كتاب مصريون: الإمارات شهدت طفرة ثقافية في عهد خليفة بن زايد
الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة المصري الأسبق قال إن الإمارات نجحت خلال السنوات الأخيرة في تأكيد دورها الثقافي عربيا وعالميا
قال مثقفون مصريون إن دولة الإمارات شهدت طفرة ثقافية في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وتميزت سياساتها الثقافية بالانفتاح والتسامح وعدم إقصاء الآخر.
ومع إعادة انتخاب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الأربعاء، رئيسا لدولة الإمارات العربية المتحدة لولاية رابعة مدتها 5 سنوات، رصد كتاب ومثقفون مصريون الجهود التي تبذلها دولة الإمارات للنهوض بالثقافة العربية.
وأكد الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة المصري الأسبق، أن هذا القرار يعزز استقرار دولة الإمارات العربية التي نجحت خلال السنوات الأخيرة في تأكيد دورها الثقافي عربيا وعالميا.
وأشاد بالمبادرات الثقافية الإماراتية، سواء على صعيد الجوائز التي يتم منحها لمبدعي العالم العربي ولكبار مفكري العالم أو على صعيد الأنشطة التي شهدت طفرات كبيرة، حيث تحولت معارض الكتب التي يجري تنظيمها إلى جانب المؤتمرات لساحة مهمة لتبادل الرأي والمعرفة والانفتاح على الثقافات العالمية.
وأشار وزير الثقافة المصري الأسبق إلى مبادرات أخرى منها مشروع "كلمة" للترجمة الذي يحظى بدعم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بالإضافة إلى مشروعات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، والمبادرات الثقافية التي يرعاها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في مجال المسرح والعناية بالتراث داخل الإمارات وخارجها.
وقال شاكر عبدالحميد إن "متحف اللوفر أبوظبي" أصبح وجهة للسياحة الثقافية بفضل التوجه الذي أرادته دولة الإمارات وهي ترسم سياستها الثقافية، حيث الاعتزاز البالغ بالتراث والعناية بالانفتاح على العالم.
وأضاف أن هناك أعمالا ثقافية مهمة مثل سلاسل الكتب والترجمات، وكذلك النشاط الذي يتم في دبي في ترجمة الكتب ومشروعات مهمة في مجالات الثقافة والإبداع وكذلك الجوائز الأدبية التي تمنحها دولة الإمارات.
من جانبه، قال سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين: "شيء رائع جدا أن يستمر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على رأس دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز الدور الثقافي الإماراتي في العالم العربي الذي أصبح دورا مميزا، حيث تميزت سياسات الإمارات ثقافيا بالانفتاح والتسامح وعدم إقصاء الآخر".
وعلى صعيد آخر، أظهرت السنوات الأخيرة حجم ما يبذل من جهود للارتقاء ثقافيا بالمواطن الإماراتي الذي أصبح اليوم "مواطنا عالميا بامتياز".
وفي مجال النشر أكد رئيس اتحاد الناشرين المصريين أن الإمارات العربية المتحدة أكثر الدول العربية حرصا على احترام قوانين حماية الملكية، كما أنها الأكثر اهتماما بعملية النشر والكتاب والترجمة على مستوى العالم العربي عبر تعاونها الكبير مع الاتحاد الدولي للناشرين.
وأشاد عبده بما تقدمه الإمارات من جوائز تساعد المبدعين والمفكرين العرب في الارتقاء بمستوى ما يتم إنتاجه من أفكار ورؤى تخدم الفكر والإبداع بصفة عامة.
أما الكاتب والروائي المصري أحمد القرملاوي الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فقد أبدى تقديره لمبادرات إحياء التراث الإماراتي، والتي يقوم بها نادي تراث الإمارات، إلى جانب العناية بالحرف التقليدية، التي تتخذ من الحرف اليدوية والصناعات التراثية منهاجًا لتأصيل التراث بين الشباب والحفاظ على خصوصيتهم الثقافية وشخصيتهم الوطنية.
