"كعكة لابيش"..المظهر الوحيد لاحتفالات رأس السنة في الجزائر
تعد الجزائر من بين الدول العربية والإسلامية التي تغيب فيها مظاهر الاحتفالات برأس السنة الميلادية إلى حد كبير.
تعد الجزائر من بين الدول العربية والإسلامية التي تغيب فيها مظاهر الاحتفالات برأس السنة الميلادية إلى حد كبير، الأمر الذي يدفع الكثير من الجزائريين إلى قضاء تلك الليلة في إحدى العواصم الأوروبية.
لكن الجزائر تسجل "بعضاً من الاستثناء" في هذا العيد، سواء "بهجرة" كثير من الجزائريين إلى الصحراء على غرار كثير من الأوروبيين لقضاء ليلة رأس السنة على الرمال الذهبية للصحراء الجزائرية، أو بعض مظاهر "العام الجديد" على واجهات المحلات، أو شراء الهدايا والشوكولاتة، في غياب تام لـ"بابا نويل وشجرة الميلاد".
كما أبدعت بعض محلات الحلويات غرب الجزائر، في صناعة كعكات وحلويات خاصة برأس السنة، من خلال أشكال ورموز "لرجل الثلج وحبات الثلج وأوراق الأشجار"، لقيت إقبالاً كبيراً.
إلا أن المظهر الأبرز والدائم عند بعض من العائلات الجزائرية الذين يفضلون "الاحتفال العائلي على نطاق ضيق" في منازلهم، هي "كعكة لابيش" التي تزين محلات الحلويات، وتلقى إقبالا كبيرا، خاصة في المدن الكبرى، على غرار الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة وغيرها، وتمنح "عطلة" لكل الحلويات التقليدية الجزائرية.
"لابيش" كلمة فرنسية "La Bûche"، والحلوى أصلها فرنسي، وتعني "الجذع أو الحطبة المخصصة للتدفئة"، ولها أيضا حكاية أسطورية، تقول "إن بابا نويل بحث طويلا عن قطعة خشب كبيرة الحجم من أجل ليلة الميلاد حتى يقطعها ويشعلها بسبب برودة الطقس، وحتى يجتمع حولها الناس لتلقي هداياهم من بابا نويل".
وعلى مدار الأسبوع الأخير من السنة، تعمل محلات الحلويات في كثير من المدن الجزائرية على تحضير "كعكة لابيش"، وبعضها يتلقى طلبيات تشترط أنواعاً معينة من قوالب الكعكة وطريقة تحضيرها.
فهناك أنواع كثيرة من "كعكة لابيش"، من بينها الأصناف المختلفة المصنوعة بالشكولاتة التي تبقى الأكثر طلبا، وهناك أنواع أخرى مصنوعة من الفواكه الجافة أو الطازجة، ومختلف الكريمات ذات الألوان المتعددة، ويبقى اللون الأبيض الأكثر طلباً لكونه يأخذ خاصية بياض الثلج.
في حين تتفاوت أسعارها في الجزائر، بحسب طريقة تحضيرها ومكوناتها، وأيضا من منطقة إلى أخرى، إذ تتراوح ما بين 15 إلى 50 دولاراً للكعكة الواحدة، ويصل بعضها إلى 80 دولاراً في العاصمة الجزائرية.
وتَعتبر كثير من العائلات الجزائرية، أن الاحتفال برأس السنة الجديدة، فرصة جيدة لاجتماع أفراد العائلة أو الأسرة أو الأصدقاء والأحباب على مائدة واحدة، تجمعهم عليها "كعكة لابيش" مع كؤوس الشاي والمكسرات، "بِقَعْدة جزائرية"، في "ليلة باردة مع قلوب دافئة".