تحت وقع صدمة "مسيرات الحسم".. قيادات النهضة تتوعد التونسيين
فقدت قيادات في حركة النهضة الإخوانية في تونس توازنها بعد موجة احتجاجات هي الأكبر ضدها في البلاد، وأطلقت العنان لوعيد التونسيين.
وشن القيادي نور الدين البحيري في تدوينة نشرها على "فيسبوك" هجوما على المحتجين قائلا :"جرائمكم البشعة المتعمدة المدفوعة الأجر التي وصلت حد الحرق والسّحل ومحاولات القتل والنهب والسرقة تدل على سقوطكم الوطني والأخلاقي وفشلكم في إنفاذ مخططكم الخياني الإجرامي الهادف للزج بالبلاد في مستنقع الفتنة والانقلاب في وقت يخوض شعبنا حربا ضروسا ضد الوباء".
ونظم التونسيون اليوم احتجاجات شعبية جابت العاصمة التونسية وشملت جميع المحافظات التونسية للمطالبة بإسقاط المنظومة الحاكمة وحل البرلمان وإزاحة الإخوان من الحكم ووصلت الاحتجاجات لحرق مقرات النهضة احتجاجا على عشر سنوات عجاف من حكمها.
وتعيد مشاهد الحراك في تونس إلى الذاكرة أحداثا مماثلة جرت في مصر خلال أوائل عام 2013 ضد جماعة الإخوان وانتهت مع انتصاف العام بثورة شعبية جارفة أطاحت بالجماعة من الحكم.
وتحت وقع الصدمة وما تستدعيه من أمثلة في بلدان أخرى توعد القيادي الإخواني التونسيين بدفع الثمن قائلا: "ستدفعون ثمن جرائمكم أمام القضاء وبحكم القانون على الذين حرضوا على العنف والقتل أحزابا وأفرادا من جماعة عبير موسي وحركة الشعب والحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، و(على) من ينسبون أنفسهم لأنصار السيد رئيس الجمهورية تحمل مسؤولية أفعالهم وما ارتكبوا".
وأشار البحيري إلى أن ما زعم أنه "مشروع الفوضى والانقلاب" مدعوم من الخارج.
كما شن القيادي الإخواني رفيق عبدالسلام، صهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهصة، هجوما على الرئيس التونسي قيس سعيد قائلا: "الواضح أن قيس سعيد يريد بث الفوضى والفتنة، ولن يصل إلى تحقيق مبتغاه".
واتهم عبدالسلام ما أسماه "تنسيقيات قيس سعيد" بالوقوف خلف ما قال إنه عمليات الحرق والتخريب التي تعرضت لها مقرات النهضة، قائلا إنها "توجه من غرفة مظلمة في قرطاج ،إلى جانب بعض البلطجية من المرتزقة".
وزعم أن ما يريده قيس سعيد هو تنصيب نفسه الحاكم المطلق عن طريق تنسيقيات شعبوية فوضوية متحالفة مع البلطجية.
وأثارت تهديدات قيادات النهضة غضب الشارع التونسي ونشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعبر المحامي التونسي ياسين عزارة في تدوينة على موقع "فيسبوك" عن استيائه واستغرابه من تهديد رفيق عبدالسلام للرئيس قيس سعيد، قائلا: "حاول أن تنزل للشارع وسترى".
وتابع "سنلاحقكم ونحاسبكم ونحاكمكم".
بدورها، قالت رندة عثماني سياسية بالحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي في تدوين على "فيسبوك" إن "نور الدين البحيري يهدد ويتوعد التونسيين"، مؤكدة أن النهضة هي من أدخلت ثقافة سفك الدماء والإرهاب والمفرقعات إلى تونس.
وتابعت قائلة "أيها الإخوان الإرهابيون، الشعب قال كلمته اليوم وانتفض عليكم بعد 10 سنوات عجاف (..) نهايتكم قربت".
ومنذ رفض الرئيس سعيد تمرير تعديل حكومي مدعوم إخوانيا على خلفية تعيين وزراء تحوم حولهم شبهات فساد تعقدت العلاقة بين قصر قرطاج وحركة النهضة.
وسعت الحركة الإخوانية لتهميش سعيد الذي اكتسب شعبية متزايدة على خلفية تصديه لمخططات الجماعة.
وتتواصل في تونس ما أطلق عليها "مسيرات الحسم" ضد الإخوان في أكثر من محافظة تونسية، واقتحم المحتجون مقر حركة النهضة في كل من محافظة توزر وسيدي بوزيد والقيروان، وسوسة.
وجاءت مطالب المحتجين واحدة في كل المحافظات التونسية وهي إسقاط منظومة الاخوان واستقالة هشام المشيشي ومحاسبة راشد الغنوشي على ما اعتبروه جرائم إرهابية وفساد مالي.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA== جزيرة ام اند امز