أخطر من ثاني أكسيد الكربون 80 مرة.. هل يمكن تنقية الغلاف الجوي منه؟
يُشير العلماء إلى أنّ الميثان أولى بالتخلص منه، لكن هل يمكننا تخليص كوكبنا من نسبته الزائدة حقًا؟
يُوصف غاز الميثان، على أنه أخطر من ثاني أكسيد الكربون 80 مرة؛ إذ يساهم في رفع درجات الحرارة بمعدل أعلى من ثاني أكسيد الكربون، ويظهر تأثيره بسرعة، ما جعل الباحثون والعلماء يدعون إلى إزالته من الغلاف الجوي بأقرب وقت ممكن ووضعه أولوية في أجندة مؤتمرات الأطراف، وأخيرًا تصدر الميثان المشهد، ووضع على طاولة المفاوضات في أثناء مؤتمر الأطراف السادس والعشرين (COP26)، الذي أُقيم في غلاسكو بالمملكة المتحدة (UK) في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2021.
انتهت المفاوضات إلى ظهور «التعهد العالمي للميثان»، إذ تعهد العديد من دول الأطراف المسؤولة عن نسبة كبيرة من انبعاثات غاز الميثان المرتبطة بالنشاط البشري، بالعمل معًا من أجل هدف خفض هذه الانبعاثات بنسبة 30% من مستويات الانبعاثات لعام 2020 بحلول عام 2030، ما يساعدهم في إزالة ما يزيد عن 0.2 درجة مئوية من درجات الاحترار العالمي.
هل إزالة الميثان مهمة إلى هذا الحد؟
أشارت دراسة منشورة في دورية «ذا رويال سوسايتي» (The Royal Society) في 27 سبتمبر / أيلول للعام 2021، إلى أنّ إزالة الميثان من الغلاف الجوي، من شأنه خفض متوسط درجات الحرارة بسرعة أكبر من إزالة غاز ثاني أكسيد الكربون، وتنقية الهواء عبر خفض نسبة غاز الأوزون (O3)، علمًا بأنّ غاز الميثان يساهم في زيادة تركيز غاز الأوزون المرتبط بتلوث الهواء ورفع معدلات الوفيات المبكرة. وهذا يعني أنّ إزالة غاز الميثان، ستُساهم في تنقية الهواء وخفض حالات الوفاة المبكرة، وخفض الاحترار العالمي.
هل يمكننا إزالته؟
بعد مؤتمر غلاسكو بوقت قصير جدًا، ظهرت دراسة، أجرتها مجموعة من العلماء من معهد «معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا» (MIT)، وأوضحوا فيها أنّ هناك نوعا من الطين يُسمى «طين الزيزليت» (Zeolites)، يمكنه امتصاص غاز الميثان بكفاءة من الغلاف الجوي، بعد معالجته بكميات معينة من عنصر النحاس، ويتميز طين الزيزليت بأنه غير مكلف، ونُشرت الدراسة في دورية «آي سي إس إنفيرومنت آي يو» (ACS Environment AU) في ديسمبر/كانون الأول للعام 2021.
وتأتينا مجموعة من الباحثين بحل آخر لالتقاط الميثان من الغلاف الجوي، وذلك عبر استخدام كائن دقيق، وهي «البكتيريا الهوائية الميثانية» (Methanotrophic Bacteria)، التي يمكنها إنتاج إنزيم «الميثان أحادي الأكسجين» (pMMO)، يستطيع هذا الإنزيم كسر الروابط القوية لجزيئات الميثان، ما يساعد في تقليل كمية الغاز في الغلاف الجوي. لكن ما زالت فكرة هذا التفاعل المعقد بين الإنزيم وغاز الميثان، غير واضحة بعد. ما يجعلنا عاجزين عن إدخالها في نطاق التطبيق لحين اتضاح الصورة كاملة، ونُشرت الدراسة في دورية «ساينس» (Science) في مارس/آذار 2022.
إنّ إزالة غاز الميثان من الغلاف الجوي، واحد من أبرز التحديات، وبمجرد الوصول إلى طريقة فعّالة وغير مكلفة وواضحة لإزالته، يستطيع كوكبنا تنفس الصعداء، والتخلص من جزء ملموس من عبء الاحترار العالمي.
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA== جزيرة ام اند امز