ضياء إبراهيم: أشارك في "القاهرة للكتاب" بـ60 عملا.. وصدفة وراء تصميمي للأغلفة (حوار)
خلف كل عمل أدبي ناجح كاتب محنك ينسج فكرته بدقة وبراعة، ومصمم أغلفة يعبر عن فحوى العمل في غلاف شيق يسوق به صاحب دار النشر المنتج الجديد.
ومن بين مصممي الأغلفة المشاركين في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 ضياء إبراهيم، الذي ترك بصمته الفنية على عدد من دواوين الشعر سواء الفصحى أو العامية، وكذلك عدة روايات وقصص قصيرة وكتب تخصص علم النفس.
وتنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 يوم 25 يناير/كانون الثاني، على أن يفتح أبوابه لاستقبال الجمهور في اليوم التالي ويستمر حتى 6 فبراير/شباط 2023، ويقام تحت شعار "على اسم مصر- معًا: نقرأ.. نفكر.. نبدع".
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع مصمم الأغلفة ضياء إبراهيم، تحدث خلاله عن مشاركاته في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وأغلفة الأعمال الأدبية التي تحمل توقيعه، وكيف يستلهم فكرة الغلاف.
وتطرق الشاب المصري خلال الحوار إلى بدايته في عالم تصميم أغلفة الكتب، والأسباب التي تدفعه للاعتذار عن بعض الأعمال، وكيف يسعى لتطوير موهبته.. وإلى نص الحوار:
هل هذه مشاركتك الأولى في معرض القاهرة للكتاب؟
لا، هذه مشاركتي السابعة في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب لكن ربما يكون حضوري في هذه الدورة هو الأقل من حيث عدد الأغلفة، حيث أشارك في الحدث بنحو 60 عملا.
لماذا هذه الدورة الأقل إنتاجا لك؟
بسبب عزوفي عن المشاركة في البداية، ثم تراجعت عن الأمر بفعل محبة الكتاب الذين طلبوا أن أصمم أغلفة أعمالهم المشاركة في فعاليات معرض القاهرة 2023.
ما هي الأعمال التي تشارك بها في نسخة 2023 من المعرض؟
من بين الأعمال التي صممت أغلفتها وتشارك في معرض القاهرة هذا العام: ديوان "السيرة المنسية لفلان" للشاعر خلف جابر، وبعض الأعمال الشعرية الأخرى سواء فصحى أو عامية مثل ديوان سمير السروجي "مديون للشارع برصيف"، و"بيورثوا المأساة ببساطة" لإسلام حمادة، و"شايل قلبي زي البؤجة" للشاعر عبدالرحمن الدمياطي.
أيضا صممت أغلفة بعض الكتب الخاصة بعلم النفس والروايات، مثل رواية "القاهرة بيروت.. خلف الأقنعة" للروائي يوسف محسن، و"نجاح مؤلم" للدكتورة رحاب أردش، و"جمعية المرأة الكويسة" لمحمد راضي، و"نكمل ولا لأ" للدكتور طارق درويش، ومجموعة قصصية للكاتبة فاطمة العوا بعنوان "معها"، وغيرها.
ماذا تمثل لك مشاركة أعمالك في معرض القاهرة للكتاب؟
المشاركة في المعرض هي إثبات حي لما أقوم به، فما الهدف من فعل ما أحب إلا إذا كان له إثبات حضور؟! ويمكن أن ألخص هدفي الوحيد من المشاركة في معرض القاهرة بهذه الكلمات: "أنا هنا وسأظل هنا أفعل ما أحب وأصمم وأرسم ما أحب".
وكنت قررت لظروف خاصة ألا أشارك في هذه الدورة من المعرض، لكن كيف سيعيش السمك بدون الماء؟!، أو كما قال الشاعر فؤاد قاعود "حرام تعيش وتموت بدون فعل مدهش.. لا بد تنحت قبل موتك أثر"، والفعل المدهش موجود ونحته وأثره هو معرض الكتاب بالنسبة لي.
