مكرم محمد أحمد لـ"العين الإخبارية": الإخوان رهان تركيا لاختراق المنطقة
الجماعة قد تتحالف مع أحزاب معارضة لفترة وقد تزعم التمسك بالديمقراطية لفترة.. لكن ما إن تحين فرصة الوثوب للسلطة ينسى الإخواني كل شيء
قال الكاتب الصحفي المصري المخضرم مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر، إن المنصات الإعلامية لجماعة الإخوان الإرهابية تعتمد على تمويل تركيا التي تراهن بدورها على اختراق المنطقة عبر التنظيم الإرهابي.
وأشار محمد أحمد إلى أن انكشاف التنظيم الإرهابي خلال السنوات الماضية يؤكد فشل الرهان التركي، لافتا إلى أن علاقة قيادات الإخوان وأمراء الدوحة علاقة عضوية.
استراتيجية الإخوان تعتمد على اختراق مؤسسات الدولة كافة، فما وضْع الإخوان في الإعلام والصحافة، وطرقكم للكشف عنهم؟
الإخوان لا قيمة لهم على الإطلاق في الصحافة المصرية أو العربية، لكن خطورتهم تنبع من مخططهم للاستيلاء على مفاصل الدولة والمجتمع من الداخل حتى تصل إلى ما يسمونه بالتمكين، ما يعني النجاح في أخونة المجتمع، لتتصدر القيادات الموقف، وفي سبيل ذلك يمكن لهم عمل تحالفات مع بعض أحزاب المعارضة لفترة، ربما يزعمون التمسك ببعض التقاليد الديمقراطية لفترة، لكن ما إن تحين فرصة للوثوب على السُلطة، ينسى الإخواني كل شيء.
ترى الإخواني بشوشا وهو يقرأ القرآن، يكاد يبكي، يحاول قدر الإمكان توسيع نطاق صلته بالمجتمع، وفي لحظة الوثوب على السلطة يتحول لشخص آخر مختلف، مُدمّر، قاتل، حارق، وهذا ما فعلوه في مصر.
هل تستخدم الإخوان الإرهابية إعلامها للتدمير في الوقت الحالي؟
أتابع كل ما تنشره قنوات الإخوان في تركيا، كله كلام لا معنى له، شتائم قبيحة، ولم يحدث على الأقل في الأشهر الستة الماضية أن أثاروا قضية حقيقية، وتأثيرهم بالتالي ليس بالغ الخطورة كما يتصور البعض، لكن الخطورة في تأثيرهم كتنظيم على المجتمع، الاستيلاء على المجتمع من الداخل، وضع أقطاب الإخوان في المراكز الأساسية والصدارة في مفاصل الدولة، واختراق أجهزة الأمن، وهذه طرائقهم المعروفة، اتبعوها في مصر، وأيضًا يتبعها جميع فروع الإخوان في العالم العربي، حتى وإن تسترت بأن لها وجهاً ديمقراطياً، مثل تجربة راشد الغنوشي في تونس، فقد اعتقد أنه قدم تجربة جديدة في الديمقراطية، ظهروا حلفاء لحزب الأغلبية والمعارضة في الأحوال كافة، يسودهم التوافق، إلى أن حانت فرصة القفز على السلطة بعد أن تمكنت الإخوان من مفاصل الدولة واحتواء المجتمع واختراق وزارة الداخلية.. رأينا وجهاً آخر لحزب النهضة وصل إلى تهديد بوقف رواتب الموظفين؛ لأن العلاقة انفضت بين حزب الأغلبية وحزب النهضة.
فالإخوان هم أنصار ما يسمونه فرصة الديمقراطية الواحدة، هو ديمقراطي إلى أن تحين فرصة الوثوب على السلطة فقط، فيتحول للوجه الذي شاهدناه بعد فض اعتصام رابعة والنهضة.
