هل يمكنك إيجاد حرف «T» في هذه الصورة؟

أظهرت دراسة جديدة من جامعة جونز هوبكينز أن إتقان فن التجاهل يمكن أن يكون مفيدًا للغاية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالبحث البصري.

من المعروف أن توفر دلائل ومعلومات حول ما تبحث عنه يمكن أن يجعل مهمة العثور على شيء ما أسهل بكثير. لكن فريقًا من علماء النفس أرادوا إثبات أن الإرشادات حول ما لا يجب البحث عنه يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في المهام البصرية المعقدة.

فائدة التجاهل في البحث البصري

في تجربتين مختلفتين، طُلب من المشاركين العثور على أحرف معينة على شاشة الكمبيوتر. كان عليهم البحث عن حرف "B" أو "F" بين مجموعة من الأحرف بألوان متنوعة. في بعض الأحيان، تم إخبار المشاركين أن الحرف "B" أو "F" لن يكون بلون معين، بينما في أوقات أخرى لم يحصلوا على مثل هذه الإرشادات.

أظهرت النتائج أن المشاركين الذين لم يتلقوا دلائل حول الألوان أداؤهم كان أقل كفاءة مقارنة بمن تم تزويدهم بإشارة. وبعد حوالي 100 جولة من هذه اللعبة، أصبح المشاركون قادرين على العثور على الحرف بشكل أسرع عندما تم تزويدهم بتلميح واحد، وهو تجاهل لون معين طوال التجربة. مع تقدمهم في التجربة، تحسن أداؤهم بشكل ملحوظ.

تجاهل المحفزات المشتتة

قد تبدو هذه التجربة بديهية بعض الشيء، لكن البحث يشير إلى أن الدماغ يمتلك القدرة على قمع بعض المحفزات بنشاط. كما أظهرت الدراسة أن لدينا القدرة على تعديل هذه القدرة وتحسينها.

وأوضح هوارد إيجث، أستاذ العلوم النفسية والعقلية في جامعة جونز هوبكينز، في بيان صحفي: "عادة ما يُعتبر الانتباه شيئًا يعزز معالجة الأشياء الهامة في العالم. لكن هذه الدراسة، جنبًا إلى جنب مع أعمال بحثية حديثة قمنا فيها بقياس نشاط الدماغ أثناء استجابة المشاركين للمحفزات وسط مجموعة من المحفزات المتنافسة، تسلط الضوء على أهمية القمع النشط لتلك المحفزات المتنافسة. وهذا ما أسميه الجانب المظلم من الانتباه".

تطبيقات المستقبل

يأمل الباحثون أن يتم استخدام المعرفة المكتسبة من هذه الدراسة في برامج تدريبية في المستقبل لوظائف تتطلب البحث البصري مثل فحص الأشعة السينية في المطارات أو عمل الأطباء في مجال الأشعة.

وقال كوربين أ. كانينغهام، الطالب في مرحلة الدراسات العليا في مختبر الانتباه والإدراك في كلية كريجر للفنون والعلوم: "الأفراد الذين يتقنون تجاهل المعلومات المشتتة يحسنون من أدائهم في البحث البصري، وهي مهارة حاسمة للمتخصصين في البحث مثل أطباء الأشعة وفاحصي الأمتعة في المطارات."