هل تعمل لصالح دار نشر واحدة أم ترتبط بالمؤلف؟
لم أرتبط بدار نشر واحدة من قبل، ودائما كنت أعمل مع الكثير من الكتاب وفي بعض الأوقات يكون العمل مع المؤلف بشكل شخص بدون تدخل دار النشر المسؤولة عن طباعة وتوزيع العمل.
هل سبق أن اعتذرت عن أعمال عرضت عليك لتصميم أغلفتها؟
في بعض الأوقات وتحت ظروف معينة أعتذر عن عدم قبول تصميم أغلفة بعض الأعمال لأسباب كثيرة، منها أن العمل يحمل قدرا كبيرا من السطحية، أو يكون سبب الاعتذار صاحب العمل نفسه نتيجة اختلاف وجهات النظر بيننا أو كثرة تدخلاته بتعديلات تغير شكل الغلاف لآخر مغاير لرؤيتي أو ما أراه الأفضل للعمل.
كيف دخلت مجال تصميم أغلفة الأعمال الأدبية؟
لم يكن من أهدافي أن يحمل غلاف كتاب اسمي لكن الصدفة البحتة هي ما قادتني للعمل بتصميم أغلفة الكتب، ففي عام 2014 رأيت على السوشيال ميديا غلاف عمل أدبي لكاتبة لا أعرفها لكنه لفت نظري لأنه كان سيئا للغاية.
وقررت صنع آخر في وقت فراغي وإرساله لها، ليس بهدف استخدامه وإنما مجرد عرض فكرة أخرى لغلاف عملها، لكنها تمسكت به وقررت أن يكون هو غلاف روايتها الأولى، ومن هنا جاءت بدايتي في عالم تصميم الأغلفة والتي تتسق مع رؤيتي بضرورة "إثبات حضوري لما أحب فعله".
ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟ ولماذا؟
هناك 3 أعمال أعتبرها من أقرب الأغلفة التي صممتها إلى قلبي، وهي: غلاف ديوان "من أعلى نخلة في الصعيد" للشاعر خلف جابر، وغلاف "لعلي أبلغ الأسباب" للشاعر شريف رشاد، والأخير "زي اللى متقال في الشوارع" للشاعر إسلام حمادة.
والسبب الأول أنهم يشاركونني نفس الرؤية لما أحب فعله عند تصميم الأغلفة وتستند إلى "البساطة المطلقة في العمل"، وأيضا ما يحويه كل ديوان منها من قصائد، فأنا أحب الشعر وبعد قراءة قصيدة تلمسني أكون كطفل اكتشف محلا جديدا يبيع "العسلية" بسعر أقل وجودة أعلى فيصبح مقره السري للسعادة.
من تتمنى أن تصمم أغلفة أعماله؟
كثيرا ما تمنيت أن تكون أغلفة أعمال الشاعر السوري رياض الصالح حسين من تصميمي، ففي أوقات فراغي يوميا أعيد رسم وتصميم أغلفة دواوينه الشعرية.
كيف تستوحي تصميم العمل المعروض عليك؟
أستوحي تصميم العمل مما أقرأه داخله لكن لا ينبغي أن أتجاهل العنوان أيضا، فبعد أن أنتهي من قراءة العمل أجري بحثا سريعا عما تضمنه لاستكشف الطريقة المناسبة لإظهار فحواه على غلاف، فضلا عن مراعاة طبيعة الألوان ودلالتها في إظهار الحالة العامة للمنتج الأدبي.
هل تتابع أغلفة الأعمال الأدبية الأخرى سواء من توقيع زملائك في مصر أو خارجها؟
في فترة ما كنت أفعل ذلك للتعلم ومواكبة الآخرين ومعرفة الأفضل وما إلى ذلك من أمور، لكن حدث ما كنت أخشاه في البداية وتأثرت وباتت أعمالي كما يريدها السوق وليس كما أريدها أنا.
وصحيح أن الغلاف يندرج تحت أسس الأعمال الدعائية لجذب القارئ لكن هو عمل فني في الأصل ودوره الأساسي التعبير عن فحوى العمل.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjM5IA==
جزيرة ام اند امز