عام قيس سعيد الأول.. فضح الإخوان وكبح أطماع أردوغان
العلاقة بين قيس سعيد وحركة النهضة لم تكن على ما يرام، فمنذ البداية وجه الرئيس التونسي مدافعه تجاه "الإسلام السياسي".
مع مرور عامه الأول في الرئاسة، خلفا للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، يطرح البعض تساؤلات عدة عن إنجازات الرئيس قيس سعيد منذ دخوله قصر قرطاج في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019.
السؤال الأهم الذي يتردد على ألسنة خبراء وفي أروقة المؤسسات، يتعلق بقدرته على كبح جماح الإخوان، والقضاء على مغامراتهم الطامحة للسيطرة على مفاصل الدولة، وتسلق أسوار قصر قرطاج.
منذ وصول قيس سعيد لسدة الحكم، لم تتوقف مؤامرات الإخوان لتقييد حركته ومنعه من الوفاء بوعوده الخاصة بالقضاء على الفساد، والنهوض بالاقتصاد الذي عانى خلال الفترة الماضية، الأمر الذي جعل السنة الأولى للرئيس مليئة بالصدام والصراع مع شيخ الفتنة والتخريب راشد الغنوشي.
ورغم قلة الإنجازات التي حققها سعيد خلال عامه الأول، إلا أن سياسيين يعتبرون أن قدرته على فضح مؤامرات الإخوان، والتصدي للمشروع الأردوغاني للتغلغل داخل بلاده، بداية جيدة لعهدة رئاسية تستمر حتى 2024.
ولم تكن العلاقة بين سعيد وحركة النهضة الإخوانية على ما يرام، فمنذ البداية وجه الرئيس التونسي مدافعه تجاه "الإسلام السياسي"، متهما حركاته وأحزابه بالتآمر على الدولة والأمن القومي"، وذلك في خطاب بالثكنة العسكرية خلال يونيو/حزيران الماضي.
الكاتب والمحلل السياسي بسام حمدي يرى أن العام الأول لسعيد كان "عام الخطاب والتوصيف، ولم يتجه فيه الرئيس إلى الفعل والإنجاز".
وتابع في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن الرئيس التونسي مطالب بترجمة خطاباته إلى أفعال، والتوجه إلى رفع قضايا بكل من اتهمهم بالاعتداء على مصلحة الوطن.
ولمح سعيد في أكثر من خطاب إلى الفساد المرتبط بالأحزاب السياسية صاحبة الأغلبية البرلمانية، على غرار ائتلاف الكرامة، والنهضة، وقلب تونس.
وأوضح "حمدي" أن الرئيس التونسي لم يجب على الأسئلة الكبرى للشعب التونسي خلال السنة الأولى لحكمه، والمتعلقة أساسا بملف الإرهاب الذي ضرب البلاد منذ 2011.
وحتى الآن ظل لغز الاغتيالات السياسية التي طالت قيادات يسارية وقومية عام 2013 أبرز امتحان في السنة الثانية لحكم قيس سعيد، خاصة وأن كل الأدلة تفضح حركة "النهضة" وأدواتها الإرهابية.
السياسية الخارجية لتونس
رغم أن قيس سعيد اكتفى بزيارة عمل وحيدة لفرنسا طيلة السنة الأولى لحكمه، إلا أن دوره كان حاسما في منع الاختراق "الأردوغاني" لتونس، بحسب العديد من المراقبين.
وتفيد مصادر مقربة لقصر قرطاج، بأن سعيد رفض إنشاء قاعدة عسكرية تركية عرض الرئيس رجب طيب أردوغان إقامتها في تونس خلال زيارته في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن عملية الرفض أغضبت الإخوان في تونس، فانطلقت معها حملات تشويه واسعة لقيس سعيد.
وتعتبر الناشطة السياسية، منى الفرشيشي، رئيسة حراك "من أجل تأسيس جديد" إلى أنه رغم الإنجاز الضعيف لقيس سعيد على المستوى الخارجي، إلا أنه يحسب له إيقاف المشاريع الإخوانية التي أضرت بالبلاد، وفضح مكرهم ومؤامراتهم.
وأضافت في تصريحاتها لـ"العين الإخبارية" أن استعادة تونس لاحتضان عملية السلام في ليبيا التي ستنتظم في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل سيقطع الطريق أمام التدخلات التركية.
صراع الأكاديمي والسياسي
لم يتخلص قيس سعيد في كل خطاباته من تاريخه الأكاديمي الذي درس طيلة 30 سنةً، القانون الدستوري في الجامعة التونسية، حيث طغت على جمله عربية فصحى تميل إلى التأويل القانوني، والدستوري لكل الظواهر السياسية .
ويعتبر الكثير من المتابعين بأن السنة الأولى للرئاسة التونسية كانت صراعا نفسيا بين "اأاكاديمي والسياسي"، مما جعل الرجل الأول في تونس بعيدا عن التجاذبات الحزبية التي يطرحها المشهد البرلماني.
ويشهد البرلمان التونسي صراعات بين الإخوان والمعارضة بكل أطيافها، على غرار الدستوري الحر، وحركة الشعب، والتيار الديمقراطي، وحركة تحيا تونس.
ورغم مرور العام الأول لقيس سعيد، وعدم وضوح ملامح مشروعه، فإن جزءا كبيرا من النخب ينظرون بعين الرضا لتصديه المتكرر للمؤامرات الإخوانية.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز