بالصور.. بيوت القاهرة المملوكية طرز معمارية فريدة
عدد المباني المملوكية يقدر في القاهرة فقط بـ136 مبنى، بين مدارس وبيوت ومساجد وحمامات وخانات وأسبلة ووكالات ومستشفيات وغيرها.
يعد من أهم مميزات عصر دولة المماليك التي حكمت مصر والشام والحجاز طوال 3 قرون من بعد انتهاء الخلافة العباسية "الأيوبية" في" 648هـ/1250م" إلى بداية الحكم العثماني لمصر"923هـ/1517م"، كثرة المباني والمنشآت، ذات الخصائص المعمارية والفنية الفريدة والمميزة لتلك الحقبة التاريخية المهمة، التي تقدر بـ136 مبنى، من مدارس وبيوت ومساجد وحمامات وخانات وأسبلة ووكالات ومستشفيات وغيرها.
يرجع مصطلح المماليك وجذورهم -كما تقول علياء عكاشة في كتابها "العمارة الإسلامية في مصر"- إلى "هم مجموعة من العبيد الذين اشتراهم الأيوبيون من بلاد الترك وآسيا الوسطى بغرض تجنيدهم وضمهم للجيش الأيوبي، ولهذا تربى المماليك تربية عسكرية معزولة فأصبحوا جنودا أقوياء ورجالا شجعان صدوا الخطر المغولي عن مصر والشام، وينقسم تاريخ المماليك إلى قسمين: المماليك البحرية وحكموا من 1250م-1382م، ومن أشهرهم "محمد بن قلاوون" و"ركن الدين بيبرس"، وعصر المماليك الجراكسة وحكموا من 1382م-1517م، وعددهم 23 سلطانا، منهم"المؤيد شيخ"، و"الظاهر برقوق"، و"الأشرف برسباي"، وآخر سلاطينهم هو "طومان باي"، وتميز عصر المماليك بأنه عصر البناء، حيث تركوا ثروة معمارية كبيرة لم يتركها أي من العصور الإسلامية الأخرى".
القيم الإسلامية للبيوت المملوكية:
تعتبر البيوت الإسلامية نموذجا مميزا للعمارة، وفقا لعكاشة التي تقول: رغم كونها عمارة غير دينية فهي معمار ينبع من العادات والتقاليد الإسلامية، فقد حرص المهندس المسلم على تخطيط المنزل بما يناسب حرمة بيت المسلم، فصمم مدخله حيث يستطيع من في الداخل أن يرى الخارج وليس العكس، كما احتوى البيت على صحن تطل عليه غرف المنزل من خلال طراز خاص من الشبابيك المصنوعة من الخشب المفرغ يسمى "مشربيات"، وهي تصنع بهذا الشكل حتى لا يتطلع الزوار على خصوصيات البيت المسلم".
أهم العناصر المعمارية في البيوت المملوكية:
تحتوي البيوت المملوكية على العديد من العناصر المعمارية المميزة، حيث يقول الدكتور شوكت محمد لطفي بقسم العمارة كلية الهندسة جامعة أسيوط في بحثه "العمارة الإسلامية في مصر"، إن أهم العناصر هو استخدام "المدخل المنكسر"، وهو عبارة عن فراغ يفصل بين الـداخل والخـارج، ويحفـظ للـداخل حرمتـه وخصوصيته، ويؤدى إلى الفناء المكشوف وباقي عناصر المسكن، كما هو موجود في منـزل قايتباي الذي أنشاه السلطان المملوكي الأشرف أبوالنصر قايتباي عام 1485م، حيث استعمل الفناء المكشـوف علـى تلطيـف المناخ الداخلي، وتوفير الخصوصية لأهل المسكن، حيث تطل عليه عناصر المسكن المختلفة".
كما يعد تصميم "المشربية" التي تستخدم في تغطية الفتحات الخارجيـة والفتحـات المطلة على الفناء لتوفير الخصوصية الفراغات الداخلية، و"القاعة" ليناسب حركة الهواء، وكذلك يوجد جزء أوسط يسمى "دور قاعة "وهو الصحن نفسه ولكنه مسـقوف، وتقع على جانبيه الإيوانات نفسها التي تطل على الصحن.
كما تميزت البيوت بوجود ما سمي بـ"المقعد"، وهي شرفة تطل على الصحن للجلوس فيها صيفا، وأيضا ما يسمى بـ"ملقف الهواء"، عبارة عن سقف مائل مترفع مموج لاستقبال الرياح البحرية ودفعها إلى حجرات البيت، ويعد مقعد الأمير "ماماي السيفي" من أكبر مقاعد البيوت الإسلامية بالقاهرة، وهو أحد كبار أمراء السلطان قايتباي عام 901هـ/1469م، وكان المقعد ملحقا بالقصر تجاه الجهة البحرية، حيث يمكن الاستمتاع فيه بنسيم الهواء في حر الصيف".
من أهم النماذج المعمارية للبيوت المملوكية في القاهرة التي تتوفر فيها عناصر العمارة المملوكية المتميزة "قصر بشتاك" الذي أنشأه الأمير" سيف الدين بشتاك الناصري"، أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون الأثري، ويعود تاريخ إنشائه إلي عام 740هـ/1339م.
و"قصر الأمير طاز" الذي أنشأه الأمير"سيف الدين طاز بن قطغاج"، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، في الفترة ما بين 1343-1345م، وكذلك بيوت "وكالة الغوري" التي أقيمت في عهد قنصوة الغوري سنة 909هـ/1504م، التي تضم 29 منزلًا يتم الوصول إليها عن طريق سلم حجري. وبيت "زينب خاتون" ويرجع تأسيسه إلى عام 1486م على يد الأميرة "شقراء هانم" حفيدة السلطان الناصر حسن بن قلاوون.
ويتضح من هذه المميزات المعمارية للبيوت المملوكية في القاهرة التاريخية المهارة والإبداع، وحسن التصميم، وتطور العمارة المملوكية، ودقة تفاصيلها النادرة.
aXA6IDMuMTQ5LjI5LjE5MCA=
جزيرة ام اند امز