لِمَ "شمت" الإخوان في وفاة صلاح فضل؟ مواقفه الكاشفة لـ"ألغام" التنظيم تجيب
"عام حكم الإخوان عام أسود، يجب أن يكون درسا بليغا للرأي العام"، هكذا وصف رئيس مجمع اللغة العربية الراحل صلاح فضل، الفترة التي كانت فيها مصر تحت حكم التنظيم الإرهابي.
وتوفي يوم السبت، الدكتور صلاح فضل رئيس مجمع اللغة العربية في مصر، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد حياة كانت ثرية بالمواقف الوطنية، والتي كانت مناوئة لتنظيم الإخوان الإرهابي وكاشفة لألاعيبه وتدثره بالدين غطاء لخداع القواعد الشعبية واختطافها لصالحه.
وفيما انبرت قامات ثقافية مصرية وعربية بالتعبير عن حزنها لرحيل الكاتب والأديب الدكتور صلاح فضل، واصفين إياه بـ"المدافع عن لغتنا العربية، والذي أفنى عمره في مناقبها"، كان لتنظيم الإخوان وأتباعه رأي آخر.
فالراحل الذي قطع على نفسه عهدًا لمحاربة فكر الإخوان "الظلامي" و"الاستبدادي" في آن، كانت وفاته بردًا وسلامًا على قلب التنظيم الإرهابي وأتباعه، الذين راحوا يشمتون في وفاة "محاربهم الأول".
أحد هؤلاء ذلك الإرهابي الإخواني الهارب محمد الصغير عضو ما يعرف بـ"رابطة علماء المسلمين"، والذي غرد عبر حسابه بـ"تويتر"، فرحًا وابتهاجًا بوفاة صلاح فضل، بعبارات حملت معاني التشفي.
ولم يكن الصغير وحده، من كان "صغيرًا" في "التشفي" و"الشماتة" في وفاة الراحل صلاح فضل، بل إن كثيرين من أتباع التنظيم الإرهابي والمحسوبين عليه، دأبوا على محاولة تشويه الرجل ومواقفه، مدفوعين بحقد دفين، نابع من آرائه التي كانت ضد الإخوان و"ألاعيبه".
فما هي مواقف صلاح فضل من الإخوان؟
في حلقة على إحدى القنوات المحلية، بثت يوم 6 فبراير/شباط 2020، كشف رئيس مجمع اللغة العربية الراحل الكثير من ادعاءات الإخوان، وفضح مواقف التنظيم الذي قال عنهم إنهم "يحترفون الكذب كما يتنفسون".
ووصف الراحل صلاح فضل، العام الذي حكم فيه تنظيم الإخوان ورئيسه محمد مرسي، مصر، بأنه "عام أسود"، مشيرًا إلى أنه يجب أن "يسري هذا الوعي مثل النور، لكي يصل إلى القواعد الشعبية".
وفيما قال إن هناك بعض الجيوب ما زالوا يصفون عناصر الإخوان الذين يتحدثون باسم الدين بأنهم "بتوع ربنا"، قال إن الإخوان "هم بتوع الشيطان ونفسهم ومصالحهم".
وطالب رئيس مجمع اللغة العربية الراحل، المؤسسات الدينية بضرورة توعية الشعب؛ "فالله لم يول أحدًا حق أن يكون صاحب السلطان وأن ينطق باسمه".
واستذكر الكاتب المصري الراحل، مقولة لرئيس الحكومة المصرية الراحل مصطفى النحاس، احتج عليها الإخوان، قائلا: "كان يقول إن السياسي الذي يبدأ حديثه باسم الله، هو مضلل، لأنه ينطق باسم نفسه ولم يأخذ تفويضًا من الله كي يتحدث باسمه، عليه أن يتحدث عن مشاريعه، عن طرائقه للإصلاح، عن خطته للحكم وليس عما أمره الله به، لأن الله لم يأمر أحدا بذلك".
ألغام دينية
وروى صلاح فضل موقفًا جمعه ومثقفين مصريين بشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بعد أحداث شهر يناير/كانون الثاني 2011، قائلا: "كنا في شهر مايو/أيار 2011، وكان ميدان التحرير لا يزال مضطربا.. دعانا الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لنتحاور معه حول مستقبل مصر، عقب الأحداث".
وأضاف: كنا 40 من المثقفين وكبار العلماء، أفضى كل منها بهواجسه تجاه على المرحلة المقبلة، إلا أنه قال إن الأرض المصرية مزروعة بالألغام الدينية؛ لأن جماعات الإخوان والسلفيين كانوا تمكنوا منذ عهد السادات من زراعة ألغام الفكر الديني المتطرف لدى القاعدة الشعبية"، مشيرًا إلى أنه توقع –في ذلك الوقت- أن يربح الإخوان بنسبة عالية، في أي محاولة للتحول الديمقراطي.
وتابع صلاح فضل، أن جماعات الإسلام السياسي "كلها مخادعة وتحترف الكذب كما تتنفس"، مستدلا على رؤيته بقوله: "عندما انتهينا من وثيقة الدولة المدنية التي أعلنها الأزهر، وقع عليها بالموافقة جماعات الإسلام السياسي والإخوان، لكنهم يحترفون النفاق والتظاهر على غير حقيقتهم لخداع الآخرين".
انقلاب إخواني
وأكد أنه رغم توقيعهم على تلك الوثيقة، إلا أن "أول ما فعله الإخوان لتولي السلطة هو ضرب مدنية الدولة في الصميم، و سلب حقوق المرأة وتهميشها".
وتابع: "كنت عضو الهيئة الاستشارية في فترة تولي المجلس العسكري إدارة شؤون البلاد، واتفقنا على مسودة لوضع الدستور وكنا نرغب في الحصول على موافقة الإخوان، لكنهم قالوا لنا ما شأنكم ووضع الدستور، نحن نتولى الحكم ونضع الدستور بطريقتنا.. أنتم مجموعة من الأفندية لا شأن لكم بمستقبل مصر".
aXA6IDE4LjE4OC4yMjcuNjQg جزيرة ام اند امز