تتويج تشارلز وتاج كاميلا.. لماذا غضبت الهند؟
أعلن قصر باكنغهام أن الملكة كاميلا، سترتدي تاج الملكة ماري أثناء تتويج الملك تشارلز الثالث، بعد التراجع عن خطط استخدام ماسة كوهينور المثيرة للجدل.
وذكرت صحيفة "تليغراف" البريطانية أن القرار اتخذ بعد مخاوف من حدوث خلاف دولي، حيث حذر الحزب الحاكم في الهند من أن تؤدي هذه الخطوة إلى استعادة "ذكريات مؤلمة من الماضي الاستعماري".
ورفع التاج من صالة العرض في برج لندن بهدف تعديله، وستكون هذه هي المرة الأولى منذ ما يقرب من ثلاثة قرون التي يتم فيها استخدام تاج موجود لتتويج ملكة قرينة بدلاً من صنع تاج جديد.
وذكر تقرير التليغراف أن الملكة كاميلا اتخذت القرار بارتداء تاج الملكة ماري من أجل الاستدامة والكفاءة.
وصنع هذا التاج في الأصل بتكليف من الملكة ماري، زوجة الملك جورج الخامس، الجد الأكبر للملك الحالي تشارلز الثالث عام 1911، لتتويجها كملكة قرينة.
وستجري إعادة تعديل التاج بإضافة أحجار الماس من بروش كولينان الثالث والرابع والخامس تكريماً للملكة إليزابيث الثانية، التي كانت تضعها في مجموعتها الشخصية وغالباً ما كانت ترتديها كدبابيس.
وستتم إزالة أربعة من أقواس التاج الثمانية القابلة للفصل لإضفاء مظهر مختلف عن مظهر عام 1911.
وأكد قصر باكنغهام أن تغييرات وإضافات طفيفة سيتم إجراؤها بواسطة شركات مجوهرات التاج، تماشياً مع التقليد القديم المتمثل في أن إدخال المجوهرات "فريد من نوعه لهذه المناسبة" ، و"يعكس الأسلوب الفردي للملكة".
وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إعادة استخدام تاج الملكة القرين منذ القرن الثامن عشر عندما ارتدت الملكة كارولين - قرينة جورج الثاني - تاج الملكة ماري.
وفي الوقت نفسه، أعيد عرض تاج سانت إدوارد، الذي سيتم استخدامه لتتويج الملك، ليعرض أمام الجمهور في برج لندن بعد أعمال التعديل.
وستقام مراسم التتويج في كنيسة وستمنستر آبي في 6 مايو/ أيار.
وكان متحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند قد أعلن أنه في حال اختارت الملكة كاميلا ارتداء ماسة كوهينور، فسوف "تعيد إلى الأذهان" ذكريات أيام الإمبراطورية البريطانية في الهند ".
وأصرت المصادر الملكية في ذلك الوقت على أن الملك وفريقه كانوا "مدركين تمامًا" مراعاة الحساسيات الحالية وأرادوا أن يعكس التتويج العصر الحديث ، فضلاً عن التقاليد.
وتعد ماسة كولينان أكبر ماسة مقطوعة على الإطلاق، تم استخراجها في جنوب أفريقيا عام 1905 وتم تقديمها للملك إدوارد السابع كبادرة صداقة وولاء.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2018، ارتدت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية "ماسات كولينان" في مأدبة رسمية في قصر باكنغهام خلال زيارة للملك ويليم ألكسندر وملكة هولندا ماكسيما.
وكان الاختيار بمثابة إشارة إلى حقيقة أن الماس قد تم قطعه في أمستردام.
بيد أنه في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي طُلب من الملكة عدم ارتداء الماس خلال "زيارة دولة" قام بها سيريل رامافوزا ، رئيس جنوب أفريقيا، وسط دعوات لإعادته إلى الأمة.
ودفعت وفاة الملكة إليزابيث الثانية إلى تقديم عريضة عبر الإنترنت في جنوب أفريقيا اجتذبت ما يقرب من 8000 توقيع تطالب بإعادة الماس ووضعه في متحف بجنوب أفريقيا.