"القاهرة".. التحولات المعمارية للعاصمة المصرية في كتاب جديد
الدكتور نزار الصياد يصف في كتابه التغيرات التي طرأت على هذه المدينة العريقة طوال تاريخها، كما يسجل أبرز مقولات الأدباء والرحالة عنها.
يرصد الدكتور نزار الصياد التغيرات المعمارية التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة، وما حدث على أرض الواقع من تحولات معمارية، في كتابه "القاهرة تواريخ مدينة"، الصادر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة، من ترجمة يعقوب عبدالرحمن.
ويصف "الصياد" في كتابه عبر 426 صفحة، التغيرات التي طرأت على هذه المدينة العريقة طوال تاريخها، كما يسجل أبرز مقولات الأدباء والرحالة والمؤرخين عنها.
ويقول "الصياد" في مقدمة كتابة: "يعود شغفي بالقاهرة إلى عام 1973، عندما كنت طالباً أدرس الهندسة المعمارية في جامعة القاهرة، فقد سحرتني منذ أول مرة شهدت فيها آثارها الإسلامية، لتتطور قصة الحب إلى نظرة علمية".
وقبل هذا الكتاب، قدم "الصياد" أول مؤلفاته بعنوان "شوارع القاهرة الإسلامية" في عام 1981، ثم كتاب "مدن وخلفاء" عام 1991، والذي قدم القاهرة الفاطمية كمجمع ملكي استعماري، ويرى أن هذه المؤلفات كانت تشير إلى نهاية قصة الحب والتعلق الأعمى بالمدينة، في اتجاه بناء نظرة موضوعية.
ويقدم "الصياد" في بداية الكتاب خارطة طريق لمعرفة المدينة تاريخياً عبر 12 فصلاً، تتجلى فيها القاهرة بطبقاتها التاريخية امنذ أن كانت "منف" هي عاصمة مصر، وينتهي الكتاب بفصل عنوانه "الهروب من حاضر واستهلاك التاريخ" والذي يرصد الفترة من 1970 إلى 2009.
ويشير "الصياد" إلى أن المدينة ظلت تتطور عبر أكثر من 25 قرناً من الزمان، وقد تطلب الأمر جهود العديد من الشخصيات غير المتماثلة عبر الزمان، للقيام بتحويل بضعة منازل متناثرة على الضفة الغربية لنهر النيل إلى الحاضرة العملاقة التي تعج بالبشر ونعرفها اليوم.
ومن أبرز ما يلاحظه أن هناك أسماء أسهمت في إحداث تحول في شكل القاهرة، لعل أبرزهم أحمد بن طولون، ومن جاء بعده من المماليك الذين قدموا لعمارة القاهرة الكثير.
ويستعرض الكتاب الكثير من المساجد والقلاع التي بنيت في القاهرة والقصور المختلفة، والتي شكلت الكثير من تاريخ مصر، وكذلك المتاحف التي تعرض عصورها المختلفة، وحتى ظهور أول ناطحة سحاب في المدينة.
ولم تكن هذه الصورة الجديدة إيذاناً بعهد جديد من التطور فقط، ولكنها كانت إشارة واضحة لقدوم حقبة سياسية جديدة، إذ ينافس برج القاهرة بارتفاعه الشاهق الذي يبلغ 187 متراً هرم الجيزة الأكبر، وهو مصمم على شكل نبات زهرة اللوتس، تحيط به صدفة إسمنتية متشابكة، تضيء ليلاً بألوان خلابة لتلمع كمنارة ضخمة تشع بأضوائها على مياه نيل القاهرة.
ويحتوي الكتاب على مجموعة كبيرة من الصور لأبرز المعالم التي يتحدث عنها على مدار الآلاف من السنين، بالإضافة إلى عدد كبير من الخرائط التوضيحية.
والمؤلف الدكتور نزار الصياد، هو معماري ومخطط ومؤرخ المناطق العمرانية، وهو أستاذ العمارة والتخطيط والتاريخ العمراني في جامعة كاليفورنيا في بيرركللي.
حصل "الصياد" على درجة الدكتوراه في تاريخ العمارة من جامعة كاليفورنيا، وفي عام 1988 أسس الجمعية الدولية لدراسة البيئات التقليدية، وعمل مستشاراً للعديد من المؤسسات العامة في جميع أنحاء العالم العربي.
وحصل "الصياد" على عدد كبير من الجوائز، منها جائزة أفضل كتاب من جمعية أمريكا الرائدة، وتكريم خاص من نقابة المعماريين الأمريكيين، وقد شهدت له جامعة كاليفورنيا بمنحة جائزة التدريس المتميز، وهي أعلى درجات الاعتراف التي تمنحه لعضو هيئة التدريس في الجامعة.
كتب "الصياد" الكثير من الكتب، نذكر منها: "شوارع القاهرة الإسلامية"، "تصميم وتخطيط المساكن"، "مدن وخلفاء"، "أشكال وهيمنة"، و"استهلاك التقاليد واختلاق التراث".
والمترجم يعقوب عبدالرحمن له العديد من الترجمات المهمة، نذكر منها "القاهرة مدينة عالمية"، و"فرسان الإسلام وحروب المماليك"، و"سيوف مقدسة.. الجهاد في الأراضي المقدسة".
aXA6IDE4LjIxNi45OS4xOCA=
جزيرة ام اند امز