لم تسلم منهم الجامعات ونقلوا العنف السياسي إلى داخل دور العلم ونشروا أفكار الغلو والتطرف.
إن جماعة الإخوان وبعضاً من رجال الدين ونواب تيار الإسلام السياسي والتنظيمات التي خرجت من تحت عباءة الإخوان والمفسدين، فسروا القرآن بما يتناسب مع أهوائهم، فحرّفوا الكَلمَ عن موضعه وشوّهوا صورة الإسلام الحقيقي، وخالفوا شرع الله في كل ما يخص الحياة البشرية.
وتعمدوا تشويه الرسائل السماوية وحرفوها لتتلاءم مع غاياتهم السياسية، وهم بهذا الأمر يتجنون على دين الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم بهدف تفصيل الدين على مقاساتهم.
فبحثوا عن الآيات التي لها أكثر من وجه للتفسير بهدف تضليل الناس باسم الدين، وعاثوا في الأرض فسادا وزعزعواً أركان المجتمعات الإسلامية، وأمة اقرأ لا تقرأ وتجهل أمورها الفقهية، فاستغلهم هؤلاء أسوأ استغلال في تفسير الدين حسب أهوائهم.
التيارات السياسية الدينية ومدارسها الفكرية أعداء الحرية والمساواة، يتغنون بشعارهم الذي يقول "نحن ديمقراطيون حتى نصل إلى السلطة وبعد ذلك لا نعترف بالديمقراطية"
إن بعض دعاة الفتنة ورموز تيار الإسلام السياسي بل معظمهم، يعلمون علم اليقين أنهم بلا ضمير لأنهم لو كانوا يملكون أبسط نسبة من الضمير لعاملوا الناس كما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة، وكما أوصى الله في كتابه الكريم، لكنهم يعلمون علم اليقين أنهم لو تَرَكوا الناس سيخسرون وسيُهزمون، ولكن بسطوا نفوذهم وسيطرتهم وهم يعلمون أن المرأة نصف المجتمع، وهذا النصف قادر على التأثر والتأثير لذا في خطاباتهم الدينية تلاعبوا في ملكاتها وخوفوها وقللوا من شأنها حتى لايكون لها تأثير على الأب والأبناء والزوج ليكونوا صفاً واحدًا ضدهم وضد المعترك السياسي الذي يخوضونه.
لذا كان الخطاب الديني لا يتلاءم نهائياً مع الإسلام الذي هو منهج حياة وأمن، واستقرار وتسامح وأمان وأخلاق وقيم وسلوك ومعاملة، فقدموا صورة ممسوخة ومشوّهة عن الدين الإسلامي الحنيف، وبسببهم وُصِم الإسلام بالإرهاب.
الإسلام بريء من بعض دعتة الفتنة الذين يجبرون الناس على القيام بأعمال لايرضونها، ولأن الإسلام دين يسر وليس دين عسر.
لذا نرى الخطاب الديني الذي سيطروا عليه دائماً يتجه للعنف بكافة أشكاله، سواء كان العنف السياسي أو العنف في تفسير الإسلام وكتاب الله، أو العنف في التعامل مع المرأة، ومع الأسف هناك من الجهلاء تدثروا بالدين فقلبوا الحياة رأساً على عقب، فدمروا الأوطان وشردوا الناس وسفكوا الدماء وقتلوا الأطفال والنساء والرجال ولم يسلم أحد منهم.
ولم تسلم منهم الجامعات ونقلوا العنف السياسي إلى داخل دور العلم، ونشروا أفكار الغلو والتطرف،
كما مارس هؤلاء عنف الفساد والظلم والاستبداد وجرائم الاستبدادالسياسي، كما حدث في ثورات الربيع (العبري) ومازال ذلك مستمرًا في تونس و ليبيا واليمن وسوريا ومصر.
سنوات طوال منذ نشأة جماعة الإخوان وما تفرخ عنها، عمل رموزها على نشر الوصاية الفكرية على المجتمع.
آن الأوان أن يكون الخطاب الديني نابعاً من منهج الحياة القرآن الذي يمتاز بالوسطية.
(وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي الاعتدال في كل شيء، كما أن القرآن جاء بالخطاب الديني الذي يدعو إلى الحب والتسامح وقبول الآخر (إنَّا خلقناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) وليس لتتناحروا.
التيارات السياسية الدينية ومدارسها الفكرية أعداء الحرية والمساواة، يتغنون بشعارهم الذي يقول "نحن ديمقراطيون حتى نصل إلى السلطة وبعد ذلك لا نعترف بالديمقراطية"، فعندما حكم الإخوان مصر شاهدنا إعصاراً من الكراهية الذي أطاح بالقيادات المناوئة، وظهر للعلن المبدأ التاسع "احرص أن لا يقع القرش إلا في يد أخيك المسلم"، ليتم القضاء على ما بقي من ظواهر الألفة والمودة.
وهنا ظهرت طائفية الإخوان التي قسمت المواطنين، وكادوا أن يدخلونا في متاهات مستقبل مظلم.
هل وصلت الرسالة ؟؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة