«تهريب» إرهابيين من سجن تونسي.. سعيّد يصوّب نحو الإخوان
كما كان متوقعا، لم يكن فرار 5 إرهابيين من سجن تونسي مجرد حادثة بل عملية «تهريب» بتواطؤ من «مندسين» لا يزالون ينخرون مفاصل الدولة.
هذا ما كشفه الرئيس التونسي قيس سعيد، في لقاء جمعه، الأربعاء، بوزير الداخلية كمال الفقي، حول ملابسات فرار الإرهابيين من سجن في مدينة المرناقية بمحافظة منوبة غرب العاصمة تونس.
ونقل بيان للرئاسة التونسية عن سعيد قوله إن ما جرى هو "عملية تهريب وليس فرارا".
وأضاف سعيد أن "الصور التي تم بثها لا علاقة لها بالواقع وكان الهدف من بث تلك الصور التي ما كان لها أن تبث أصلا هو تحويل وجهة الأبحاث"، مشيرا إلى أن "كل القرائن تدل على أن العملية تم التدبير لها منذ أشهر طويلة".
وفي وقت سابق، تداولت منصات التواصل الاجتماعي صورا تزعم أنها تكشف كيفية فرار المساجين.
ليست الأولى
وأكد قيس سعيد أنها "ليست المرة الأولى التي يتم فيها تهريب مساجين بالسجون التونسية، مذكرا بأنه تم سابقا تهريب الوزير الأسبق أحمد بن صالح سنة 1973 من قبل شقيقه وبتواطؤ من أعوان السجون".
واعتبر أن عملية فرار المساجين ليست مقبولة، لافتا إلى وجود تقصير من كل أجهزة الدولة.
وقال: "لا بد أن تتم ملاحقتهم ومحاكمتهم ومن يعتقد أنه سيربك الدولة بتواطؤه مع الخارج ومع أطراف في الداخل، نقول له إن الدولة لا يمكن إرباكها".
وتابع: "نحن صامدون وسنحمي الدولة التونسية وسنطهر الإدارة من كل من اندس فيها"، مضيفا أن «هناك من غيروا أسماءهم وتم تعيينهم في المؤسسات الحكومية بأسماء مزورة واندسوا داخل وزارة الداخلية».
وأكد أن "هؤلاء لا مكان لهم في وزارة الداخلية ولا في أي جهاز من أجهزة الدولة "، مشددا على أنه "يخطئ من يعتقد أنه يمكن إرباكنا والشعب التونسي.. نحن ذاهبون إلى الأمام ولن نتراجع أبدا".
والثلاثاء، أعلنت الداخلية التونسية فرار 5 مساجين من السجن المدني بالمرناقية بضواحي العاصمة التونسية.
وقالت الوزارة في بيان أنه تم إعلام جميع الوحدات الأمنية بضرورة تكثيف البحث والتقصي والتفتيش السريع من أجل القبض عليهم في أقرب الآجال، وفي إطار التعاون مع الوحدات الأمنية وتوقيا من الأعمال الإرهابية.
الإرهابيون الفارون
والإرهابيون الفارون هم نادر الغانمي وعامر البلعزي وأحمد المالكي ورائد التواتي وعلاء الغزواني.
وورد اسم عامر البلعزي في التحقيقات المتعلقة باغتيال السياسيين التونسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وهو من ألقى في البحر المسدسين اللذين استعملا في عملية الاغتيال وذلك وفقا لاعترافاته.
وأحمد المالكي الملقب بـ"الصومالي"، محكوم عليه بالسجن لمدة 24 عاما على خلفية الأحداث الإرهابية في رواد بضواحي العاصمة.
وتعود أحداث رواد إلى فبراير/شباط 2014، حيث اختبأت مجموعة إرهابية بمنزل في منطقة رواد، واندلعت مواجهة مسلحة مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل 7 إرهابيين من بينهم كمال القضقاضي المتورط في اغتيال بلعيد.
كما ورد اسمه كذلك في التحقيقات الخاصة باغتيال البراهمي.
أما نادر الغانمي فقد شارك في عدة أعمال إرهابية بتونس، وسبق أن قاتل في سوريا ضمن صفوف تنظيم داعش الإرهابي، ثم عاد إلى تونس لتنفيذ مخططات إرهابية تتمثل أساسا في استهداف الأمنيين والعسكريين.
والغانمي هو من قتل رجل الأمن محمد التوجاني بإطلاق 16 طلقة نارية عليه وذلك عام 2013 في مدينة منزل بورقيبة بمحافظة بنزرت شمالي البلاد.
وفي ما يتعلق برائد التواتي، فهو محكوم بالإعدام شنقا في قضية قتل ضابط بالجيش برتبة نقيب في جبل الشعانبي بالقصرين عام 2019.
aXA6IDMuMTQ0LjEwOS4xNTkg جزيرة ام اند امز