ألا تستطيع جماعة الإخوان الإرهابية إعادة التأثير على المجتمعات، وتحديدا على المجتمع المصري عبر قنواتها الإعلامية؟
تجربة المصريين مع الإخوان استمرت 80 سنة حتى واتتها فرصة حكم مصر، وعندما حكمت أساءت التصرف، وقدمت قضايا تافهة، وبالتالي تجربتهم كانت مريرة، وخبرتهم في العمل السياسي محدودة وكذلك قدرتهم على إقناع المجتمع، و30 مليون مصري ثاروا ضد حكمهم يطالبون بإسقاط المرشد والجماعة، بالتالي لا أعتقد أن للإخوان أثرًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام المصري الآن، وخطورتهم الآن مقصورة على محاولاتهم المستمرة في أخونة المجتمعات ليس في مصر فقط وإنما في كل الدول العربية.
من يمول قنوات الإخوان الإعلامية؟
تركيا التي تمول تقريبا جميع القنوات الإذاعية والتلفزيونية بها، وتأوي قيادات الجماعة الإرهابية، وتتصور أنها عبر هؤلاء يمكن أن تنفذ إلى العالم العربي، لكن ما لا تعرفه تركيا أن حقيقة جماعة الإخوان في العالم العربي قد انكشفت، وأن للمصريين تجربة مريرة معهم، تجعلهم يرفضون هذه الجماعة إلى الأبد، ولا 100 عام تستطيع خلالها أن تستعيد الجماعة ما فقدته في مصر.
وعن قطر.. ما دورها؟
قطر دولة أفاء الله عليها كثيرا من الخير، ليس بالعمل والعرق، ولكن بثروات طبيعية، حسنٌ أن الله أعطاها كل هذا، ولكنها لم تصرف هذه النعمة فيما يفيد، مثل الكويت التي استغلت ما أتاها الله، فأقامت مدارس في البلاد العربية الفقيرة، وجامعات في اليمن، ووسّعت إطار خدمة التعليم في العالم العربي، لم تفعل قطر كما فعلت الإمارات، ففي كل دولة عربية تكاد تكون فيها موقع أو حيّ أو مدينة باسم الشيخ زايد، لكن قطر لا تنفق في أعمال الخير، لكن تدمر وتقتل كما في سوريا، وغيرها.
أسرة حافظ الأسد تحكم سوريا منذ 40 سنة، والشعب منقسم حول هذا الأمر، لكن هل يستحق الشعب السوري بحواضره ومدنه الجميلة كل هذا.. يتم تدميره من قبل جماعة الإخوان في حرب أهلية ليس لها أي منطق؟
دمرت في العراق، وفي ليبيا، ما المشكلة التي تجعل الليبيين اللذين أفاء الله عليهم بثروة بترولية هائلة، اليوم شعبا يواجه مشكلات اقتصادية حادة، ويأخذ المعونات، وهو ثري بالقدر الذي يمكنه بالفعل من أن يعيش حياة سعيدة، مَن الذي دمر المجتمع الليبي؟ من الذي خرّب وكان يرسل طائرات من الأسلحة إلى هناك؟
قطر دولة صغيرة لها إمكانات كبيرة تصرفها على الشر، متصورة أن هذا قد يزيد من قيمتها وتأثيرها على العالم، لكن بئس التأثير، تفكيرهم الشرير يعود لتغلغل جماعة الإخوان داخل الأسرة الحاكمة في قطر، والعلاقة تكاد تكون عضوية ومتشابكة بين الأسرة الحاكمة والإخوان، فهم دائما مع الشر.
من هو الإعلام المُضلل في نظرك؟
أحيانا الإعلام الغربي لا يكون صادقا معك 100%، ويُزيف أخبارًا غير صحيحة، مثل أن يقولوا إن مصر في المرتبة 160 في مؤشر الحريات، أي أنه لا توجد في مصر حرية صحافة، وهو كذب، لكن ما يحدث أن كل الناشطين السياسيين، كل المعارضة الإخوانية محسوبة على الصحافة، بدلًا من أن تُحسب على وجهها الحقيقي.
