خبراء: موقف الكونجرس من الإخوان ضوء أخضر لحظر التنظيم دوليا
الكونجرس يسعى منذ عام 2015 لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي دون جدوى.
ثمّنت مصر موقف لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية، بعد اعتبارها تهديداً للأمن القومي الأمريكي، بما قد يمهد مستقبلاً لقرار تصنيفها "جماعة إرهابية".
ودعا برلمانيون وخبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، واشنطن لإجراءات أكثر حزما تجاه الجماعة الإرهابية، ووقف التعامل معها، فيما كشف طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، عن اتصالات رفيعة تجريها القاهرة للضغط في هذا الشأن، باعتبار "أن الجماعة تشكل قنبلة موقوتة، وخطرا واضحا على الأمن القومي الأمريكي والعالمي".
وعقدت لجنة الأمن القومي الأمريكية جلسة استماع، أمس الأربعاء، أكد خلالها عدد من الأعضاء أن الجماعة أخذت الإرهاب نهجاً لها، فيما لا تزال تبحث إدراج التنظيم كجماعة إرهابية.
وأوضح رون ديسانتيس، رئيس الجلسة، أن "الإخوان منظمة مسلحة لها جماعات تتبعها في 70 دولة، وأن بعض هذه الجماعات تصنفها الولايات المتحدة على أنها إرهابية".
وأشار النائب الجمهوري إلى أنه من الواضح أن "جماعة الإخوان تشكل تهديداً جدياً للأمن القومي للولايات المتحدة ومصالحها، وأن هناك حاجة لبحث الطريقة المثلى لمواجهة هذا التهديد، لكن تجاهله ليس مقبولاً".
من جهته، كشف طارق الخولي، عن اتصالات من جميع الدوائر السياسية المصرية مع الكونجرس والإدارة الأمريكية بشكل مباشر؛ لحثها على نبذ الجماعة الإرهابية، قائلا: إن "الأمر لم يعد يتعلق بمصر فقط، التي بدورها تخلصت من الجماعة إلى الأبد، بل الأمر يتعلق بالأمن القومي الأمريكي نفسه، واستغلال الجماعة للأراضي الأمريكية في نقل الأفراد والأموال عبر دول العالم". وأشار عضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان إلى أن "وجود التنظيم أصبح يشكل كرة نار في الولايات المتحدة تتجمع على الأرض".
ونوه البرلماني المصري إلى أن الخطاب المصري واضح، وقد يكون له مردود على المدى القريب، غير أنه يواجه بصعوبات تتعلق بحالة الصراع والانقسام داخل الإدارة الأمريكية بين فريقين؛ أحدهما يرغب في إدراج جماعة الإخوان إلى قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، باعتبارها تمثل خطرا على الأمن العالمي، في حين يرى فريق آخر ضرورة استخدامها في صالح السياسة الأمريكية، وأنه ليس من مصلحة واشنطن اتخاذ مثل هذا القرار في الوقت الراهن.
ولفت الخولي إلى أن امتلاك الجماعة نفوذا بين قادة وحكام دول شرق أوسطية حليفة للإدارة الأمريكية مثل (تركيا وقطر) يعمل على تعطيل صدور القرار بإدراجها كجماعة إرهابية تحت قبة الكونجرس. غير أنه أكد أن الخطوات العربية والمصرية ستعمل على التضييق على جماعة الإخوان والقضاء عليها في النهاية، مضيفًا أن دور مصر دوليا يقتضي بأن توضح القاهرة خطر الجماعة، وما تمثله من خطر على الأمن القومي والأمن العالمي.
وحظرت مصر جماعة الإخوان الإرهابية في ديسمبر/ كانون الأول 2013، وتتّهمها بالمسؤولية عن أعمال العنف التي شهدتها البلاد عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي للجماعة. وسُجن آلاف من قادة وعناصر الجماعة، وحكم على المئات منهم بالإعدام في محاكمات جماعية. كما حذى عدد من الدول العربية حذوها وحظرت الجماعة أيضا.
وسبق أن توقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قيام الولايات المتحدة بتصنيف جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا، غير أنه أكد أن ذلك قد يستغرق وقتا.
موسى مصطفى موسى، المرشح الرئاسي السابق، ورئيس حزب الغد المصري، اعتبر أن اجتماع لجنة الأمن القومي الأمريكي أمر جاء متأخرا، داعيا إلى ضرورة تكثيف الخطاب المصري، عن طريق وزارة الخارجية والبرلمان، والذي يفضح جرائم الجماعة الإرهابية، حتى يتم محاسبتها عن جرائمها في العالم. ونوه موسى إلى أن تنظيم الإخوان منتشر في عدد من دول العالم، ويتطلعون إلى الحكم بالسلاح وليس عبر الوسائل السياسية.
من جهته، توقع الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، منير أديب، أن يؤثر خروج هذا المشروع المقترح من الكونجرس للنور، على دور الجماعة بشكل كبير من حيث وجودها وعلمها لا سيما على وجود التنظيم الدولي نفسه.
وأضاف أديب أن خروج قرار من الكونجرس بتصنيف التنظيم جماعة إرهابية، يعطي الضوء الأخضر للدول العربية المتضررة من أفعال الإخوان في تحجيم أعمالهم والتصرف في أموالهم بوجود خطط حقيقية للقضاء على الفكر المتطرف.
وعن رد فعل التنظيم حال صدور هذا القرار، يقول الباحث بشؤون الحركات المتطرفة "سيكون تحركهم بشكل خفي ومتستر، ويسعون لتجنيد أفراد جديدة وسيمارسون العنف أيضا بشكل مختلف".
وقال نبيل نعيم، الخبير بشؤون الحركات الجهادية، إن هناك تحركات من عديد من الدول العربية لتصنيف الجماعة حركة إرهابية دوليا، وحال صدور القرار من الكونجرس بذلك على الفور سيتم التضييق على المنافذ الإعلامية التي تمولها جماعة الإخوان في الولايات المتحدة، لاسيما بعض القنوات الخاصة بالتنظيم نفسه، ويمكن ملاحقتهم دوليا.
ويسعى الكونجرس منذ عام 2015 لإقناع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بتصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي دون جدوى، وذلك بسبب أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة قبل وأثناء وجودها في السلطة في مصر، وبعد إسقاط نظامها، حيث رفضت وزارة الخارجية في عهد هيلاري كلينتون تصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا، وتصر على الحوار معها.
ورغم تصنيف العديد من الجماعات المرتبطة بالإخوان كتنظيمات إرهابية في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، إلا أن الجماعة الأم نفسها أفلتت حتى الآن من هذا التصنيف. وقال مراقبون إن وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، لعب أيضا دورا بارزا في عرقلة هذا الملف. لكن ومع قدوم مايك بومبيو وزيرا للخارجية حاليا، بات مطروحا وبشكل أكثر اتخاذ هذا الخطوة.
aXA6IDEzLjU4LjIwMy4yNTUg جزيرة ام اند امز