعتهم من جذوره، إلى حالة من "البكاء" و"الرعب" بدأت تسري في أوصال إخوان مصر في تركيا، من تسليمهم إلى القاهرة.
حالتان بدأ تنظيم الإخوان الإرهابي المنقسم على نفسه، يرزح وقيادته وعناصره تحتهما؛ فبات يتخبط يمينًا ويسارًا، لا يدري كيف يوجه بوصلته، أو أين المخرج الآمن من أزمته.
فما الجديد؟
منذ الإطاحة به في يونيو/حزيران 2013، وسال لعاب "الإخوان" بالكثير من الشائعات التي لم تتوقف يومًا عن استهداف مصر.
آخر تلك الشائعات، ما بثته المنصات الإخوانية، ما يفيد بانتشار أحد الأوبئة بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون، إلا أنها تحطمت على صخرة الحقائق التي تنشرها الجهات الحكومية في مصر.
وقالت وزارة الداخلية في مصر، إنه لا صحة لما تناولته بعض الصفحات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يفيد بانتشار أحد الأوبئة بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون.
وأكدت "الداخلية المصرية"، في بيان اطلعت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، أنه لا يوجد أي وباء من مراكز الإصلاح والتأهيل على مستوى الجمهورية، مشيرة إلى أن جميع النزلاء يتلقون رعاية طبية كاملة.
يأتي ذلك في إطار نهج "الجماعة الإرهابية لنشر الأكاذيب المختلقة والشائعات، لمحاولة إثارة البلبلة في ظل حالة الإفلاس التي تمر بها وفقدانها مصداقيتها أمام الرأي العام"، بحسب وزارة الداخلية المصرية.
وحول تلك الشائعات، قال عضو مجلس النواب مصطفى بكري، في تدوينة عبر حسابه بمنصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أقول للكذابين ومروجي الشائعات ستسمعون خلال فترة وجيزة، أخبارا تبدد أكاذيبكم وتكشف عن أن الحملة التي تستهدف مصر، هي حملة ممنهجة تتزايد وتيرتها مع قرب انتخابات الرئاسة".
أقول للكذابين ومروجي الشائعات ستسمعون خلال فتره وجيزه أخبارا تبدد أكاذيبكم وتكشف عن أن الحمله التي تستهدف مصر ، هي حمله ممنهجه تتزايد وتيرتها مع قرب إنتخابات الرئاسه ، لكن الرهان علي وعي الناس التي تعرف حقيقة أهدافكم التي لاتخفي علي أحد . لقد فقدتم مصداقيتكم منذ فترة طويله ،…
— مصطفى بكري (@BakryMP) August 17, 2023
وأوضح البرلماني المصري، أن "الرهان على وعي الناس التي تعرف حقيقة أهدافكم التي لا تخفى على أحد"، مضيفًا: "لقد فقدتم مصداقيتكم منذ فترة طويلة، والأكاذيب التي ترددونها هي أكبر دليل على ضعف مواقفكم ومقولاتكم. وأظن أن درس 11 نوفمبر/تشرين الثاني، لايزال ماثلا في الأذهان".
وحول سبب إطلاق الإخوان للشائعات، قال الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي الدكتور هشام النجار، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن تنظيم الإخوان يحاول عبر تكثيف نشر الشائعات والأخبار الزائفة التي يروجها، الهروب للأمام والتغطية على أزماته وخلافاته وصراعاته الداخلية.
بدوره، قال الباحث في الحركات المتطرفة منير أديب، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن الشائعات أسلوب قديم جديد، يكشف عن إفلاس جماعة الإخوان ونظامها، مشيرًا إلى أنها تحاول "اغتيال الجهاز الأمني المصري معنويا بنشر الشائعات المختلفة"، لإعادة جذب المصريين بعد تفرقهم من حولها".
بكاء ومخاوف
ومن إطلاق الشائعات على مصر، تباكى قادة تنظيم الإخوان المصنف إرهابيًا، على أوضاعهم في تركيا، معربين عن مخاوفهم من أن تتخذ السلطات التركية قرارًا بترحيلهم، بعد حالة التقارب مع مصر.
أحد تلك القيادات، ذلك المقطع الذي بثه الإخواني وجدي غنيم، واصفًا فيه عدم دعوته للقاء الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بوفد اتحاد علماء المسلمين، بـ"الصدمة". وتساءل عن سبب عدم دعوته للقاء الرئيس التركي، قائلا: هل أنا مغضوب عليّ؟
وفي 8 أغسطس/آب الجاري، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وفدا من اتحاد علماء المسلمين ضم أكثر من 20 شخصا من مختلف دول العالم؛ لمناقشة أوضاع وقضايا تخص المسلمين، لاسيما من هاجروا لتركيا.
وأوضح الإخواني وجدي غنيم، أنه تعرض لما وصفه بـ"ظلم" ممن ينتمون إلى تياره، بعد عدم إثارتهم أزمة عدم تجديد إقامته في أنقرة، ورفض السلطات التركية منحه الجنسية، خلال اللقاء الذي جمعهم بالرئيس رجب طيب أردوغان.
وبحسب الإخواني الهارب، فإنه رغم أن من حضروا لقاء الرئيس التركي يعلمون أنه يقيم في تركيا منذ 9 سنوات، دون إقامة أو جنسية، إلا أنهم لم يتطرقوا إلى أزمته، مما يجعله معرضًا للتسليم أو الترحيل إلى البلاد.