محلل مصري: لهذه الأسباب نهاية "إخوان تونس" وشيكة
تيارٌ لطالما ادعى أنه الأكثر تعاطيا مع القوى السياسية، مرتديا قناع الحمائم، وموجها رسائله المتناقضة عن مثلث الوطنية والثورة والدستور.
لكن اليوم مع موجة احتجاجات هي الأكبر ضده في تونس، بات سقوط هذا التيار وشيكا، إذ انكشف الوجه الحقيقي لحركة النهضة الإخوانية في البلاد، وهو ما يمهد لسقوط الجماعة الإرهابية على مستوى الفكرة والتنظيم.
ونظم التونسيون، الأحد، احتجاجات شعبية جابت العاصمة التونسية وشملت جميع المحافظات التونسية للمطالبة بإسقاط المنظومة الحاكمة وحل البرلمان وإزاحة الإخوان من الحكم ووصلت الاحتجاجات لحرق مقرات النهضة احتجاجا على عشر سنوات عجاف من حكمها.
منير أديب، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية والإرهاب الدولي، استدعى مقارنة بين ما يحدث حاليا في المشهد التونسي وبين ما شهدته مصر في يوليو/تموز 2013، من ثورة شعبية أطاحت بالجماعة الإرهابية من الحكم.
وفي تصريحات خاصة، قال أديب لـ"العين الإخبارية": "ما نشاهده في تونس اليوم من مسيرات حسم رافضة للإخوان، وقرارات قيس سعيد الاستثنائية، عبارة عن مخاض لحدث لن يختلف كثيرا عما حدث في مصر أوائل عام 2013، هذا التشابه لعله يرسم صورة مقاربة لما سيحدث للإخوان في تونس، من سقوط بات وشيكا".
وأضاف: "الآن يتم حرق مقرات الإخوان في تونس وهو ما حدث في مصر في 2013 مع حرق مقر مكتب الإرشاد، حتى هتافات المصريين حينما ثاروا على المعزول محمد مرسي الذي كان ينتمي للإخوان، والتي طالبت برحيل مرشد الإخوان لإدراكهم أنه الرجل الفعلي في مؤسسة الحكم.. هذه الشعارات نفسها الآن طالبت بعزل إخوان تونس ووصفت راشد الغنوشي (زعيم إخوان تونس) بالسفاح".
ويرى "أديب" أن قرارات قيس سعيد اليوم بمثابة إعلان 3 يوليو في مصر 2013، الذي شهد الإعلان عن عزل مرسي وجماعته من حكم مصر، لافتا إلى أن اليوم هو إعلان يوليو في تونس.
وتابع: كنا نعلم أن سقوط التنظيم الأم في مصر سيؤثر على أفرع التنظيم في جميع البلدان العربية، خاصة فرع الإخوان في تونس الذي كان يقدم نفسه على أنه الفرع المعتدل مع التيارات السياسية المختلفة، حتى أن راشد الغنوشي كان يقول إنه يقدم للمعزول ومرشد الإخوان في مصر نصائح بضرورة مشاركة كل القوى السياسية، وها هو الآن يصطدم بجميعها وكذلك يدخل في مواجهة مع الشارع التونسي.
وتوقع أن انتفاضة التونسيين ضد الإخوان ستؤدي إلى سقوط "حمائم التنظيم" في تونس، الأمر الذي سيكون له تبعات متمثلة في سقوط الإخوان على مستوى الفكرة والتنظيم.
واستطرد: إذا ما سقط الإخوان في تونس سيعني هذا سقوط الإخوان في كل مكان.. لاسيما أنه سقوط بقرار من الشعوب العربية وليس الأنظمة السياسية أو الأجهزة الامنية.
وأوضح "أديب" أن قرارات قيس سعيد جاءت كترجمة لمطالب الشعب التونسي الذي انتفض على حكم الإخوان، فدعاه لحل المؤسسات التي تسيطر عليها النهضة.
والأحد، شهدت تونس يوما تاريخيا إثر قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد بتجميد سلطات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
جاء ذلك في أعقاب ما أطلق عليها "مسيرات الحسم" ضد الإخوان في أكثر من محافظة تونسية، حيث اقتحم المحتجون مقرات حركة النهضة في كل من محافظة توزر وسيدي بوزيد والقيروان، وسوسة وأشعلوا فيها النيران.