لو سألت نقابة الصحفيين كم عدد المعتقلين منكم الذين يحاكمون، سيقولون إن العدد معدود على أصابع اليد الواحدة الذين ارتكبوا جرائم جنائية واضحة يحاسبون عليها، وليس بصفتهم صحفيين، لو سألت إصدارا أجنبيا فسيدّعي أن عدد المعتقلين الصحفيين في مصر بالمئات، وهو غير صحيح بالمرة، لكنهم يحسبون كل ناشط حزبي وسياسي صحفيا، بينما الصحفي وفقا للتعريف المصري هو عضو نقابة الصحفيين، كل ناشط سياسي معارض يرتكب جرائم في الشارع لسياسي محسوب دون سند حقيقي على الصحافة المصرية.
كيف تواجهون هذا الإعلام المضلل وأنتم ترأسون أهم هيئة إعلامية وصحفية؟
على الأقل، الفوضى كانت شديدة عقب المرحلة الانتقالية، في تلك الفترة ضاعت فيها المعايير والحدود المهنية، وأصبح الكل يمارس سلطته بذراعه، وسادت الفوضى وغاب القانون والدولة ذاتها، حاولنا إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، وحتى اللحظة الراهنة نحن لا نعمل بالسياسة، نحاسب فقط على الالتزام بأخلاق المهنة، كان قبل عشرات السنين مستحيل فبركة خبر، أو أن تكتب رأيا للانتفاع أو لمحاباة مؤسسة أو شخص، كانت هناك ضوابط عالية تمنع هذا، أما في الفترة الانتقالية سادت الفوضى، ونحن نسعى لإعادة الأمور إلى وضعها الأصلي، وأعتقد أن المجتمع يقف إلى جوارنا، نُصدر بعض القرارات التي تحاول ضبط الأداء المهني في حدود أخلاقيات الصحافة وطبيعة المهنة، مثل التدقيق في الخبر قبل النشر.
نعاقِب، ولدينا لائحة وقانون، وتصرفاتنا محدودة، فكل ما أصدرناه حتى اليوم حوالي 27 قرارا، واستُقبلت من المجتمع استقبالًا هائلًا؛ لأن الناس تريد صحيح الأشياء، لكن عندما تسود قلة الأدب في الحوارات التلفزيونية إلى حد رفع الأحذية هل هذه حرية الصحافة؟ كل ما نفعله الآن في المجلس الأعلى أن نعيد الوضع إلى طبيعته الأولى.. قبل ذلك كان هناك مؤسسات مستيقظة ونقابة تقوم بدورها وصحفيون يعلمون أصول المهنة، أما الآن أصبحت المهنة لكل من هبّ ودبّ.
ما رأيك في إعلام الفيسبوك وكيف تواجهونه؟
مشكلة صعبة، كل واحد بإمكانه أن يقول رأيه من خلال جهازه اللوحي الخاص، ويطلق الأخبار على عواهنها، وأغلب ما يصدر عن مؤسسات التواصل الاجتماعي هي آراء، وللأسف استطاعت أن تكون وسيلة لتكوين الرأي العام داخل صفوف الشباب، العالم كله يعاني من غياب المعايير الصحيحة التي تجعلنا نعتقد بصحة هذه الأخبار، البعض يفرض غرامات باهظة، في ألمانيا مثلًا يفرضون 80 مليون دولار على جرائم السب، كل الأخطاء التي تقع في وسائل التواصل الاجتماعي يمكن حملها على الوسيلة الأم التي تذيع. أما نحن فنحاول وضع قواعد ضابطة للسلوك على مواقع التواصل الاجتماعي، ولأن هذه الأخبار تضر المجتمع، ومخاطرها قائمة، فالعالم يجتهد بحثا عن حلول لهذه القضية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز