رغم عقوبات أمريكية.. تركية تعمل مع "فيلق القدس" بغطاء من أنقرة
كشف موقع سويدي أن سيدة أعمال تركية استهدفتها العقوبات الأمريكية بسبب علاقتها بفيلق القدس الإيراني تواصل العمل بحرية في تركيا.
وبحسب تحقيق أجراه موقع "نورديك مونيتور" السويدي، فإن التركية جولنيهال يجان أكشيت (45 عامًا)، استهدفتها العقوبات الأمريكية، وأدرجت شركاتها على قائمة الإرهابيين العالميين المصنفين بشكل خاص.
وأرجع التقرير إدراج أكشيت في قائمة العقوبات الأمريكية إلى تقديمها الدعم والمساعدة مليشيا فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بينما لا تزال تلك السيدة تعمل بحرية داخل تركيا.
واستهدف مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية السيدة التركية بالعقوبات في 24 مايو/أيار عام 2018، باعتبارها شخصا أمّن سلعًا أمريكية تخضع للرقابة إلى الخطوط الجوية الإيرانية.
كما استهدفت العقوبات شركتها "تريجرون لوجيستك ليمتد" بسبب "تمكين خطوط ماهان إير الإيرانية من الوصول إلى منتجات وخدمات رئيسية تخص لطيران، والحفاظ على أسطولها من الطائرات المصنعة في الغرب".
كانت الولايات المتحدة قد استهدفت "ماهان إير" بالعقوبات عام 2011؛ بسبب تقديمها دعما ماليا وماديا وتكنولوجيا إلى فيلق القدس.
وقد دفع التصنيف الإرهابي أكشيت لتصفية شركتها، وتقديم الأوراق الخاصة بحلها في 7 يونيو/حزيران عام 2018. ولا تزال عملية التصفية قيد النظر.
لكن في الواقع، وطبقًا لسجل تجاري مقدم في 29 يناير/كانون الثاني عام 2021، عينت نفسها أمينًا على الشركة بتفويض محدود بعد قرار صادر عن محكمة تجارية في منطقة بكر كوي في قبل شهر على ذلك.
وطبقًا لـ"نورديك مونيتور"، يبدو أن شركات أكشيت عمرها قصير وقد أُنشئت لخدمة هدف محدد ثم يتم حلها؛ إذ أسست شركة أخرى في 26 أبريل/نيسان عام 2011، ثم تمت تصفيتها وحلها في 27 فبراير/شباط عام 2015.
كما تمتلك أسهما في شركة للوجيستيات والسياحة والطيران، كانت قد تأسست في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2010، وحلت في 25 فبراير/شباط عام 2014.
وبالرغم من السجل الحافل في حل الشركات التي ساعدت في تأسيسها خلال السنوات الأخيرة، تواصل أكشيت العمل في عالم الأعمال، إذ تمتلك شركة مسجلة باسم "يجان أكاديمي إيتيم دانيشملك ليمتد"، وهي شركة استشارية تعليمية تنشط في عدة قطاعات من تنظيم الفعاليات والإعلانات إلى المعارض والاجتماعات.
وتشير بيانات السجل التجاري إلى أنها أسست الشركة في 6 سبتمبر/أيلول عام 2017. وفي البداية كان عنوان المكتب في منطقة أيوب بإسطنبول، ثم نقل إلى مكتب آخر بنفس المنطقة.
وفي الوقت الذي استهدفت واشنطن شركاتها الأخرى وطالها تحقيق تركي سري بشأن فيلق القدس يرجع لعام 2011، تمكنت أكشيت من النأي بنفسها عن المشاكل القانونية بفضل الحماية التي قدمتها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى خلايا فيلق القدس في تركيا.
كان التحقيق التركي قد سمى عملاء بالحرس الثوري باعتبارهم مشتبها فيهم، وكشف عن العملاء الأتراك، وجواسيس الاستخبارات الإيرانية، من بينهم بعض كبار المسؤولين بالحكومة، حتى إنه كشف كيف استقبل أردوغان شخصيًا جنرالا بالحرس، وهو مشتبه رئيسي في القضية.
وتكتمت حكومة أردوغان على التحقيق، وأقيل جميع المحققين والمدعين العامين والقضاة الذين شاركوا فيه، وألقي القبض عليهم لاحقًا بتهم ملفقة لإنقاذ الحرس الثوري من حملة شاملة في تركيا.
وطبقًا لملف التحقيق عام 2013، أكدت الشرطة التركية وجود صلة بين جولينهال يجان وإيراني يعمل لصالح الحرس الثوري يدعى رحيم بازدار، ولقبه سلمان.
وتضمن ملف التحقيق مكتب المدعي العام في إسطنبول نص مكالمات هاتفية تظهر فيها يجان وهي تتحدث مع بازدار في 26 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2013.
كما كشفت التسجيلات الصوتية عن كيف أنجزت يجان أوامر الشراء، واشترت قطع غيار بعدما طلبها عميل آخر بالحرس الثوري يدعى علي كياسات فار، الذي يعمل تحت غطاء نائب الملحق الثقافي بالقنصلية الإيرانية في إسطنبول.
وواصلت أكشيت عملها مع معارفها الإيرانيين بعدما اطمأنت على ما يبدو أن أردوغان كتم على التحقيق بشأن فيلق القدس ومنع وصول القضية إلى أروقة القضاء.