واعتبر القرملاوي مثل هذه المبادارات نموذجا يجب أن تحتذيه بقية الدول العربية، وأن تنتبه إليه جميع الدول ذات التراث الأصيل والمهدد دومًا بالانحسار أمام موجات التنميط.
وأضاف القرملاوي أن ما تشهده دولة الإمارات من حراك ثقافي، ومن دعم رئاسي غير مسبوق للأنشطة الثقافية ولكل ما يتعلق بإحياء التراث الإماراتي والعربي والحفاظ عليه، برعاية ملموسة وإشراف مباشر من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لهو مدعاة للفخر والاعتزاز لكل عربي يرتبط بهذا التراث وينهل من جذوره.
وأوضح أن تراثنا سيكون مصيره الانقراض في زمن العولمة والتنميط الذي نعيشه اليوم، إلا لو وجد العقول التي تعي أهميته والإرادة التي ترعى إحياءه وتجدُّده باستمرار، والحق أن التمسك بالتراث ما عاد رفاهيةً نطلبها أو اختيارًا مُحتملًا ومرغوبًا، بل إنه الدرع الواقية التي بقيت لدينا إزاء التهميش والانحسار.
من جهته، قال الدكتور سعيد المصري الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة في مصر إن الدور الثقافي الذي تلعبه الإمارات في الثقافة العربية عموما هو دور مهم.
وأضاف أن هناك ثلاثة محاور أساسية مهمة فيما يخص الدور الثقافي الإماراتي الأول، يتعلق بأن الجوائز الأدبية التي تمنحها الإمارات عربيًا تبرز الجهد والدعم الإماراتي في تعزيز الجوائز الأدبية، وهذا يشكل منافسا كبيرا في تعزيز الإبداع على مستوى أنحاء العالم العربي.
وأوضح أن البعد الثاني يتعلق بالنشاط التي تقوم به الإمارات فيما يخص تعزيز نوع من الثقافة التي أسميها نوعا من تعزيز الإنسان وبعث روح الأمل والتفاؤل، وأرى هذه الأشياء من خلال مبادرات مهمة يقوم بها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهي مبادرات ثقافية مثل صناع الأمل وتحدي القراءة، وهذه أشياء شديدة الأهمية فيما يخص هذا الجانب.
وأشار إلى أن الجانب الثالث يتعلق بالجهد الذي يبذل لتطوير صناعة الكتاب على مستوى العالم العربي، وهناك تطور كبير جدًا في الصناعات الثقافية المتعلقة بالكتب، وهناك جهد إماراتي ناهض حتى يسبق دور بعض الدول العربية في تعزيز وتطوير الصناعات الثقافية ومنها صناعة الكاتب على وجه التحديد، وهناك دور نشر عالمية بدأت تفتح فروعا لها في الإمارات وتهتم بنشر الكتاب العربي، وهذه أشياء مهمة لدعم الثقافة العربية.
ورأى الروائي والكاتب المصري إبراهيم عبدالمجيد أن الدور الثقافي الإماراتي واضح وكبير في الثقافة العربية، سواء من حيث المعارض الثقافية التي تقام في أبوظبي ودبي والشارقة وغيرها أو الندوات واللقاءات الثقافية المستمرة طوال العام للمثقفين من العالم العربي وغيرها.
وقال عبدالمجيد إن جوائز الإمارات هي أرقى وأكبر جوائز في العالم العربي، وأتمنى أن تكون هناك مشروعات ترجمة للأعمال الفائزة المختلفة في الإمارات، وألا يكون الموضوع مقتصرا على ترجمة الأعمال الفائزة بجائزة البوكر فقط، مثل جوائز الشارقة وجائزة الشيخ زايد وغيرهما، وليس الروايات فقط أيضا الكتب الأخرى والمتنوعة التي تفوز بتلك الجوائز.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA== جزيرة ام اند امز