"العين الإخبارية" تطالب بطي السجاجيد الحمراء.. المهرجانات العربية لا تفيد أفلام المنطقة
تتزايد مهرجانات السينما في المنطقة العربية يوما بعد الآخر، ورغم ذلك لا يوجد تأثير ملموس على أرض الواقع لهذه المهرجانات.
فلم يعبر الفيلم العربي إلى آفاق بعيدة، ولم يزاحم على جوائز عالمية مهمة مثل الأوسكار.
باتت مهرجانات السينما في عالمنا العربي، بلا خطى مسموعة، وعديمة التأثير؛ الأمر الذي دفع عددا كبيرا من النقاد للهجوم عليها، ووصفها بأنها أشبه بماكينة الدقيق عندما تحاصرها الأعطال، وتصدر "ضجيجا بلا طحن".
"العين الإخبارية" ناقشت في هذا التقرير، قضية المهرجانات العربية، وغياب تأثيرها على صناعة السينما، مع مجموعة من المتخصصين في هذا المجال.
في البداية هاجم المخرج المصري محمد فاضل القائمين على تنظيم هذه المهرجانات، وقال في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "أصبحت مهرجانات السينما مجرد مهرجانات للترفيه فقط، يهتم الإعلام فقط بإطلالات النجوم على البساط الأحمر، لكن أين الاهتمام بمشكلات الصناعة".
وتابع فاضل حديثه: "يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، من أعرق مهرجانات السينما ويحمل صفة الدولية، ورغم ذلك لم تحرص إدارته على عمل حلقة نقاشية، عن المشاكل التي تواجه الصناعة، كنت انتظرت من الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان في دورته الـ44 أن يفعل ذلك، ولكن بكل أسف لم يحدث أي شىء، وبالمناسبة الأمر لا يحتاج إلى ميزانية ضخمة، حيث إن عمل ندوة عن هموم السينمائيين يحتاج زجاجات ماء فقط لا أكثر ولا أقل".
وفي سياق الموضوع، تحدث الناقد طارق الشناوي لـ"العين الإخبارية" قائلا: "الأساس في المهرجانات هو وجود "سوق أفلام"، وهذا السوق موجود في مهرجانات مهمة مثل "كان وبرلين" ولكن ليس موجودا في مهرجان القاهرة السينمائي، ويجب أن نطالب بعودة سوق الأفلام.
في هذا السوق يحدث الاحتكاك بالثقافات الجديدة، وتوجد فرص إنتاج مشترك، وغياب هذا الإنتاج المشترك بكل تأكيد لم يساعد على ترويج وانتشار الفيلم العربي.
وأضاف الشناوي في حديثه: "في المغرب يوجد عدد كبير من مهرجانات السينما، وفي تونس أيضا، وفي القاهرة يصل العدد إلى 15 مهرجانا تقريبا، ولكن. أتصور أنها بلا تأثير بسبب ضعف الميزاينيات، وغياب الرعاة، ففي عالمنا العربي، يجهل أغلب رجال الأعمال أهمية الترويج للعمل الثقافي؛ لذا لا يقومون بدعم صناعة السينما، ومساندتها، وهذا ينعكس على الفيلم العربي بشكل عام".
وفي نفس الموضوع، كشف الفنان المصري سامح الصريطي عن رأيه في الموضوع قائلا: "لا يجب الرهان على المهرجانات في الترويج للفيلم العربي، لأن معظم المهرجانات تقام بهدف تجاري، ودعائي فقط، وليس لصالح الصناعة".
وأضاف في حديث لـ"العين الإخبارية": "أمر طبيعي أن يقف الفيلم العربي في مكانه ولا يعبر بعيدا، لأننا لا نهتم بالسينما، وإذا أردنا تطويرها يجب أن نناقش مشكلاتها، ونستفيد من الثقافات الأخرى، وعلى الدولة أيضا أن تقف بجانب شركات الإنتاج، وتحاول دعم عناصر الصناعة، بداية من بناء دور عرض جديدة، وحتى إقامة مهرجانات عميقة المحتوى، وتخرج بتوصيات مفيدة للقائمين على العمل بالسينما".
ويقول الناقد المصري خالد محمود لـ"العين الإخبارية": "بكل تأكيد يوجد تأثير واضح في الترويج للفيلم العربي، علينا أن نعترف بأن المهرجانات هي البوابة التي يعبر من خلالها صناع السينما الجدد، في أوقات كثيرة لا يجدون فرصة للعرض في السينمات، ويبحثون عن فرصة في المهرجانات.
لكن الأزمة من وجهة نظره، أن الإنتاج العربي قليل جدا، ولا يوازي حركة المهرجانات، ويرى أن المشكلة تكمن في تراجع مستوى الإنتاج العربي، وغياب سوق الأفلام.
وتابع: "في المهرجانات يحرص النقاد على رؤية جميع الأفلام خاصة العربية، لمعرفة المشكلات التي تدور في هذه المجتمعات، ورصد ملامح التطور في الصناعة، لا سيما أن الأفلام العربية تعرض في أوروبا على استحياء شديد جدا، لذا أرى أن المهرجانات سيكون لها تأثير على مستوى الفيلم العربي، عندما يزداد معدل إنتاجنا بشكل كبير ويحدث تطور لافت في مستوى الأفكار والمحتوى".