الإخوان والعنف.. سلسال من الدم
تاريخ طويل من العنف متأصل في فكر تنظيم الإخوان الإرهابي ينحدر مع التشكيل منذ أن كان مجرد أفكار في ذهن المؤسس حسن البنا في عشرينيات القرن الماضي، قبل تفريخ التنظيمات الإرهابية الأشد عنفا لاحقا.
العنف والإرهاب جزء رئيسي في فكر الجماعة من أجل تحقيق أهدافها، لكن الاختلاف لاحقا كان على شكل العنف وكيفية تنفيذه.
وتنظيم الإخوان الذي تأسس عام 1928، يعتبر أبرز التنظيمات الإرهابية التي تتستر وراء الدين، في العصر الحديث، وأكثر تمددا وتوسعا حول العالم.
وتعد الجماعة أول من أسس لفكر إباحة استخدام القوة والسلاح والقتل إن لزم الأمر في سبيل الوصول إلى السلطة.
إخوان تونس
وجاءت واقعة اعتداء نائب عن ذراع الإخوان بالبرلمان التونسي على زميلته رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر، عبير موسي، لتكشف الوجه القبيح للتنظيم الإرهابي الذي يعتبر أن الاعتداء على الآخر يشكل أقصر الطرق لتحقيق الهدف.
الواقعة تلاها تصعيد من زعيم التنظيم في تونس، راشد الغنوشي، عبر الدعوة إلى استخدام "القوة العامة" لفض اعتصام نواب الحزب.
ولا تعتبر هذه المرة الأولى التي يطالب فيها الغنوشي باستخدام العنف، حيث دعا، في يوليو/ تموز الماضي، وزير الداخلية لاستعمال القوة العاملة لإخلاء مقر البرلمان من نواب الحزب الدستوري الحر المعتصمين حينها داخل مبنى البرلمان للمطالبة بتنحية زعيم الإخوان.
ويرى محللون أن لجوء الغنوشي لمنطق العنف يستبطن الفكر الإخواني الذي يعتنقه، ويستحضر أحداث عنف دامية شهدتها تونس قبل 4 عقود، نفذتها عناصر من التنظيم الإرهابي الذي كان حينها يتخذ اسم "حركة الاتجاه الإسلامي".
إخوان مصر
ففي مصر، سعى التنظيم الإرهابي على مدار عقود إلى دفع البلاد للفوضى ومارس أشكالا عديدة من العنف بهدف تحقيق غاياته والوصول إلى السلطة.
فمن "حادث المنشية" عام 1954 إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى محاولة الانقلاب الفاشلة على الرئيس الراحل محمد أنور السادات في أبريل 1974 المعروفة بـ"الفنية العسكرية".
وفي التسعينيات، لم يدن التنظيم الإرهابي عمليات العنف التي كانت مشتعلة بين الأمن والجماعات المتطرفة آنذاك بل تعدّى ذلك إلى مساعدة هذه الجماعات على الاستمرار في مواجهة الدولة وقواها الأمنية.
ومع تزايد الاحتجاجات في البلاد مطلع 2011، تنامى عنف الإخوان بداية من اقتحام السجون ومهاجمة الأقسام وهدم الكنائس، فضلاً عن أعمال الشغب التي مارستها عناصر التنظيم تجاه قوات الأمن والمعارضين لفكرهم الشيطاني.
ولا ينسى المصريون الأحداث الدموية أمام قصر الاتحادية، شرق القاهرة، التي ارتكبها التنظيم الإرهابى عصر 4 ديسمبر/كانون الأول 2012 واستمرت حتى فجر اليوم التالي.
وآنذاك، توافد آلاف المتظاهرين إلى "قصر الاتحادية"؛ احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أقره الرئيس المعزول محمد مرسي لتوسيع صلاحياته.
وأرادت الجماعة بث الرعب في نفوس الغاضبين أمام الاتحادية، فأمرت بعض أعضائها بالتوجه إلى القصر الرئاسي، وفض الاعتصام والاعتداء على المتظاهرين بالضرب والسحل، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص، من بينهم الصحفي المصري الحسيني أبوضيف، وإصابة أكثر من 700 شخص.
ومن الاتحادية إلى فض الاحتجاجات أمام مقر الإخوان الرئيسي في المقطم بالقوة.
وفي مارس/آذار 2013، كانت قوى مصرية معارضة استعدت للخروج، في مظاهرة مناهضة للإخوان أطلقت عليها اسم "مليونية رد الكرامة" أمام المقر العام للتنظيم؛ للتنديد بأعمال العنف التي مارسها بعض أعضاء الجماعة ضد الصحفيين والمصورين خلال تأديتهم عملهم.
وأفادت وزارة الصحة المصرية آنذاك بإصابة 210 أشخاص خلال اشتباكات المقطم بينهم سياسيون وناشطون بارزون.
ومنها إلى اعتصامي "رابعة" و"النهضة" في صيف 2013 وتخزين الأسلحة ومن ثم مواجهة الأمن ومحاولات بث الفوضى بالبلاد عبر أجنحة عسكرية شكلها التنظيم أبرزها "حسم" و"لواء الثورة".
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، تبنى التنظيمان عمليات إرهابية استهدفت بشكل رئيسي قوات الجيش والشرطة.