بوركينا فاسو في حرب "الإرهاب والثروة".. مدنيون لتحصين الجيش
بتجنيد متطوعين بصفوف الجيش، تأمل بوركينا فاسو رفع قدراتها العسكرية لمواجهة تهديدات إرهابية باتت تطوق البلد الأفريقي المضطرب.
وتنفذ وزارة الدفاع في بوركينا فاسو تعبئة شعبية للتعامل مع الجماعات الإرهابية المسلحة، حيث يجري تجنيد 35 ألف متطوع من مختلف بلديات البلاد، و15 ألفا آخرين للواء الحراسة والدفاع الوطني.
خطوة يرى مراقبون أنها تعكس إرادة من قبل الحكومة الانتقالية لمكافحة الإرهاب، وتستبطن المخاطر التي تشكلها التنظيمات الإرهابية عقب سيطرتها على 40% من أراضي البلاد، ما يعني أن القضية باتت تمس وجود الدولة نفسها.
الحملة بدأت الجمعة، وتعتبر من أبرز خطوات حكومة أبولينير دي تمبيلا التي عينها رئيس المرحلة الانتقالية إبراهيم تراوري.
أما المتطوعون فسيتم تدريبهم ونشرهم للعمل في إطار مكافحة الإرهاب، وذلك ضمن لواء تقرر تشكيله خلال مجلس للدفاع الأعلى، عقد في عهد الرئيس السابق بول هنري داميبا.
ومن أبرز مهامه التنسيق العملياتي للدفاع المدني المحلي، والمساهمة في البحث عن المعلومات الاستخبارية والدفاع عن أجزاء معينة في حال تطلب الأمر ذلك.
وحاليا، بدأت عملية التجنيد بحساب 100 شخص عن كل بلدية، في حملة تستهدف 35 ألف شخص، وسيكون لهؤلاء المجندين -إلى جانب قوات الجيش- مهمة حماية الناس وممتلكات بلدياتهم الأصلية.
لمكافحة الإرهاب.. بوركينا فاسو تستقطب 3 آلاف شاب بـ"تجنيد استثنائي"
وبالإضافة لما تقدم، يبحث قائد لواء المراقبة والدفاع الوطني عن 15 ألف متطوع آخر كجزء من التعبئة الشعبية للدفاع ضد الإرهاب.
وتشمل الحملة جميع سكان بوركينا فاسو ممن بلغوا أو تجاوزوا الـ18 من أعمارهم، ومن يتمتعون بلياقة بدنية ونفسية، وسيخضع المجندون لاحقا لتدريب مدني وعسكري، قبل تكليفهم بمهامهم.
وتأتي الحملة لتعزيز خطوة مماثلة سابقة حين جند الجيش البوركيني 6 آلاف شخص ضمن قواته، في خطوة من شأنها أن "تؤمن انتشارا عسكريا أفضل في كامل أراضي البلاد"، وفق مصدر مقرب من هيئة الأركان العامة للجيوش في تصريحات لإعلام فرنسي.
وتعليقا على الموضوع، قال العقيد بوكاري زونغرانة، قائد لواء الحراسة والدفاع الوطني، إنه سيتم إرسال المجندين بعد تدريبهم إلى العمل الميداني ضمن مهمة مكافحة الإرهاب.
وأضاف أنهم سيشاركون المتطوعين في العمليات العسكرية في كافة أنحاء بوركينا فاسو.
الثروة والإرهاب
بوركينا فاسو التي لم تعرف للاستقرار طريقا منذ 2015، تاريخ انتفاضة شعبية أجبرت الرئيس حينها بليز كمباوري على الاستقالة والهروب، باتت في عين التهديدات الإرهابية وأطماع المسلحين في الاستيلاء على معادنها الثمينة.
ومن هذا المنطلق، يبدو هدف وزارة الدفاع واضحا من وراء تجنيد المدنيين، حيث ترمي لتحقيق ثلاثية محورية وهي تعزيز مكافحة الإرهاب، وامتصاص البطالة، وحماية مناطق المعادن الثمينة.
وتتمركز التنظيمات الإرهابية في شمالي بوركينا فاسو الغني بالموارد، غير بعيد على الحدود مع مالي، ما يؤمن للمسلحين منافذ وطرق تواصل برعاية غالبا ما تكون من تنظيم القاعدة.
وهذه المنطقة تحولت بمرور الزمن إلى بؤرة إرهابية جمعت نحو 16% من جميع حوادث العنف والإرهاب في منطقة الساحل الغربي بأفريقيا منذ مطلع 2022.
وعلاوة على تأمين التواصل والإمدادات مع بقية الجماعات الرابضة وراء الحدود خصوصا في مالي، فإن تمركز الإرهابيين بالمناطق الحدودية يمنحهم تسهيلات لتهريب الأسلحة والبضائع، وهو ما يؤمن بقاءهم لفترة أطول.
aXA6IDE4LjExNy4yMzIuMjE1IA== جزيرة ام اند امز