تبني العقول وتحفز الأورام.. اكتشاف دور مزدوج لبعض الجينات
أعلن باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو عن اكتشافهم خلايا جذعية في أدمغة الشباب قادرة على تشكيل الخلايا الموجودة في الأورام الدماغية.
ويُعد هذا الاختراق خطوة مهمة نحو فهم كيف تستغل خلايا الدماغ البالغة العمليات التطورية لإحداث النمو السريع الذي نراه في الأورام الدماغية القاتلة مثل الورم الأرومي الدبقي.
وجاء هذا الاكتشاف خلال مسح جيني شامل لخلايا الدماغ البشرية في أول عقدين من الحياة، ونُشرت النتائج في دورية "نيتشر" العلمية.
ويقول الدكتور أرنولد كريغشتاين، أستاذ طب الأعصاب في جامعة كاليفورنيا والمؤلف المشارك للورقة البحثية: "العديد من الأمراض الدماغية تبدأ في مراحل مختلفة من التطور، ولكن حتى الآن لم نكن نمتلك خريطة شاملة لفهم كيفية تطور الدماغ الصحي. إن دراستنا تُظهر البرامج الجينية المسؤولة عن نمو الدماغ البشري التي تنحرف خلال بعض أشكال الاختلال الوظيفي في الدماغ".
واستندت الدراسة إلى قياس التعبير الجيني في الخلايا المأخوذة من عينات دماغية تم التبرع بها، مما سمح للباحثين بفهم كيفية تكوين الدماغ للاتصالات العصبية.
بالإضافة إلى الاكتشاف المهم لخلايا جذعية قد تفسر الوراثة المتعلقة بالورم الأرومي الدبقي، كشفت البيانات أيضا عن إشارات تتعلق بأصول التوحد، وقد تم نشر هذه البيانات كمورد مفتوح للمجتمع العلمي لفهم مجموعة واسعة من الاضطرابات الدماغية.
وتقول لي وانغ، الباحثة الرئيسية في المختبر والمؤلفة المشاركة للورقة البحثية: "إن دراستنا تقدم واحدة من أكثر الصور تفصيلا لتطور الدماغ البشري، ويمكن الآن اختبار النظريات المستندة إلى الملاحظات السريرية والمخبرية مقابل هذه البيانات، ونحن متحمسون لرؤية ما سيتحقق من ذلك في المستقبل".
التوحد وأورام الدماغ
وكشفت الدراسة عن أن الجينات المرتبطة بالتوحد كانت نشطة في الخلايا العصبية غير الناضجة قبل ظهور أي أعراض، مما يشير إلى أن هذه الجينات قد تؤثر على نمو الدماغ في مراحل مبكرة.
أما فيما يتعلق بالأورام الدماغية، فقد اكتشف الباحثون مجموعة من الخلايا الجذعية التي قد تكون قادرة على التسبب في ظهور الورم الأرومي الدبقي.
تفتح هذه الاكتشافات آفاقا جديدة لفهم كيفية تطور الدماغ في مرحلتي الصحة والمرض، وتعد بإمكانية تطوير علاجات جديدة للأمراض العصبية والأورام السرطانية.
aXA6IDMuMjMuMTAxLjI0MSA= جزيرة ام اند امز