"العين الإخبارية" تكشف.. أين وصلت تحقيقات الإخوان في النمسا؟
نحو 3 سنوات مرت على مداهمات أمنية هزت جماعة الإخوان الإرهابية في النمسا، فتحت ملفات قديمة، بينها تمويل الإرهاب، وقيدت أنشطة الجماعة.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، يعكف الادعاء العام في مدينة غراتس النمساوية، على التحقيق في ملف الإخوان بتهم تتعلق بتمويل الإرهاب ونشر التطرف والتحريض على الكراهية، دون أن يصل نقطة النهاية حتى الآن.
ووفق معلومات "العين الإخبارية"، لا تزال التحقيقات جارية في أروقة الادعاء العام، ولم تتوقف مثلما يردد العناصر المحسوبة على الإخوان في الأراضي النمساوية، بل تحدث تطورات جديدة فيها.
إذ قلص الادعاء العام تركيزه على 59 مشتبها به في ملف الإخوان الإرهابية في النمسا، بعد أن كانت دائر الاشتباه تطال 70 مشتبها به وقت المداهمات، ثم 105 في وقت سابق من التحقيقات.
الأكثر من ذلك، انتهى خبير عينته المحكمة الإقليمية في غراتس، من إعداد تقرير عن الإخوان وأنشطتها في النمسا، يجيب عن بعض أسئلة المحكمة حول الجماعة، بعد أن قدم عناصر الإخوان طعنا على خبيرين قدما تقريرا كان أساسا للتحقيقات عند بدايتها.
وتفصيلا، اتهم مشتبه بهم، الخبيرين نينا شوتس وهايكو هاينش بالتحيز ضدهم وضد المنظمات الإسلامية في النمسا وأوروبا، وطالبوا بإبعادهما عن القضية، وعدم استعانة الادعاء العام في غراتس، بالتقرير الذي أعده الخبيران، في القضية.
المحكمة الإقليمية في غراتس طلبت من خبير جديد إعداد تقرير جديد عن أنشطة الإخوان في النمسا، بدلا من التقرير السابق، والخبير الجديد هو غيدو شتاينبرغ، من مؤسسة العلوم والسياسة في برلين، وقدم التقرير بالفعل للمحكمة بعد أن انتهى منه.
ويخضع التقرير في الوقت الحالي، للتقييم القضائي للأدلة في إطار التحقيقات ضد الإخوان الإرهابية.
ملامح التقرير
بدورها، كشفت صحيفة دي برسه النمساوية، بعض ملامح التقرير الجديد، حيث ذكر أن "النمسا مهمة للغاية بالنسبة للإخوان"، مضيفا "تعتبر رابطة الثقافة أهم منظمة" تابعة للجماعة في الأراضي النمساوية.
وأضاف أن رابطة الثقافة "منصة مشتركة للإخوان المصريين والسوريين، حيث يهيمن المصريون على رابطة الثقافة في غراتس والسوريون في فيينا".
التقرير قال أيضا "اعترف العديد من مسؤولي رابطة الثقافة الآن بشكل مباشر أو غير مباشر بالانتماء إلى جماعة الإخوان".
ومضى قائلا "في أوروبا، تعتزم جماعة الإخوان توسيع نفوذها أو السيطرة على الجاليات الإسلامية".
وورد في التقرير أسماء بعض المشتبه بهم، وخاصة الأخوين أ.م.و ج.م، وهما من أصول سورية، وكلاهما مسؤول في رابطة الثقافة.
وسبق أن اعترف الأخوان بالفعل بشكل مباشر أو غير مباشر بعضويتهما في جماعة الإخوان. على سبيل المثال، قال أ.م.: “نحن لا نعتبر الادعاء بالانتماء إلى جماعة الإخوان بمثابة عتاب. جماعة الإخوان حركة عالمية. أفكارهم تحظى بتأييد غالبية المسلمين. نحن لسنا استثناء".
تحرك سابق
وفي فبراير/شباط الماضي، توصلت دراسة صندوق الاندماج النمساوي (حكومي)، المتاحة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الأفكار المتطرفة والمعوقة للاندماج، يزرعها الإخوان والإسلام السياسي، في خطبه الموجهة للمصلين داخل المساجد والجمعيات الإسلامية في النمسا.
وفي إطار الدراسة، تم تحليل 53 خطبة مسجلة في 14 مسجدا عام 2020، وبين هذه المساجد مسجد مرتبط بالإخوان رمزت له الدراسة برمز كودي هو "Ar03"، وحددت عدد القائمين عليه بما بين 200 و300 عضو، وهو مسجد الهداية في فيينا، وفق معلومات "العين الإخبارية".
وخلال فترة مراقبة ودراسة خطب المسجد لرواده، جرت مداهمات الشرطة ضد مواقع الإخوان في البلاد في ٩ نوفمبر/تشرين الثاني 2020. وكان مسجد "Ar03" أحد المواقع التي استهدفتها المداهمات في ذلك اليوم.
وخلصت الدراسة من تحليل خطب المسجد (٦ خطب) إلى أنه "يتم التبشير بنظرة ثنائية صارمة للعالم، تقسمه إلى "مؤمنين" و"كفار"، إلى الأمة المسلمة وبقية العالم والترويج إلى أن بقية العالم معادٍ للأمة ويحاول تدميرها".
وتابعت الدراسة "تبنت الخطب عدم الثقة والعداء تجاه المجتمع النمساوي ذي الأغلبية غير المسلمة، بل قللت من المجتمع النمساوي وتصفه بصفات دونية".
ومضت قائلة "مرارًا وتكرارًا في الخطب، يتم التقليل من قيمة غير المسلمين على أنهم "كفار"، وفي نفس الوقت توصف الدولة النمساوية بأنها عدو المسلمين وأن حكومتها تحاول منع بناء المساجد".
الدراسة قالت أيضا "ترفض الخطب النمسا والمجتمع النمساوي وقيمهما وقوانينهما ودستورهما، ويُنظر إليها على أنها تهديد لوجود المسلمين، ما يحض على العزلة ويحاول خلق نظام فصل مجتمعي، وخلق مجتمع مواز".
ومضت قائلة "هناك ميل في الخطب نحو عدم التسامح تجاه الثقافات الأخرى والجماعات العرقية الأخرى والأديان والقيم الليبرالية".
الاستثناء الوحيد كان خطبة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أي بعد أيام من مداهمات الإخوان، وشعور المسجد والقائمين عليه بأنهم خاضعون للمراقبة، إذ تغيرت الأفكار الواردة في الخطبة وكانت أكثر انفتاحا، ما فسرته الدراسة بأنه كان رسالة للمراقبين وليس لجمهور المسجد.
الدراسة قالت "النتيجة النهائية باختصار: يدعو هذا المسجد إلى إسلام أصولي قائم على أيديولوجية الإخوان وموقف غير متسامح تجاه بقية العالم".