"مفيش بابا".. إعلان رسمي في مصر يثير جدلا بـ"فلوس الكهرباء والدروس"
في غير مرة، قام جهاز تنظيم مرفق الكهرباء برفع شعارات تحث المواطنين على الإبلاغ عن سارقي الكهرباء في مصر، بالتعاون مع جهات مختلفة.
وتؤثر سرقة التيار على دراسات أسعار بيع الكهرباء في مصر، كما تؤدي إلى ضرر بالغ للمواطن الذي يقوم بذلك التصرف، كما يضر بالدولة نفسها.
وتصل غرامة سرقة الكهرباء نحو 12 ضعفا من التيار المسروق، في بعض الأحيان، وقد تصل لـ100 ألف جنيه مصري. وإلى جانب الغرامة فإن هناك عقوبة كبيرة على الفعل نفسه.
وفي إطار ذلك، قامت الشركة القابضة للكهرباء في مصر، بنشر محتوى عبر صفحتها على فيسبوك منذ أيام، لتوعية المواطنين بضرورة الابتعاد عن سرقة التيار، لكن المنشور أحدث جدلا كبيرا.
صورة لفتاة تجلس أمام شمعة للمذاكرة، وأمامها كتاب، وفي التصميم المنشور، عبارات على لسان أب أسرة "هنوفر فلوس الكهرباء عشان ندفع الدروس دلوقتي مفيش كهربا ولا دروس ولا بابا".
وأسفل صورة الفتاة عبارة أخرى "كل الطرق اللي ممكن تسرق بيها كهرباء ممكن تكون هي نفس الطرق اللي بيحبوك هيخسروك بيها للأبد.. فكر أكتر من مرة في حياتك وحياة أولادك قبل ما تسرق كهربا" قبل أن تضع شعار "مفيش حاجة ببلاش".
لاقت الصورة والمنشور غضبا، وإن كانت الغاية سليمة وتتفق مع المنطق، إذ إن سرقة التيار الكهربي تؤثر على أحمال الشبكة وتهدر أموالا للدولة، ويعد الأمر سرقة بكل المعاني.
لكن كثيرين لم يجدوا رابطا بين التوجيه بعدم السرقة، وربطه بمذاكرة فتاة، حتى إن بعض المعلقين على الصفحة كتبوا "إيه اللي جاب القلعة جنب البحر". وزاد الحيرة العبارات المرفقة مع المنشور، والتي كانت تفرض أن هناك أسرة بها طفلان، يأخذ كل واحد منهما درسا خصوصيا في مادة بـ200 جنيه شهريا، ما يعني أن الأسرة ستدفع للاثنين 400 جنيه.
وبحسبة الصفحة، فإن الدرس لن يتجاوز ساعتين، لكن "الكهرباء بقى مش موجودة لمدة ساعتين بس في الأسبوع، ولكن موجودة طول الوقت، ٢٤ ساعة في ٣٠ يوما".
وعددت الصفحة بمنشورها استخدامات الكهرباء، بين التكييف، والثلاجة، والإضاءة، وشحن الهواتف، والمروحة، والسخان، والتلفزيون، والأسانسير، وموتور المياه، وغيرها من الأمور الأخرى "موجودة طول الوقت لكل احتياجات حياتنا الأساسية الحقيقية".
وفي حالة عدم الاقتناع فإن على المواطن إدراك الأضرار المادية والقانونية التي تقع على الشخص بحسب منشور الصفحة "من صعق كهربائي يؤدي في أوقات كتير للوفاة لا قدر الله أو الإصابات الخطيرة أو العقوبات القانونية المتمثلة في الحبس والغرامة".
قبل أن توجه الصفحة بمنشورها المتابعين، للإبلاغ عن سرقة الكهرباء في أربع خطوات، من خلال أحد الروابط، الذي وضعته في نهاية المنشور.
يقول باسم شحاتة، إنه لم يفهم المقارنة بين الدروس والكهرباء، وهذا الخلط الذي أحدثه المنشور، بشكل أغضب البعض. فيما دعت تغريد شاكر لتغيير المسؤول عن نشر ذلك المنشور، باعتبار أنه أغضبها وأغضب كثيرين لم يجدوا رابطا بين الأمرين. واعتبرته شيماء الشامي أكثر منشور أضحكها منذ فترة، لأنه على شاكلة "ودنك منين يا جحا".
aXA6IDE4LjIxOC43My4yMzMg جزيرة ام اند امز