"البمبلوني".. أشهر الحلويات بمدينة سيدي بوسعيد التونسية
سيدي بوسعيد تلك المدينة التونسية الساحرة الواقعة في منحدر جبلي مطل على البحر يأتيها السياح والزوار لتأمل جمالها الأخاذ.
تشتهر سيدي بوسعيد بلونيها الأبيض والأزرق ما يميزها عن غيرها من المدن، حيث لا مكان لغير هذين اللونين في الجدران والأبواب والشبابيك المزخرفة.
ويعود تأسيس سيدي بوسعيد لزمن الفينيقيين الذين أسّسوا مدينة قرطاج، وقد استعمل هذا الجبل لمراقبة وتحصين قرطاج.
وتنسب المدينة إلى ولي صالح هو أبوسعيد الباجي، عاش في فترة معاصرة للشيخ أبي الحسن الشاذلي مؤسس الطريقة الشاذلية الصوفية، وهو مدفون في تونس بضاحية سيدي بوسعيد المسماة باسمه.
ولا يمكن لأي زائر أن يغادرها دون أن يستمتع بالمذاق الشهي لأشهر حلوياتها وهي "البمبلوني" صحبة كأس شاي بالصنوبر الحلبي.
و"البمبلوني" هي عبارة عن عجينة مخمّرة مقليّة بالزيت مغطّاة بالسكر أو العسل، وتنتمي إلى التراث اللامادي الذي يميز مدينة سيدي بوسعيد.
والتقت "العين الإخبارية" صاحب أقدم محل حلويات متخصص في صنع "البمبلوني" والأشهر في المدينة، كمال المنصوري عن حرفته التي ورثها عن أجداده.
وقال المنصوري إن هذا المحل تأسس في الثلاثينيات من القرن الماضي، وورث صناعة البمبلوني من أجداده، مضيفاً أنه لا يمكن لأي زائر أو سائح أن يأتي لسيدي بوسعيد دون أن يمر على دكانه لاقتناء ألذ فطيرة بمبلوني.
وأوضح أن هذا المحل فتح سنة 1926 وكان جده يطهو الفطيرة في أعلى التلة ويبيعها في الأسفل قرب الميناء، لأنه في السابق لم تكن مدينة سيدي بوسعيد قبلة للسياح والزوار، لكن سنة 1932 أصبحت الحركة في المدينة منتعشة وأصبح العمل في أعلى التلة داخل المحل.
واعتبر المنصوري أن صنع البمبلوني هو صناعة تقليدية ويندرج ضمن التراث اللامادي التونسي، قائلاً: "تعلمت هذه الحرفة منذ أن كان عمري 17 سنة ولم أتعلمها سريعاً، وإنما استمر والدي في تعليمي إياها لمدة تفوق السنتين لأن الإتقان مسألة صعبة، ولابد من تواصل واستمرارية اللذة ذاتها للبمبلوني كي لا تفقد محبيها".