جامعة كمبريدج تعترف بأنها استفادت من عائدات العبودية
قالت جامعة كمبريدج البريطانية، الخميس، إنها استفادت من عائدات العبودية على مدى تاريخها، ووعدت بزيادة المنح لذوي البشرة السمراء.
كما وعدت الجامعة بتمويل المزيد من الأبحاث في موضوع تجارة الرقيق. يأتي هذا الاعتراف في الوقت الذي تعيد فيه سلسلة من المؤسسات الرائدة، من بنك إنجلترا إلى كنيسة إنجلترا، تقييم الدور المركزي الذي لعبته العبودية في إثراء بريطانيا وكيف استفادت من الظلم المرتبط بالعبودية.
وقالت كمبريدج إن تحقيقا طلبت إجراءه لم يصل إلى أي دليل على أن الجامعة نفسها امتلكت أي عبيد أو مزارع استعباد بشكل مباشر، ولكن النتائج أظهرت أنها حصلت على "فوائد كبيرة" من العبودية.
وذكر التحقيق أن الاستفادة جاءت من خلال المتبرعين للجامعات الذين كسبوا أموالهم من تجارة الرقيق، واستثمارات الجامعة في الشركات التي شاركت في هذه التجارة، والحصول على رسوم من عائلات تملك المزارع.
وخلص الباحثون إلى أن زملاء من كليات كمبريدج تعاونوا مع شركة الهند الشرقية، بينما كان لمستثمرين في الشركة الأفريقية الملكية أيضا صلات بكمبريدج، وكلاهما كانتا تعملان في تجارة الرقيق.
كما تلقت الجامعة تبرعات من مستثمرين في كلتا الشركتين، واستثمرت أيضا بشكل مباشر في شركة أخرى تعمل في تجارة الرقيق، وهي شركة البحر الجنوبي، وفقا للتقرير الذي أعدته مجموعة من الأكاديميين في كمبريدج.
وقال تقرير "موروثات الاستعباد" إن "مثل هذه المشاركة المالية ساعدت في تسهيل تجارة الرقيق وجلبت عائدات مالية كبيرة للغاية لكمبريدج".
وأضاف أنه في حين أن دعاة إلغاء عقوبة الإعدام البارزين مثل ويليام ويلبرفورس تلقوا تعليمهم في كمبريدج وطوروا حملاتهم بها، إلا أن إرثهم الكامل يحتاج إلى مزيد من الدراسة، بينما دافع أعضاء بارزون في الجامعة أيضا عن الأسس الفكرية لتجارة الرقيق.
وذكر التقرير أن الجامعة تخلد ذكرى عدة شخصيات دون الإشارة إلى تورطهم في تجارة الرقيق. ولا يشير تمثال ويليام بيت الأصغر، وهو عضو البرلمان عن الجامعة الذي كان رئيسا للوزراء في نهاية القرن الثامن عشر، إلى مساعيه لوقف إلغاء العبدية أو لاستعادة العبودية في هايتي بعد الثورة هناك.
وفي الوقت نفسه، تأسس متحف فيتزويليام بأموال وأعمال فنية موروثة من مسؤول ينتمي لشركة البحر الجنوبي.
وردا على التقرير، قالت الجامعة إن المتحف سيقيم معرضا عن العبودية والسلطة في عام 2023، في حين أوصى متحف كمبريدج للآثار والأنثروبولوجيا بإعادة القطع التي لديه من مجموعة "بنين برونز"، التي نُهبت خلال حملة عسكرية عنيفة في القرن التاسع عشر من منطقة أصبحت فيما بعد جزءا من نيجيريا الحالية.
وأعادت إحدى كليات كمبريدج قطعا أخرى من مجموعة بنين برونز العام الماضي، وفعلت جامعة أبردين في اسكتلندا الشيء نفسه.
وتبحث مؤسسات بريطانية أخرى أيضا في مجموعاتها. وقال بنك إنجلترا (المركزي البريطاني) في أغسطس/ آب إنه أزال أعمالا فنية تصور محافظين سابقين لهم صلات بالعبودية.
وقالت كمبريدج إنها ستنشئ أيضا مركزا مكرسا لأبحاث موروثات الاستعباد، وتعمق العلاقات مع جامعات في منطقة البحر الكاريبي وأفريقيا وتزيد المنح الدراسية للدراسات العليا للطلاب البريطانيين ذوي البشرة السمراء وكذلك الطلاب من أفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي.
ويأتي هذا إضافة إلى منحة دراسية خصصها مغني الراب أسمر البشرة ستورمزي، الذي قال في عام 2018 إنه سيمول أماكن للطلاب البريطانيين ذوي البشرة السمراء بعد انتقادات بأن الجامعة لا تبذل الجهد الكافي لضمان التنوع.
وقال ستيفن توب، نائب رئيس الجامعة، في تعليق حول التقرير "لا نستطيع تصحيح أخطاء التاريخ، لكن يمكننا أن نبدأ بالاعتراف بها".
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjIwMSA=
جزيرة ام اند امز