كأس الأمم الأفريقية.. رهان الكاميرون لتنشيط اقتصادها المرهق
تعول الكاميرون على كأس الأمم الأفريقية لتنشيط اقتصادها الذي يعاني كثيرا، ومر بمرحلة عصيبة زادت من تعميقها جائحة كورونا.
وستقام بطولة كأس الأمم الأفريقية في الفترة من 9 يناير/ كانون الثاني وحتى 6 فبراير/ شباط المقبل.
أدت جائحة كوفيد-19 إلى خفض الاستهلاك والاستثمارات العامة والخاصة. وبحسب البنك الدولي، فإن القطاعات الأكثر تضررا تشمل الفنادق والمطاعم ووسائل النقل.
تقع الكاميرون في وسط أفريقيا، على الحدود مع تشاد ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والجابون وغينيا الاستوائية والكونغو.
ومنذ الثمانينيات بدأت الكاميرون في متابعة البرامج التي نصح بها صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والتي عززت خصخصة الصناعات التي تقلل من الفقر وتزيد من النمو الاقتصادي.
اتفاق صندوق النقد
مع توصل بعثة صندوق النقد الدولي في الكاميرون إلى اتفاق مع السلطات الكاميرونية بشأن صرف دفعة جديدة من مساعدات الصندوق للكاميرون والذي تم التوصل إليه الشهر الماضي في إطار تسهيلات ائتمانية ممتدة من الصندوق، فمن المنتظر أن يتم صرف الدفعة الجديدة بقيمة 115.7 مليون دولار بعد انتهاء المجلس التنفيذي من المراجعة الأولى لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي في الكاميرون.
ومن المتوقع وصول معدل النمو الاقتصادي للكاميرون خلال العام المقبل إلى 4.5% ثم إلى 4.8% اعتبارا من 2023 وما بعد ذلك، مقابل نمو متوقع بمعدل 3.5% خلال العام الحالي.
في الوقت نفسه فإن الإيرادات النفطية التقديرية للكاميرون خلال العام الحالي أقل من التوقعات الأولية، لكن تحسن الإيرادات غير النفطية نسبيا وتقييد الإنفاق العام سيساهم في تعويض هذا التراجع.
وتستهدف السلطات الكاميرونية تجنب اللجوء إلى تشديد السياسة النقدية لمواجهة التضخم قبل تعافي الاقتصاد من تداعيات جائحة كورونا المستجد، مع خفض عجز الميزانية تدريجيا إلى 3.1% خلال العام الحالي ثم 1.9% خلال العام المقبل ليصبح أقل من 1% في 2024.
كما تستهدف السلطات خفض معدل الدين العام إلى أقل من 50% من إجمالي الناتج المحلي.
وجهة سياحية ممتازة
واتخذت الكاميرون خطوات لتشجيع نمو السياحة في البلاد، حيث تعد الدولة الأفريقية وجهة سياحية ممتازة.
فهي تمتد من الشواطئ الخصبة للمحيط إلى المنطقة الرملية والقاحلة لبحيرة تشاد.
وتتميز الكاميرون بأنها تتمتع بتقريبا كافة عوامل الجذب الثقافية والمناظر الطبيعية والحياة البرية الموجودة بأماكن أخرى بأفريقيا.
والسياحة في الكاميرون هي نشاط دائم على مدار السنة, إذ إنه من الممكن القيام بالصيد والسفاري منذ نوفمبر وحتى مايو بالمنطقة الشمالية من البلاد, أما كافة الأنشطة السياحية الأخرى فيمكن القيام بها على مدار السنة بأقاليم أخرى.
وتسعى الكاميرون للاستفادة القصوى من استضافتها لكأس الأمم الأفريقية لدعم الاقتصاد.
وبحسب محطة "مونت كارلو" الإذاعية الفرنسية، فإن الكاميرون قامت باستثمار مبالغ ضخمة لاستضافة كأس أمم أفريقيا بشكل مثالي، حيث بلغ حجم الإنفاق 760 مليون يورو.
وتم استثمار هذا المبلغ من قبل الحكومة الكاميرونية في البنية التحتية للبلاد سواء رياضية أو فندقية وطرق ومواصلات.
تجدر الإشارة إلى أن كأس أمم أفريقيا سيقام في 5 مدن (ياوندي ودوالا وليمبي وبافوسام وجاروا)، علما بأن المباريات ستقام في 6 ملاعب، اثنان في العاصمة ياوندي.
وقامت الحكومة الكاميرونية ببناء 4 ملاعب جديدة، فضلا عن تجديد ملعبين، وذلك حتى يكونا ملائمين لمواصفات الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف".
كشف تقرير "مونت كارلو" أيضا أن العديد من الكاميرونيين استثمروا مدخراتهم للاستفادة من استضافة بلادهم للبطولة من خلال فتح أكشاك حول الملاعب، أو استئجار مساحات مخصصة للسيارات، ومطاعم وغيرها من الأمور التي تحقق الأرباح، والتي تكون مستهدفة من استضافة مثل هذه البطولات.
الفنادق في الكاميرون
وتقول المديرة التنفيذية لأحد الفنادق ياوندي فرانسواز بويني لوكالة الأنباء الفرنسية إنه "بالنسبة لنا، فإن كأس الأمم هي الضوء في نهاية النفق". وتشير إلى "أننا استثمرنا 12 مليار فرنك (21 مليون دولار) بمشاريع مستقبلية"، مع استمرار أعمال التوسيع في المؤسسة ذات النجوم الأربع.
من جهته، يقول مدير "كاميرون تورز" للرحلات آلان بوكام إنه "منذ أكثر من 10 سنوات بقليل، كان السياح يأتون بانتظام"، لكن "مع بوكو حرام وأزمة الناطقين بالإنجليزية، أصبح لديهم الآن (السياح) شعور بأن كل شيء يمكن أن يتغير في أي وقت. آمل أن تمنح كأس أمم أفريقيا السياح الرغبة في العودة إلى الكاميرون".