مرشد الإخوان يدفع من سجنه صخرة الأزمة نحو الهاوية.. على من تسقط؟
دفع مرشد الإخوان الإرهابية بثقل الأزمة التي تعصف بالجماعة نحو الهاوية بتصريحات من شأنها أن تقضي على كتلة لا يستهان بها.
وللمرة الأولى يعلن قادة السجون علنا موقفهم من الصراع على قيادة الجماعة خارج مصر بين كتلة محمود حسين في إسطنبول وجناح صلاح عبدالحق في لندن.
ويقضي بديع مع غالبية قادة الجماعة أحكاما مشددة بالسجن كما ينتظر بعضهم أحكاما بالإعدام في قضايا إرهابية.
وتقضي لائحة الجماعة ببقاء قادة الإخوان في السجون بمواقعهم التنظيمية دون الحق في المشاركة في صناعة القر.
وكانت جبهة حسين في إسطنبول قد اتخذت قرارات بتنصيبه (حسين) قائما بأعمال المرشد بعد وفاة إبراهيم منير الذي نازعته السلطة أيضا.
وقالت مصادر حقوقية مصرية إن بديع، خلال إحدى جلسات محاكمته في 31 يوليو/تموز الماضي أعلن انحيازه إلى القيادي القطبي صلاح عبدالحق.
وجاء إعلان قادة السجون موقفهم من الأزمة ليعكس للمرة الأولى حجم الصدع في صفوف الجماعة إذ أن قادة مكتب الإرشاد ظلوا بمنأى عن الصراع المستمر منذ أكثر من عام على الأقل إعلاميا.
ويعتقد مراقبون أنه من غير المتصور أن يكون موقف قادة السجن بمن فيهم المرشد غير معروف لجبهة حسين، لكن انحياز بديع للجبهة الأخرى من شأنه أن يدخلهم في أتون الصراع.
وينقسم تنظيم الإخوان إلى ثلاث جبهات تتصارع على المال والسلطة ومقاليد السيطرة على؛ الأولى هى: جبهة إسطنبول التي يقودها حسين الأمين العام السابق، والثانية : جبهة لندن؛ أما الثالثة فهي جبهة المكتب العام أو ما يعرف تيار التغيير الأكثر راديكالية.
وقالت المصادر الحقوقية بحسب تصريحات نقلتها مواقع محسوبة على الإخوان أن بديع كان يجيب عن أسئلة القاضي بشأن موقعه التنظيمي حيث أفاد أنه لا يزال يشغل منصب المرشد العام للجماعة، لافتا إلى أن نائب المرشد، محمود عزت، كان هو القائم بأعمال المرشد العام للجماعة قبل القبض عليه.
وذكر بديع -وفقا للمصادر التي حضرت جلسة المحاكمة- أنه بعد القبض على عزت تولى منصب القائم بالأعمال إبراهيم منير، الذي استمر في هذا الموقع حتى وفاته، في حين أصبح صلاح عبدالحق قائما حاليا بأعمال المرشد.
وتنص المادة الرابعة في اللائحة العامة للإخوان على أنه "في حالة غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ، يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته".
وفي تعقيبه، قال هشام النجار، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، إن انحياز بديع لصالح صلاح عبدالحق، يرجح كفة جبهة لندن، حيث يمثل أداة دعم ومساندة قوية لها.
ونبه النجار أن جبهة محمود حسين، لا تمتلك حاليا أوراقاً للمناورة، كما كان بالماضي كما أنه بعد إعلان بديع، لن يستطيع حسين، الادعاء كما حدث من قبل أن هذا تدليس وكذب من قبل مجموعة لندن، أو أن الكلام جرى فهمه بالخطأ.
وتحدث سامح عيد الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، عن تأثير إعلان بديع على التنظيم وعلاقة قياداته في الخارج بقادة السجون، قائلا في حديث لـ"العين الإخبارية" إن انتصار بديع لجبهة صلاح عبد الحق على حساب محمود حسين، سيزيد من الانقسام وتفاقم الصراع داخل التنظيم.
وأوضح عيد أن "محمود حسين لن يتنازل عن موقعه ولن يتراجع، وسيشكك في إعلان بديع، حيث إن الأمر يرتبط بحجم أموال ضخم وأصول ثابتة".
ومن التأثيرات الأخرى، والحديث لسامح عيد، فإن جبهة محمود حسين سوف تتصدع، علاوة على شعب التنظيم المختلفة داخل مصر، في حال تحدث المرشد بشكل صريح حول دعم صلاح عبد الحق قائما بأعمال المرشد.
وأعلنت جبهة لندن، الأحد، 19 مارس/آذار الماضي، تعيين صلاح عبدالحق (78 عاما)، قائما بأعمال المرشد العام للجماعة، خلفا لإبراهيم منير الذي وافته المنية في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2022.
وكانت جبهة الإخوان في إسطنبول، قد أعلنت تعيين قائدها محمود حسين قائماً بأعمال المرشد، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، في خطوة اعتبرها مراقبون ستشعل حرباً جديدة بين الجبهات الإخوانية المتناحرة منذ سنوات على المناصب القيادية ومصادر التمويل داخل الجماعة، وستعزز الصراعات داخل التنظيم.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز