العيد في غزة.. الحاضر الغائب
غابت أجواء العيد هذا العام عن قطاع غزة، وحلت مكانها أصوات الانفجارات والغارات، ومواكب تشييع القتلى جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.
عيد يحل على القطاع بطعم مختلف، حيث أدى عدد قليل من الناس الصلاة داخل المساجد، عقب صدور فتوى من وزارة الأوقاف بمنع الصلاة في الساحات العامة وجواز صلاتها في البيوت.
وبالتزامن مع صلاة العيد، شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات استهدفت إحداها مقر البنك الوطني التابع لحركة حماس في خانيونس.
أما شوارع القطاع فبدت شبه خالية من الناس، باستثناء حركة محدودة في البعض منها، في ظل حرص الأغلبية على التزام بيوتهم مع استمرار الغارات الإسرائيلية.
وعلاوة على خلوها من المارة، غابت عن الشوارع أيضا مظاهر الاحتفال بالعيد، وحلت محلها مشاهد الدمار والخراب.
سعيد الهندي، أحد سكان القطاع، قال إن "الوضع مخيف، ولذلك قررنا أنا وإخوتي تأجيل زيارات العيد، والاكتفاء بالاتصال التليفوني".
وأضاف الهندي لـ"العين الإخبارية"، أنه حاول أن يدخل الفرحة على أطفاله بخلق أجواء احتفالية بسيطة في البيت وإغلاق التلفزيون لعدم متابعة أي أخبار سلبية في هذا اليوم.
ولم يمنع حلول العيد من استمرار حالة التصعيد، فقد شنت الطائرات الإسرائيلية، منذ صباح اليوم، ما لا يقل عن 18 غارة متنوعة، أدى بعضها لمقتل مواطنين وإصابة آخرين.
ومنذ يوم الاثنين الماضي، يشهد القطاع توترا وسط تبادل قصف عنيف مع إسرائيل على خلفية العنف الذي ساد في القدس خلال شهر رمضان.
وبحسب أحدث معطيات وزارة الصحة، ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بغزة إلى 83 شخصاً، من بينهم 17 طفلا و7 سيدات ومسن، وإصابة 487 مواطنا بجراح مختلفة منهم 115 طفلا و50 سيدة.
وفي بيان منفصل، كشفت وزارة الصحة وصول جثامين مجموعة من المواطنين إلى مجمع الشفاء الطبي، وتبين من خلال معاينة الطب الشرعي أن سبب الوفاة المباشر هو الاختناق مع وجود أعراض ظاهرية تؤشر إلى احتمال تعرضهم لاستنشاق غازات سامة، وقد تم أخذ العينات اللازمة لاستكمال الفحوصات ذات العلاقة.
وسادت أجواء الحزن والألم على أغلب بيوت القطاع التي فقد بعضها أحباءه بين قتيل أو جريح، فيما خسر آخرون بيوتهم بالكامل.
وبدل استقبال الزوار، وجد كثيرون أنفسهم مضطرون لتوديع أحبائهم إلى المقابر في مواكب تشييع محدودة أيضا.
aXA6IDMuMTM5LjIzNi45MyA=
جزيرة ام اند امز