أمين عام جديد لإخوان تونس.. تتغير الجلود والأفعى واحدة
تتغير الجلود لكن تظل الأفعى نفسها تنفث سموم التطرف في نهج راسخ لا يتغير، فتتواتر التسميات لتراكم سجلا حافلا بالانتهاكات والفظائع.
ورغم أن حل حزب إخوان تونس يظل مسألة وقت لا غير، إلا أن التنظيم لا يزال يحاول يائسا رص صفوفه من جديد ليتم تعيين العجمي الوريمي أمينًا عامًا للحركة.
فبعد سجن رئيس حركة النهضة وزعيمها التاريخي راشد الغنوشي بتهم إرهابية قبل أشهر، تم تعيين المنذر الونيسي رئيسا مؤقتا لهذا الحزب في مايو/أيار الماضي، إلا أن هذا التعيين لم يدم طويلا، فقد تم سجن الونيسي في سبتمبر/أيلول الماضي بتهمة التآمر على أمن الدولة.
وفي بيان صدر الخميس، أعلنت حركة النهضة تعيين العجمي الوريمي عضو المكتب التنفيذي ونائب رئيس الحركة، أمينا عاما جديدا لها.
وأضافت الحركة أن المنصب بقي شاغرا منذ استقالة زياد العذاري عقب الانتخابات التشريعية لسنة 2019.
صندوق أسرار
يرى مراقبون للمشهد السياسي التونسي أن الوريمي يعد من الشخصيات المهادنة التي تؤمن بنظرية الانحناء حتى تمر العاصفة.
وقال عمر اليفرني، الناشط والمحلل السياسي التونسي، إن اختيار الإخوان لشخصية العجمي الوريمي لقيادة الأمانة العامة تم بأمر من الغنوشي باعتباره كان -ولا يزال- يمثل صندوق أسراره ويعتبره الغنوشي رجل المرحلة صلب الحركة.
ويقول اليفرني، في حديث لـ"العين الاخبارية"، إن «طبيعة الوريمي تتمثل في التلون والانحناء حتى تمر العاصفة ويؤمن برص الصفوف وتجميع أنصار الإخوان».
وأضاف أن الوريمي"يعد من أبرز الداعين إلى تغيير جلد حركة النهضة من حزب إسلامي إخواني إلى حزب مدني، ما دفع الحركة لأن تعلن عام 2016 أنها حزب مدني، وأنها تخلت عن انتمائها لتنظيم الإخوان وزعمت أنها تحترم مدنية الدولة لكن على أرض الواقع كرست النهضة أساليبها الإخوانية والمتطرفة طيلة العشر سنوات الماضية».
وأكد أن «حركة النهضة تهاوت ولم يتبق من جسمها المريض أي عضو قادر على التحدي ورص صفوف هذا البنيان المتهاوي». مشددا على أنه "لا الوريمي أو غيره يمكنه إخراج هذا الحزب من أزمته".
من هو العجمي الوريمي؟
انطلقت مسيرة الوريمي في تنظيم الإخوان منذ سنة 1981، ويعد من القيادات الخطيرة في الحزب حيث اعتقل في مارس/آذار 1991، ثم حوكم ضمن قيادة النهضة في يوليو/تموز 1992 أمام القضاء العسكري.
وحينها، صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة بتهمة التآمر على أمن الدولة وهي تهمة متصلة بمخطط الانقلاب على السلطة الذي باركه وأذن به راشد الغنوشي سنة 1991.
التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتونس في عام 1881، وبدأ نشاطه الطلابي في صفوف حركة «الاتجاه الإسلامي» (حركة النهضة لاحقا) واستطاع رفقة آخرين بتأسيس الاتحاد العام التونسي للطلبة في أبريل/نيسان 1984، وعلى إثره طرد من الجامعة.
ولاحقا، وتحديدا في 1985 التحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط المغربية، حيث تحصل على شهادة الإجازة في الفلسفة، قبل أن يعود في 1988 ليستأنف دوره في قيادة «الاتجاه الإسلامي» بالجامعة، حيث أصبح رئيسا لمكتبه السياسي ومتحدثا باسمها.
وبالتوازي مع ذلك، أصبح أيضا مسؤولا عن تحرير صحيفته الأسبوعية «الحدث الطلابي»، وهو ما خوله لأن يصبح عضوا بصفته تلك في المكتب السياسي لحركة النهضة.
وعند صدور جريدة «الفجر» (إخوانية)، التحق بهيئة تحريرها مسؤولا عن القسم الجامعي الشبابي والشؤون الدولية.
وإثر اعتقال علي العريض الناطق باسم الحركة، وحمادي الجبالي المدير المسؤول عن جريدة الفجر، انتدب العجمي الوريمي في فبراير/شباط 1991 لعضوية المكتب التنفيذي لحركة النهضة ورئاسة مكتبها السياسي.
وبعد 2011، عاد الوريمي لقيادة الحركة، وعين في منصب نائب رئيسها ومسؤول مركب الثقافة والتعليم والشباب، ثم أصبح عضو المكتب التنفيذي مسؤولا عن مكتب الإعلام والاتصال. والوريمي أستاذ فلسفة في التعليم الثانوي.
aXA6IDMuMTQ1LjE2My4xMzgg جزيرة ام اند امز