دراسة حكومية.. النمسا تضع يدها على بؤر للإخوان وحماس بقلب فيينا
لا تتوقف السلطات النمساوية عن ملاحقة تنظيم الإخوان الإرهابي وأفرعه المختلفة، من جميع النواحي المعلوماتية والقانونية والأمنية.
وبعد أيام من عقد منتدى فيينا الثاني لمكافحة الإخوان والإسلام السياسي، سلط مركز توثيق الإسلام السياسي التابع للحكومة النمساوية، الضوء على الجمعية الإسلامية في النمسا، والتي تدير مسجد الهداية في العاصمة النمساوية.
وعلى مدار عام كامل، أخضع مركز توثيق الإسلام السياسي الجمعية الإسلامية في النمسا، للتدقيق والدراسة، إذ تم تحليل وتقييم 28 خطبة لرئيس وإمام مسجد الهداية (التابع للجمعية) في فيينا إبراهيم الدمرداش. بالإضافة إلى الأنشطة في الشبكات الاجتماعية.
والدمرداش أحد 70 مشتبهاً بهم في تحقيقات الإخوان الجارية في النمسا منذ 9 نوفمبر/تشرين الثاني 202٠، وتتناول أنشطة الجماعة وتحركاتها وشبهات تمويلها للإرهاب. كما أن مسجد الهداية أحد المساجد المحسوبة على الإخوان في فيينا.
ويستعد المركز لنشر الدراسة التي تأتي في 143 صفحة خلال أيام، في الأيام المقبلة، تحت عنوان: "الإسلام السياسي على مستوى المجتمع"، إذ تظهر صورة لمجتمع مواز ينقل مجموعة القيم الخاصة به على مستوى القاعدة، وهي تعادي قيم المجتمع الغربي تماما.
وبحسب الدراسة، يتم ذكر أفكار ذكورية وعنيفة، وسط حديث متكرر عن "الجهاد"، و"الجهاد المقدس"، "والدفاع عن البلاد الإسلامية".
وفي هذا الإطار، قالت ليزا فيلهوفر، مديرة مركز توثيق الإسلام السياسي في تصريحات صحفية: "هذا المحتوى الأيديولوجي يتعارض مع الديمقراطية الليبرالية التعددية ويشجع الصراعات".
وتابع أن "نقل مثل هذه النظرة إلى الجمهور الذي يغلب عليه الشباب الذكور، أمر يمكن أن يساعد في نشر الأفكار المتطرفة بسهولة أكبر".
هذه الخطب التي تضم محتوى إقصائيا متطرفا تجري أيضا في مسجد التيسير في فيينا، وفق الدراسة.
الدراسة نفسها أفادت بأن هذه الخطب تعكس الأيديولوجية المتطرفة لجماعة الإخوان المسلمين، وتهدف إلى تشكيل جيل جديد يعتنق هذه الأيديولوجية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حركة حماس، التي تحكم قطاع غزة يُشار إليها مرارا وتكرارا بشكل خاص. في خطب المسجدين، رغم أنها تصنف منظمة إرهابية في الاتحاد الأوروبي، وفق الدراسة.
ليزا فيلهوفر قالت في هذا الإطار إن "خطب الإمام (إبراهيم الدمرداش) تقدم نموذجًا يحتذى به للشباب المسلم في النمسا".
يقول فلهوفر إن ما يحدث بعد هذه الدراسة لم يعد أمرًا يخص مركز التوثيق، مضيفة "نحن مسؤولون فقط عن البحث والتوثيق، بمعنى توفير المعلومات للجمهور".
ووفق صحيفة كورير النمساوية "خاصة" أرسل مركز توثيق الإسلام السياسي الوثائق التي تحصل عليها خلال إجراء الدراسة، إلى السلطات الرسمية، لتقرر ماذا ستفعل بها.
والإثنين الماضي، استضافت وزيرة الاندماج النمساوية سوزان راب مسؤولي عدد من الدول الأوروبية، وخبراء في الإسلام السياسي، في منتدى فيينا الثاني حول التطرف.
ووفق مكتب وزيرة الاندماج، شارك أكثر من 150 خبيرًا من جميع أنحاء أوروبا، إلى جانب سياسيين ودبلوماسيين من اليونان وبلجيكا وفرنسا، في المؤتمر الدولي لمناهضة الفصل والتطرف في فيينا.
وهذا هو المؤتمر الثاني من نوعه في فيينا، بعد مؤتمر أول حول نفس الموضوع، جرى بمشاركة خبراء ومسؤولين من دول أوروبية مختلفة، في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وهدف المؤتمر بالأساس إلى دفع التعاون في مكافحة الإسلام السياسي، بين 11 دولة أوروبية كانت ممثلة فيه بشكل رسمي، بما فيها ألمانيا وفرنسا وبلجيكا، انطلاقا من أن هذه الظاهرة عابرة للحدود، وتتطلب مكافحتها تعاونا عابرا للحدود.
هذا النشاط، دفع راب للقول قبل انعقاد المؤتمر الثاني، إن النمسا "رسخت نفسها كمركز لمكافحة الإسلام السياسي".
ومنذ 2019، تشن النمسا حملة قوية ضد الإخوان، كأكبر منظمة للإسلام السياسي، بدأت بحظر رموز الجماعة، ثم تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، لتحليل ومراقبة ورصد أنشطتها في الأراضي النمساوية، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطتها وتمويلها للإرهاب.
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA= جزيرة ام اند امز