المصائب لا تأتي فرادى.. هذا هو حال تنظيم الإخوان الإرهابي اليوم.. فبعد أن لفظت الشعوب العربية قياداتهم، وكشفت حقيقتهم الخبيثة أمام العالم.. يتداعى البيت الإخواني من الداخل هذه المرة، وهو اليوم أصبح على بعد مسافة كبيرة من التماسك.
انشطر الإخوان إلى جبهتين؛ إحداهما يقودها الأمين العام السابق لجماعة الإخوان محمود حسين من داخل تركيا، فيما يقود الثانية القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم، إبراهيم منير، البريطاني المقيم بلندن، وتحت وطأة إصرار كل فريق على أحقيته بإدارة دفة القيادة، شبح تلاشي الجماعة يلوح في الأفق.
جبهة تركيا قطعت خطوة إلى الأمام في معركة كسر العظام، بإعلان قائدها محمود حسين، تنصيب القيادي الإخواني مصطفى طلبة، قائماً بأعمال المرشد، وعزل غريمه إبراهيم منير من منصبه، لينتشر الخلاف في قواعد التنظيم بين الجبهتين.
دراسة لمركز "STRATEGIECS Think Tank"، رسمت عدة سيناريوهات تنتظر الأزمة بين قيادات الإخوان..
"بقاء الأزمة عند المستوى الحالي"، يعني تواصل الأزمة دون قدرة أي من الطرفين على حسم الأمور لصالحه، ويستند كلاهما إلى مرجعيات مشتركة قوامها الإقصاء الكلي والقضاء على الطرف الآخر.
"إنجاز مصالحة بين الطرفين"، وهو أقرب للمستحيل بعد وصول الصراع إلى طريق مسدود، وفشل محاولات سابقة للتصالح انهارت بسرعة وعادت بشكل أكثر حدة.
"استمرار الأزمة وتصاعدها"، أحد السيناريوهات المحتملة، خاصة في ظل محاصرة فروع التنظيم دوليا وفشل تجاربهم في دول شمال أفريقيا والمشرق العربي، إضافة لرفع الغطاء عن التنظيم من قبل أنقرة، عبر سلسلة إجراءات وقرارات عميقة.
كل تلك الوقائع تكشف بما لا يدع مجالا للشك، أن نهاية تنظيم الإخوان الإرهابي اقتربت أكثر من أي وقت مضى، في ظل وعي متزايد للشعوب العربية بخطر تلك الجماعة وأجندات الدول التي تقف وراءها.