وجدي العربي.. وجه الإخوان لسردية التكفير بعد فشل "السلمية المزعومة"
بعد أن لعب على أوتار الشماتة في حادث غرق نجل فنان مصري شهير، عاد وجدي العربي ليرسخ ظهوره الأخير على الساحة، بـ"سردية التكفير".
إذ ظهر الممثل السابق والشخصية الإخوانية البارزة، العربي، مرة ثانية خلال أيام قليلة، مثيرا الكثير من السخرية في حديثه عن التكفير بحق إعلامي مصري.
وفي ثنايا الفيديو، كرر العربي، سؤالا للإعلامي المصري أحمد موسى، أكثر من مرة، مفاده: هل أنت مسلم؟ هل بعد ما كتبته عن رابعة (في إشارة لاعتصام الإخوان 2013)، تعتقد أنك مسلم؟
سؤال يعيد للواجهة سياسة الإخوان التقليدية في تكفير الخصوم، واغتيالهم معنويا، والتي لاقت رواجا في فترة وجود الجماعة في الساحة السياسية وصعودها للسلطة بين 2011 و2013.
العربي لم يكتف بذلك، بل عاد للحديث عن الفنان المصري حسن يوسف الذي فقد نجله في حادث غرق قبل أيام، وكان محور تغريدة سابقة له حملت قدرا من الشماتة، باعتبار أن "يوسف يقف في صف الدولة".
وقال العربي في الفيديو الجديد: "يا أبيه (تعبير دارج في مصر يخاطَب به الأكبر سنا) حسن، أنت مع دول(هؤلاء)؟ أنت بتصقف (تصفق) لدول؟ أنت موافق على كلام الناس دي (هؤلاء)؟"، في تساؤلات فسرها ناشطون بأن ثمة ثأر بينه وبين حسن يوسف.
فقبل أيام، كان العربي حديث الساعة بعد تغريدة على موقع إكس، تويتر سابقًا، فٌهمت على أنها شماتة في وفاة نجل الفنان حسن يوسف.
تكفير ضمني
وحول الغرض من الفيديو الجديد له، يرى طارق البشبيشي، الكاتب والباحث في الإسلام السياسي والقيادي الإخواني السابق، أن الجماعة "لا تكف عن الكذب وكلما احترقت لها ورقة تستبدلها بغيرها، ووجدي العربي ورقة جديدة تريد الإخوان تمرير الرسائل عبرها".
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال إن الإعلام الإخواني "يعاني من هذيان محموم، وبعد فشل هذا الإعلام في إثبات سلمية الجماعة المزعومة، يريد العربي العودة للأضواء لكن من الأبواب الرديئة؛ مرة من باب الشماتة، وهذه المرة من باب التكفير".
وتابع "السؤال الذي طرحه العربي لأحمد موسى، ليس بريئًا، ويحمل في طياته التكفير الضمني، وهي آفة الإخوان الكبرى، فقد اعتادوا تكفير خصومهم".
وانتقل البشبيشي من التوضيح إلى التفسير "الإخوان أفلست وتعيش أزمة وجودية أكبر من قدراتها، وأكبر مما كانت تتوقع".
وتابع "بعد أن أدركت الإخوان أن خطابها التقليدي عن المظلومية الكاذبة، وسلميتها المزعومة، وشرعيتها الوهمية، فشل، بل وثبت للجميع ضلوع الجماعة في إعداد جيل متطرف غذته بالأفكار الإرهابية ومولته وأمدته بالسلاح ورصدت له الأهداف بدقة".
واعتبر أن "أي ادعاء بالبراءة والسلمية هو كذب محض، وأصبح تكرار الخطاب البكائي غير مقبول ولا مستساغ، ويثير الشفقة، لذلك وجدت الجماعة الحل في تغيير الوجوه لكن الرسالة والأفكار ثابتة.. وحامل الرسالة هذه المرة وجدي العربي".
رابعة السبب
وحول اختيار أحمد موسى هذه المرة، لفت الكاتب المصري، إلى أنه "أكثر مذيع كشف خيانة الجماعة"، مشيرا إلى أن "الإخوان تتوقع أن يرد موسى، ما يقود العربي لصدارة التريند والجدل، وهي وسيلة إخوانية للبقاء في المشهد".
مستدركا"لكن رسالة العربي والإخوان يجب الرد عليها، فكل ما فعله الإعلامي أحمد موسى، هو أنه ذكر على لسان الشهود والخبراء أن معسكر رابعة كان مسلحًا، وهو كان مسلحًا بالفعل والعربي يدرك ذلك قبل غيره".
وزاد "قبل سنوات خرج الإخواني أحمد المغير، أحد القادة الميدانيين للإخوان، معلنا صراحة في فضائية الشرق الإخوانية، أن اعتصام رابعة كان يعج بالسلاح، وأن رعونة قادة الاعتصام هي التي أخرجت السلاح الكبير جدًا إلى مكان بعيد، نظرًا لتفقد ممثلين من الاتحاد الأوروبي الاعتصام ورغبة الإخوان في إثبات سلمية التجمع شكلا، في هذا الوقت".
وتساءل البشبيشي "ألم يشاهد العربي وهو يخيم في رابعة، احتلال عناصر الإخوان للشوارع والطرق والممتلكات العامة مثل المدارس وغيرها؟، ألم يمنع الإخوان حركة المرور في منطقة التجمع؟، ألم تكن الرصاصات الأولى من داخل رابعة في اتجاه قوات الأمن المنوط بها فض الاعتصام سلميًا؟، ألم يكن أول شهيد من رجال الأمن؟"
وقال "كل هذا إرهاب وعمل مسلح غير مقبول وغير قانوني ويجب وقفه"، و"حديث العربي محاولة للعودة بالجماعة إلى صدارة المشهد، لكن بوجه جديد".
وفضت قوات الأمن اعتصامين في رابعة والنهضة، في صباح 14 أغسطس/آب 2013، بعد أن حاول قادة التنظيم الإرهابي استغلال الحشود في الضغط على السلطات، لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقتها، دارت مواجهات بين قوات الأمن وعناصر الإخوان المسلحين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، قضت محكمة مصرية بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، بحث 59 متهما من عناصر الإخوان، بتهمة المشاركة في تدبير تجمهر واعتصام رابعة. كما أدين 59 متهما بالسجن المشدد 15 عاما، وآخرون بأحكام متفاوتة، إلى جانب براءة آخرين.