جائزة أفضل لاعب أفريقي.. قصة حب فرنسية سمراء
جائزة أفضل لاعب أفريقي.. فكرة فرنسية طورها "الكاف"
سيكون عشاق الكرة الأفريقية ونجومها على موعد، الثلاثاء، لمعرفة النجوم المتوجين بجوائز الأفضل في القارة السمراء لعام 2019، الذي كان عاما مميزا واستثنائيا للعديد من المنتخبات والفرق، حيث يتم الإعلان عن الفائزين بالجائزة في فروعها المختلفة والتي يأتي في مقدمتها أفضل لاعب وأفضل مدرب.
وكانت جائزة أفضل لاعب هي الأسبق في الظهور بين فروع الجائزة المختلفة، حيث بدأت كفكرة من مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية الشهيرة بعد 14 عاماً من إطلاقها جائزة الكرة الذهبية الشهيرة "بالون دور" لأفضل لاعبي العالم عام 1956، والتي لاقت نجاحاً عالمياً.
وأفردت "فرانس فوتبول" بعدها في عام 1970 جائزة لأفضل لاعب في أفريقيا، وبمرور الوقت باتت تلك الجائزة هي الأهم في القارة السمراء، وذلك حتى تحولها في منتصف التسعينيات إلى جائزة رسمية تحت عباءة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وتحديداً بداية من 1992، رغم حقيقة أن المجلة الفرنسية ظلت تمنح الجائزة لـ3 سنوات تالية بمعزل عن جائزة الكاف.
وقررت المجلة الفرنسية التوقف عن الجائزة عام 1995، بعد أن فتحت الباب لأصحاب الجنسيات غير الأوروبية للتنافس على الكرة الذهبية الأصلية لأفضل لاعبي العالم.
فرنسا والأسطورة كيتا
ربما كان لوجود لاعبين أفارقة في الدوري الفرنسي في نهاية الستينيات دور في استحداث الجائزة في بدايتها عبر فرانس فوتبول، خاصة أن أول من حقق البالون دور الأفريقية كان المالي ساليف كيتا، لاعب فريق سانت إيتيان، في نسخة 1970.
وانضم كيتا إلى سانت إيتيان في 1967، وبقي فيه لـ5 سنوات، قبل أن يشد الرحال إلى أولمبيك مارسيليا في 1972، وجاء تتويجه بالجائزة الأولى للبالون دور الأفريقية مناسباً للإنجازات التي حققها مع الفريق.
وكان كيتا أحد أهم اللاعبين في تاريخ سانت إيتيان، حيث يلقبونه بالأسطورة هناك، وحقق مع الفريق بطولة الدوري الفرنسي 3 مرات من 1968 إلى 1970، منهما مرتان كبطل للثنائية بإضافة لقب الكأس أيضاً.
وسجل كيتا 125 هدفاً في 149 لقاء مع الفريق، منها 71 في الدوري، بينها 42 في موسم 1970-1971 فقط، والغريب أنه في هذا الموسم لم يحقق لا لقب الهداف ولا الدوري.
في تلك الفترة كان هناك لاعبون أفارقة آخرون ينشطون في فرنسا، بالطبع بشكل أقل من الوضع الحالي، ومنهم الكاميروني جابريل أوسولو لاعب بوردو خلال عقد الستينيات، ومواطناه جاسبار إيبيله لاعب مونبيلييه وصامويل إيديمو لاعب سوشو وجيان ريمي إيزيبي لاعب نيس وجيلميم مويندي لاعب أولمبيك ليون وجيان بيير توكوتو لاعب مارسيليا وبوردو وباريس سان جيرمان وغيرهم.
هيمنة فرنسية
وما زاد من الارتباط الأفريقي الفرنسي، في تلك الجائزة، أن أكثر ناد فاز بها كان فرنسيا، وهو أولمبيك مارسيليا الذي توج بها 3 مرات تحت مظلة فرانس فوتبول ومرة تحت مظلة "الكاف"، وكلها للاعبه الغاني السابق عبيدي بيليه.
والمثير للانتباه أيضاً أن أغلب الفائزين بالجائزة سواء في نظامها القديم تحت إمرة فرانس فوتبول، أو في عهد الكاف، أغلبهم كانوا من دول تتحدث الفرنسية كلغة أولى، حيث إن الرقم القياسي للكاميرون بـ11 مرة، ثم كوت ديفوار بـ8 مرات، وفي المركز الخامس المغرب بـ4 مرات، ثم الجزائر بـ3 مرات، بجانب مالي والسنغال (مرتين) وغينيا والكونغو الديمقراطية وتوجو وتونس (مرة).
ويأتي هذا في ظل أن القارة الأفريقية لديها ارتباط وثيق الفرنسيين، لأسباب متعددة من أهمها بالطبع اللغة، حيث إن هناك 115 مليون أفريقي يتحدثون اللغة الفرنسية سواء كلغة أولى أو ثانية، وتحديداً دول الجزائر وبنين وبوركينا فاسو والكاميرون وأفريقيا الوسطى وتشاد وجزر القمر وجمهورية الكونغو والكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار.
كما أن جيبوتي تعتبرها لغة رسمية مشتركة مع العربية، بجانب أن دول الجابون وغينيا ومدغشقر والمغرب والنيجر ورواندا والسنغال وتونس وتوجو كلها تتحدث الفرنسية.
من 1 إلى 8
وبعدما قرر الاتحاد الأفريقي الإشراف على الجائزة في عام 1992، بدأ "الكاف" في وضع لمساته عليها عبر استحداث جوائز جديدة.
وكان عدد النسخ التي أشرفت عليها "فرانس فوتبول" وصل إلى 25 نسخة من الجائزة، كلها اقتصرت على أفضل لاعب فقط، وسار الكاف على نفس النهج في البداية حتى عام 2000.
وبدأ الاتحاد الأفريقي في 2000 إضافة فروع جديدة للجائزة، حتى وصلت إلى 8 جوائز رئيسية أهمها بالطبع أفضل لاعب أفريقي وأفضل مدرب وأفضل لاعب ينشط داخل القارة وأفضل لاعبة، وأفضل منتخب وتشكيلة العام لأفضل اللاعبين الأفارقة، بجانب عدة جوائز أخرى خاصة على هامش الرئيسية.
aXA6IDMuMTQ0LjI5LjIxMyA=
جزيرة ام اند امز