3 سنوات وإخوان اليمن يواصلون ابتلاع تعز
حزب الإصلاح يتحكم بالقرار الإداري والعسكري في تعز بعد نزع صلاحيات جميع المحافظين.
تحولت مدينة تعز اليمنية إلى ما يشبه مستعمرة لتنظيم الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح)، الذي يحكمها تحت مظلة الشرعية، ويتحكم بمصيرها مستغلاً نفوذه العسكري الذي تشكل خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
وخلافاً لباقي المحافظات اليمنية المحررة، عيّن الرئيس عبدربه منصور هادي 3 محافظين لتعز في غضون ثلاث سنوات فقط؛ حيث يلجأ الإخوان إلى سياسة التطفيش معهم تارة، والضغط على الحكومة الشرعية لتغييرهم تارة أخرى، عندما لا يقوم أحدهم بتنفيذ مخططاتهم داخل المحافظة التي تُعرف بـ"قلب اليمن" وعاصمتها الثقافية.
المعمري.. المحافظ الأول
علي المعمري، كان أول محافظي تعز بعد الحرب وتحرير أجزاء واسعة من المدينة، لكن البرلماني الذي طالما نفذ كل الرغبات الإخوانية لابتلاع المدينة، تحول إلى خصم بالنسبة لحزب الإصلاح الذي بدأ بنزع صلاحياته وتعيين وكيل أول للمحافظة هو القيادي الإخواني عبدالقوي المخلافي.
وطيلة فترة عمله، ظل المحافظ المعمري منزوع الصلاحيات، بسبب تحكم "تجمع الإصلاح" بالقرار السيادي والعسكري داخل مدينة تعز، وهو ما تسبب في إرباك جميع العمليات العسكرية التي كان يطلقها التحالف العربي، من أجل تحرير المدينة وفك الحصار عنها.
أمين محمود.. المحافظ الثاني
بعد إقالة البرلماني المعمري، عيّن الرئيس عبدربه منصور هادي، أواخر عام 2017، الدكتور أمين أحمد محمود محافظاً لتعز، في قرار قوبل بارتياح شعبي واسع، نظراً لقربه من جميع أطياف الشارع التعزي.
استطاع " محمود" التنسيق مع التحالف العربي لبدء عملية عسكرية واسعة لفك الحصار عن تعز، وتحركت جميع الجبهات، كما قاد حراكاً سياسياً مع الحكومة الشرعية أثمر عن الإفراج عن كل مرتبات موظفي الدولة في المحافظة، باعتبارها منطقة محررة بالكامل.
ومنذ أشهر، بات المحافظ السابق أمين أحمد محمود، صورة مصغرة للتجبر الإخواني في مدينة تعز، فبعد 12 شهراً قضاها في منصبة يصارع حيتان حزب الإصلاح من أجل النهوض بالمدينة، وترك بصمات في التنمية، ضغط إخوان اليمن على الحكومة الشرعية من أجل تغييره قبل أن يكمل عامه الأول، رغم النجاحات التي حققها وباتت ملموسة لكل سكان تعز.
وظل الدكتور أمين محمود هدفاً رئيسياً للآلة الإعلامية الإخوانية التي ظلت تستهدفه لأكثر من عام، وذلك على خلفية توجيهاته بضرورة إخلاء قوات موالية لحزب الإصلاح لمقرات الدولة، وعدم التحكم بالمؤسسة الأمنية والعسكرية بعناصر لا تمتثل سوى للمرجعيات الإخوانية داخل المحافظة، وليس المحافظ ورئيس اللجنة الأمنية العليا فيها.
وعلى الرغم من مغادرته اليمن، منذ تعيينه عضواً في مجلس الشورى أواخر العام المنصرم، إلا أن حزب الإصلاح واصل حملة الترهيب ضد الدكتور محمود، وذلك بشن حملة عسكرية استهدفت أفراد أسرته في بلدة "المسراخ" جنوب تعز، أسفرت عن مقتل أحد أقاربه وإحراق منزله بالكامل.
نبيل شمسان.. المحافظ الثالث
بعد ضغوط إخوانية، أقيل أمين محمود في ديسمبر/كانون الثاني 2018، وتم تعيين الوزير السابق نبيل شمسان محافظاً لتعز، ليكون المحافظ الثالث في غضون 3 أعوام.
وعلى الرغم من الصيت الذي يمتلكه الرجل كتكنوقراط أحدث نهضة كبيرة أثناء قيادته لوزارة الخدمة المدنية، إلا أن شمسان بات هو الآخر هدفاً للنيران الإخوانية التي سعت للنيل منه ونزع صلاحياته في الأيام الأولى لممارسة مهامه من داخل مدينة تعز.
وتحت غطاء الشرعية، نفذ حزب الإصلاح حملة عسكرية استهدفت كتائب أبوالعباس تحت مسمى "البحث عن المطلوبين أمنياً"، وهو ما جعل المحافظ "شمسان" يصدر مذكرات رسمية أعلن فيها أن تلك الحملة لم تكن بتوجيهات منه وتحمل أهدافاً مشبوهة.
وجراء استمرار الحملة وعدم انسحابها استجابة لتوجيهات المحافظ لوّح شمسان بتقديم استقالته، قبل أن يتدخل الرئيس هادي ويرفضها، ويوجه القوات الموالية لحزب الإصلاح بالانسحاب من المدينة القديمة بتعز.
ابتلاع تعز إداريا وعسكريا
منذ مغادرة كتائب أبوالعباس المنضوية تحت اللواء 35 مدرع لمدينة تعز، بات حزب الإصلاح هو صاحب الكلمة العليا عسكرياً وإدارياً داخل تعز، وذلك بامتلاكه جميع الوحدات والألوية العسكرية التي تم تشكيلها تحت واجهة الجيش الوطني، ولكنها لا تأتمر بتوجيهات السلطات الرسمية.
وخلافاً لوكيل المحافظة الأول المنتمي للإخوان المسلمين، عبدالقوي المخلافي، يتحكم حزب الإصلاح بالقرار العسكري داخل تعز، وذلك من خلال قائد المحور "سمير الصبري"، والقيادي الإخواني البارز "عبده فرحان" المعروف بـ"سالم"، الذي تم تعيينه مستشاراً لقائد محور تعز برتبة عميد.
وفي الشق الأمني، يدير الإخوان إدارة شرطة تعز من خلال العميد منصور الأكحلي و"الشرطة العسكرية" من خلال جمال الشميري.