بالإخاء والتضامن والتسامح.. الإمارات تقود العالم لمواجهة كورونا
الإمارات تقود بالإخاء والتضامن والتسامح، مواجهة حالة الفزع والقلق المتنامي حول العالم من انتشار فيروس كورونا المستجد.
يوما بعد يوم، تؤكد دولة الإمارات للعالم وللأمتين العربية والإسلامية، أنها واحة الإنسانية ومنارة التسامح، وأنها ستبقى على الدوام خير سندٍ لأشقائها وأصدقائها في السراء والضراء، وستبقى دوما داعمة لجهود السلام والتضامن العالمي من أجل خير البشرية.
وفي هذا الصدد، جاءت مبادرة الإمارات بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي، خير تجسيد لرسالتها الإنسانية والحضارية، التي يسجلها تاريخ الإنسانية بمداد من ذهب.
تأتي تلك المبادرة لتقود الإمارات بالإخاء والتضامن والتسامح، مواجهة حالة الفزع والقلق المتنامي حول العالم من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتأتي تلك المبادرة لتؤكد الإمارات أن رسالتها الإنسانية والأخلاقية لا تعرف حواجز أو حدود، فـأينما كان هناك خطر يؤرق الإنسانية ويهدد البشرية، ستكون الإمارات دائما حاضرة لمد يد العون والمساعدة للجميع بدون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، ولهذا فإن صورتها تترسخ في العالم، باعتبارها وطن الإنسانية ومنارة التسامح.
تفاصيل المبادرة
وبتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بإجلاء رعايا عدد من الدول الشقيقة والصديقة من مقاطعة هوبي الصينية بؤرة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد – 19" وذلك بناءً على طلب حكوماتهم ونقلهم إلى "المدينة الإنسانية" في أبوظبي.
يأتي ذلك في إطار النهج الإنساني الذي تنتهجه الدولة في الوقوف مع الأشقاء والأصدقاء ومد يد العون والمساعدة لهم في الظروف الصعبة.
وقامت طائرة مجهزة ومزودة بخدمات طبية متكاملة بعملية الإجلاء، والتي ضمت عدد 215 شخصا من رعايا دول عربية وصديقة، حيث شارك في عملية الإجلاء فريق الاستجابة الإنساني الذي تضمن فريقا من المتطوعين شمل الطيارين والمضيفين والفريق الطبي والإداري والتي كانت مشاركتهم لتعزيز وإبراز الدور الإنساني والتطوعي.
كما تم تجهيز "المدينة الإنسانية" في أبوظبي بكافة التجهيزات والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوص الطبية اللازمة لرعاية الدول الذين تم إجلاؤهم، للتأكد من سلامتهم ووضعهم تحت الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوماً، حيث ستوفر لهم منظومة رعاية صحية متكاملة طوال فترة الحجر، وبما يتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية إلى حين التأكد التام من سلامتهم.
وتأتي هذه المبادرة تجسيداً لحرص دولة الإمارات الدائم على دعم ومساندة الدول الشقيقة والصديقة، وتأكيداً لنهج العمل الإنساني الراسخ، الذي يعُد ركيزة أساسية من ركائز السياسة الإماراتية التي لطالما أكدت قيادتها ضرورة مد يد العون والمساعدة لكافة الشعوب التي تمر بظروف صعبة، من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، بل استناداً إلى موقف إنساني نبيل.
إشادات عالمية
تأتي تلك المبادرة بعد يومين فقط، من مبادرة إنسانية لمساعدة الشعب الإيراني لمواجهة كورونا، قوبلت بإشادات عالمية.
وعبر الدكتور تيدروس إدهانوم غبريسيوس مدير عام منظمة الصحة العالمية عن بالغ شكره وامتنانه للشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحكومة دولة الإمارات على الدعم المقدم من خلال توفير طائرة مكنت فريق خبراء المنظمة والإمدادات الطبية الخاصة بفيروس "كورونا" من الوصول بنجاح إلى إيران في إطار الجهود لاحتواء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19".
وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية -خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة في جنيف- إن الفريق سيعمل مع السلطات الصحية في إيران على مراجعة جهود الاستعداد والاستجابة المستمرة وزيارة المرافق الصحية المعنية والمختبرات والاتفاق على تدابير الرقابة ذات الأولوية، إضافة إلى تقديم التوجيه بشأن تعزيز الاستعداد للمناطق التي لم تتأثر بعد بالفيروس.
وذكرت المنظمة أن الطائرة التي أقلت أعضاء الفريق الفني احتوت على شحنة من الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية لدعم أكثر من 15 ألف شخص وعامل في مجال الرعاية الصحية في إيران، إضافة إلى ما يكفي من مجموعات المختبرات لاختبار وتشخيص ما يقرب من 100 ألف شخص .
وكانت طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية قد نقلت 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى إيران قبل يومين.
وقامت المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بتغليف وشحن إمدادات تشمل مئات الآلاف من القفازات والأقنعة الجراحية والمواد ذات الصلة حيث تعتبر المدينة أكبر مركز لوجستي للخدمات الإنسانية ومواد الإغاثة في العالم.
تضامن مع الصين
كما كان الشيخ محمد بن زايد سباقا في إعلان تضامن بلاده مع الصين خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 25 فبراير الماضي
وأكد ني جيان سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الإمارات أن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مع الرئيس الصيني أرسل "إشارات إيجابية للمجتمع الدولي"، مفادها أن الصين والإمارات تتعاونان للتغلب على الصعوبات في السراء والضراء".
وبين أن الاتصال الهاتفي عزز علاقات التضامن والتعاون بين الإمارات والصين.
وذكر أن "الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عرض دعم جهود الصين في السيطرة على الوباء منذ البداية"، مثنيا على دعم حكومة وشعب دولة الإمارات للصين عبر إرسال دفعات متعددة من الإمدادات الطبية إضافة لإنارة برج خليفة لدعم ووهان والصين بشكل عام.. "لقد انعكست صداقتنا الحقيقية التي تغلبت على المحن.. على مشاعر الشعب الصيني وتقديره العميق لتلك الصداقة".
وأشار إلى أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قدم خلال الاتصال الهاتفي خالص تعازيه ومواساته للرئيس الصيني وشعبه في ضحايا "فيروس كورونا " متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
الإخوة الإنسانية.. تجربة ملهمة
كل تلك الجهود والمبادرات تؤكد أن التجربة الإماراتية في نشر قيم التضامن والأخوة الإنسانية لم تعد مجرد نموذج ناجح يسعى الكثيرون لتطبيقه، بل أضحت مصدر إلهام للعالم، بما تحويه تلك التجربة من مبادرات وقيم يعم نفعها الإنسانية جمعاء .
وأينما حل اسم الإمارات حول العالم، أضحت مبادراتها في نشر قيم التسامح والتضامن الإنساني حاضرة كنماذج للاقتداء والاحتذاء، ولا يكاد يمر يوم إلا ويشيد العالم بتلك التجارب والمبادرات.
كما تأتي تلك المبادرة بعد نحو شهر من الذكرى السنوية الأولى لتوقيع "وثيقة الأخوة الإنسانية" في الإمارات، لتقدم للعالم نموذجا عمليا على أرض الواقع، وتثبت ما قاله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال استقباله أعضاء اللجنة العليا لتحقيق أهداف "وثيقة الأخوة الإنسانية" 4 فبراير/شباط الماضي بتأكيده حرص دولة الإمارات على مواصلة العمل على تحقيق أهداف الوثيقة في بناء الأخوة الإنسانية والتعايش المشترك الذي يشكل منطلقا أساسا وقاعدة لترسيخ ركائز السلام والأمان والاستقرار والتنمية لشعوب العالم.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز