الكونجرس الأمريكي.. ضغوط تتجدد لوضع "الإخوان" على لائحة الإرهاب
وسائل إعلام أمريكية حذرت من التهديد العالمي لجماعة "الإخوان" وأبرزت توصيات مشرعين وخبراء لإدارة ترامب بإدراجها على قوائم الإرهاب
تجددت الضغوط في الكونجرس الأمريكي لتصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية، ما فجّر سيلا من التحذيرات الإعلامية المحلية من التهديد العالمي للجماعة.
تحذيرات استندت إلى توصيات مشرعين وخبراء لإدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإدراج الجماعة رسميا على قوائم الإرهاب.
صحيفة "واشنطن تايمز"، قالت إن "الإخوان" لا يزالون يشكلون تهديدا عالميا خطيرا، داعية إلى ضرورة تصنيف الجماعة رسميا، منظمة إرهابية من قِبل إدارة ترامب، تماماً كما أوصى بذلك 3 من الخبراء بالكونجرس.
- الكونجرس الأمريكي: تنظيم الإخوان جماعة تبنت الإرهاب
- إرهاب "الإخوان" و"الحرس الثوري" أمام الكونجرس الأمريكي
وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة لطالما كانت تشكل قوة استقطاب في منطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن البعض يقول إنها كانت تعمل واجهة خارجية للحركات الأكثر تطرفا وعنفا في المنطقة.
ولفتت إلى جلسة الاستماع التي عقدتها اللجنة الفرعية للأمن القومي بمجلس النواب، أمس الأربعاء، "لدراسة التهديد الذي تشكله جماعة الإخوان وفروعها ضد الولايات المتحدة ومصالحها، وكيفية التصدي لها بفعالية أكبر".
ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة، النائب رون ديسانتيز، وهو جمهوري من ولاية فلوريدا، قوله إن إدراج الجماعة على قائمة الإرهاب الأمريكية، "قضية أثارت جدلا هنا في الكونجرس في السنوات الأخيرة".
ووفق المصدر نفسه، فإن منتقدي "الإخوان" بالكونجرس كانوا يأملون في استغلال جلسة الاستماع لبدء حملة لتصنيف الجماعة منظمة إرهابية، وهي خطوة اعترضتها في البداية وزارة الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وذكرت أن عددا من الشهود قالوا أمام اللجنة، إن هناك أدلة كثيرة على أن "الإخوان" يستحقون وسم الإرهاب.
الدكتور هيليل فرادكين، وهو زميل بارز في معهد "هدسون" الأمريكي للأبحاث، اعتبر أن "جماعة الإخوان تهدف، بطبيعة الحال، لأن تكون عالمية، وهذا يعني أنها تشكل تهديدا".
من جانبه، قال النائب جودي هيس، وهو جمهوري من ولاية جورجيا، إن تهديد جماعة الإخوان "لا يمكن تجاهله في الداخل والخارج".
في المقابل، كان منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد باراك أوباما، السفير دانيال بنجامين، هو المعارض الوحيد في جلسة الأربعاء، ما أثار العديد من النقاشات الحادة حول الخطر الذي يشكله "الإخوان".
وزعم بنجامين أن العديد من المنتسبين لجماعة الإخوان "يدعمون الديمقراطية ويرفضون العنف"، وأشار إلى أن اتباع نهج متشدد ضد الجماعة يمكن أن يؤدي إلى عزل المسلمين غير المتطرفين الذين يعيشون في الولايات المتحدة.
لكن فرادكين فنّد ادعاءات بنجامين، وقال إنه بالنسبة لقادة "الإخوان"، فالعنف يمثل "مسألة تكتيكية"، مضيفا: "لم يكن هناك رفض للعنف، ولا يوجد مثل هذا الإعلان في السجل التاريخي".
رأي أكده جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذي رأى أنه "لا يوجد شيء في عقيدة الإخوان، التي هي في نهاية المطاف العقيدة التي يلتزمون بها في صلب سياستهم، يوحي بأنهم تخلوا عن ممارسة العنف كنهج أو أنهم اعتنقوا الديمقراطية".
"واشنطن تايمز"، ذكرت أن جماعة "الإخوان" لديها شبكة من الفروع في أكثر من 70 دولة، وقد صنفتها مصر والسعودية والإمارات باعتبارها منظمة إرهابية.
ووفق موقع "واشنطن فري بيكون" الإخباري، فإن المشرعين في "الكابيتول هيل" يجددون ضغوطا بدأت قبل سنوات لتصنيف تنظيم "الإخوان" الدولي منظمة إرهابية، جراء دعمه المنظمات الإرهابية التي تهدد المصالح الأمنية الأمريكية في جميع أنحاء العالم.
وفي تصريحات للموقع، قال رئيس اللجنة، النائب رون ديسانتيز، إن السياسة الأمريكية فشلت في معالجة سلوك جماعة الإخوان المتطرف ودعمها للجماعات الإرهابية.
واعتبر أن "جماعة الإخوان قوة خبيثة، والسياسة الأمريكية بحاجة إلى أن تعكس هذه الحقيقة".
ولفت الموقع إلى أن استمرار حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة مثل تركيا وقطر في العمل إلى جانب جماعة الإخوان، أثار قلقا بين المشرعين مثل ديسانتيز.
وبالإضافة إلى الاستماع إلى خبراء شؤون "الإخوان" حول دعم الجماعة المستمر للجماعات الإرهابية المتطرفة، فإن المشرعين المشاركين في الجلسة سيراقبون عن كثب الأدوار التي تلعبها كل من قطر وتركيا في دعم الإيديولوجية المتطرفة للجماعة.
نحو تصنيف أمريكي للإخوان
الولايات المتحدة سبق وأن صنفت العديد من الفروع التابعة للجماعة منظمات إرهابية، بينها حركة "حماس"، لكنها لم تصل بعد حد تصنيف الجماعة ككل.
وفي أوائل يناير/كانون الثاني 2017، أشارت إدارة ترامب إلى أنها كانت تفكر في التصنيف الإرهابي لجماعة الإخوان بأكملها، ولكنها لم تتخذ إجراء يذكر حتى الآن، ما حفز الكونجرس على تولي المسؤولية وقيادة حملة لإصدار الإعلان.
في السياق نفسه، أطلقت منظمة "كلاريون بروجيكت"، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن، حملة على موقعها الإلكتروني، من أجل التوقيع على عريضة لحث الرئيس ترامب على تصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية، لتلحق بأذرعها "حسم"، و"لواء الثورة" اللتين صنفتهما الخارجية الأمريكية مؤخرا جماعتين إرهابيتين.