مناورة إخوان تونس في انتخابات الرئاسة.. مغامرة تكرس الانقسام
رغم إعلان إخوان تونس دخول السباق الرئاسي بمرشح واحد هو عبدالفتاح مورو قوبل هذا الاختيار برفض من بعض نواب حركة النهضة.
تنذر المناورة الإخوانية بالدفع بأكثر من مرشح في الانتخابات الرئاسية في تونس بتعميق انقسام طال حركة النهضة مع انكشاف هشاشة برنامجها السياسي والاقتصادي في البلاد.
ورغم إعلان إخوان تونس دخول السباق الرئاسي بمرشح واحد هو عبدالفتاح مورو، قوبل هذا الاختيار برفض من بعض نواب حركة النهضة، وتمت ترجمته في تزكيتهم مرشحين آخرين.
وقدم كل من ماهر مذيوب والعجمي الوريمي وعبداللطيف المكي، وجميعهم نواب من الإخوان، تزكياتهم لشخصيات مختلفة، دون مساندة مورو في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 15 سبتمبر/أيلول المقبل.
إلا أن بعض المتابعين للشأن التونسي حذروا من محاولة الإخوان المناورة عبر الادعاء بوجود انقسام داخل الحركة.
مجرد مناورة إخوانية
زهر كريم المختص في الجماعات الإسلامية وأستاذ الفلسفة بالجامعة التونسية أكد أن هذه التشابكات المعقدة التي تريد حركة النهضة بثها في المشهد السياسي جزء من أساليب المناورة ومحاولة امتصاص الخصومات المتعددة لسياساتها.
وخلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، رأى كريم أن تقديم تزكيات لأكثر من مرشح هو محاولة لشراء بعض المترشحين وترضية لأذرعها التاريخية، مثل المنصف المرزوقي وحمادي الجبالي ومغازلة سرية لبعض المستقلين مثل قيس سعيد.
مصادر مطلعة على الأوضاع داخل حركة النهضة أكدت أن الإخوان سيدعمون يوسف الشاهد رئيس الحكومة الحالي في حال ترشحه للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.
وتفترض السياسة الصدق من أجل بناء الثقة، إلا أن حركة النهضة لم يتضمن خطابها السياسي طيلة وجودها في تونس أي ملامح للجدية في تأسيس حياة ديمقراطية، بحسب كريم.
ووصف أسلوب "النهضة" في التعامل مع الانتخابات بأنه "ترذيل" للحياة السياسية؛ حيث تشترك فيه كل الحركات الإخوانية في الوطن العربي.
انشطار وحدة الصف
يدخل إخوان تونس الانتخابات الرئاسية والتشريعية على وقع انقسامات حادة وصدامات داخلية تغذيها الطموحات الجارفة نحو السلطة.
وزادت حدة تلك الانقسامات مع مخاوف عدد كبير من قيادة إخوان تونس من المحاسبة القضائية، فراح كل طرف داخل النهضة يحارب على موقع في البرلمان المقبل لضمان الحصانة.
واعتبر سيف ماجول القيادي بحركة المستقلين الأحرار (حركة للنقابيين والنخب الجامعية) أن هذه التزكيات المتعددة لحركة النهضة مؤشر تصدع تتسع رقعته يوما بعد يوم داخلها.
وأوضح أن عبدالفتاح مورو ليس المرشح التوافقي لكل الإخوان، ويواجه جبهة رفض وصد من العديد من التيارات المتشددة داخل الحركة الإسلامية، خاصة منهم أنصار المنصف المرزوقي.
ماجول نبه إلى أن الانتصار سيكون للمستقلين في الانتخابات التشريعية لأن حركة النهضة أسهمت في تنفير التونسيين من الأحزاب.
وأشار إلى أن انتصار القائمات المستقلة في أكثر من 80 دائرة بلدية من مجموع 350 دائرة سنة 2018 هو دليل على توجه المزاج السياسي التونسي نحو المستقلين.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت تقدم 1500 قائمة للانتخابات التشريعية، منها 500 قائمة مستقلة، وهي سابقة في تاريخ تونس.
وتثير هذه الأرقام مخاوف حركة النهضة الإخوانية التي توجهت لاستمالة القوائم والمرشحين المستقلين من أجل توظيفهم في صناعة مشهد سياسي يخدم مصالحها فقط.