عنف وفتنة وإرهاب.. "الإخوان" تهدد بإشعال تونس
كعادتها، خرجت جماعة الإخوان في تونس تهدد بفتنة أهلية وحرب داخلية حال تركها للسلطة ورفضها للقرارات الرئاسية، واصفة إياها بالانقلاب.
فلم تتوان الحركة على مدار سنوات حكمها من تمكين عناصرها وتقوية نفوذها في مقابل استخدام العنف والتهديد بالتصفية لإسكات الأصوات المناهضة لها والداعين لرحيلها عن الحياة السياسية.
"سيلجأون إلى العنف كلما زاد اختناقهم شعبيًا".. كانت هذه آخر كلمات الزعيم اليساري التونسي شكري بلعيد قبل اغتياله في 6 فبراير/شباط 2013 ضمن خطاب هاجم خلاله حركة النهضة الإخوانية وغيرها من الحركات المتطرفة.
فحركة النهضة الإخوانية التي قفزت على السلطة عقب سقوط نظام زين العابدين بن علي مستغلة حالة الفراغ السياسي بالبلاد، فضحتها سنوات حكمها وكشفت عن حقيقتها للتونسيين فباتت اليوم جماعة غير مرغوب فيها.
والأحد، شهدت تونس انتفاضة شعبية جابت العاصمة وشملت جميع المحافظات للمطالبة بإسقاط المنظومة الحاكمة وحل البرلمان وإزاحة الإخوان من الحكم ووصلت الاحتجاجات لحرق مقرات النهضة احتجاجا على عشر سنوات عجاف من حكمها.
تلاها اجتماع أمني موسع، ثم إعلان الرئيس التونسي تجميد سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
الرئيس التونسي قال إنه استجاب لدعوات طالبت بتفعيل الفصل 80 من دستور البلاد الذي يخول للرئيس اتخاذ تدابير استثنائية حال وجود خطر داهم.
وأكد على أن البلاد تمر بأخطر اللحظات ولا مجال لترك أي أحد يعبث بالدولة وبالأوراق والأموال والتصرف في تونسي كأنها ملكه الخاص.
كما أعلن توليه السلطة التنفيذية، واعتزامه إعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي ودعوة شخص آخر لتولي إدارة الحكومة، مشيرًا إلى أنه سيقوم بإصدار مراسيم خاصة عوض عن القوانين التي سيصدرها البرلمان.
وقال في بيان إن مناطق عديدة في تونس تتهاوى وهناك من يدفع الأموال الآن للاقتتال الداخلي على إثر الاحتجاجات، مؤكدا أن قراراته ليست تعليقا للدستور وإنما هو قطع الطريق أمام اللصوص الذين نهبو أموال الدولة.
قيس سعيد حذر من مغبة الرد على قراراته بالعنف قائلا: "لن نسكت عن ذلك ومن يطلق رصاصة ستجابهه قواتنا المسلحة بوابل من الرصاص".
قرارات قيس سعيد قابلها رفض واسع من تنظيم الإخوان الإرهابي ودعوات للنزول للشارع ومن ثم دخول البلاد في دوامة من العنف والإرهاب.
وعلى خطى إخوان مصر، دعا رئيس حركة النهضة الإخوانية، راشد الغنوشي، الإثنين، أنصاره إلى النزول إلى الشوارع لإنهاء ما وصفه بـ"الانقلاب".
وقال الغنوشي وهو رئيس البرلمان الذي جمده رئيس البلاد قيس سعيد، في مقطع مصور بثته حركة النهضة الإخوانية، إن "على الناس النزول إلى الشوارع مثلما حصل في 14 يناير 2011 لإعادة الأمور إلى نصابها"، في إشارة إلى إزاحة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وفي وقت سابق، قال الغنوشي: "نعتبر المؤسسات ما زالت قائمة وأنصار النهضة سيدافعون عن الثورة".
وأضاف: "ليس في الدستور ما يسمح للرئيس بحل البرلمان أو الحكومة، حتى في حالة الطوارئ فإن البرلمان يظل في حالة انعقاد والحكومة كذلك".
وهو ما ردت عليه الرئاسة التونسية ببيان، مؤكدة أن قرارات قيس سعيد دستورية.
وقالت الرئاسة التونسية، في بيان إن القرارات جاءت "بعد استشارة كلّ من رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، وعملا بالفصل 80 من الدستور، حيث اتخذ رئيس الجمهورية قيس سعيّد، تلك القرارات حفظا لكيان الوطن وأمن البلاد واستقلالها وضمان السير العادي لدواليب الدولة".
وما تهديدات زعيم إخوان تونس بالفتنة الأهلية إلا أمر معتاد من التنظيم الإرهابي حيث دوما ما يخرجون عن الشرعية الدستورية ويواجهون أي احتجاجات مناوئة لهم بالعنف والإرهاب كما حدث في مصر.
aXA6IDMuMTM1LjIxNC4xNzUg جزيرة ام اند امز