مقتدى الصدر «خطف» الأزرق، ليكون لوناً لقبعات مريديه، لأن أصحاب القبعات الزرقاء صفة تطلق على الجنود الذين يُشاركون في عمليات حفظ السلام.
للقبعات ألوان، لا نتحدث عن قبعات الأفراد التي يختارونها حسب أذواقهم، وإنما نتحدث عن ألوان القبعات عندما تصبح رمزاً لمن يرتدونها كمجموعات أو فرق. ويلفت النظر أن الألوان الرئيسية التي نعرفها تكاد تتوزع جميعها على مثل هذه الفرق أو الميليشيات أو حتى الجماعات الدينية، وهذا ما سنعرض لبعضه بإيجاز.
في البدء حاول الصدر أن يلعب لعبة شعبوية بتجيير الحراك الشعبي المناهض لمنظومة الحكم التي هو أحد أركانها لحساب تياره، ولما أخفق في ذلك نظراً لرفض المتظاهرين لأنصاره، دفع بهم، بعد أن ألبسهم القبعات الزرق، ليصبحوا طرفاً في القمع الدموي للمحتجين.
يقال إن أحد مصلحي ومجددي الديانة البوذية بين القرنين الرابع عشر والخامس عشر طلب من تلاميذه الرهبان أن يرتدوا قبَّعات صفراً، لتمييز أنفسهم كدعاة لاسترجاع المجال الأخلاقي إلى الأديرة في التبت. ويقال أيضاً إن أصحاب القبعات الحُمر في التقاليد البوذية الأخرى يتبعون عادةَ ارتداء المعلِّمين المتمرِّسين في أديرة بالهند قبعات حُمّر.
مرتدو القبعات السود هم في الأساس حراس ملوك بريطانيا، وكانت قبعاتهم تصنع من فرو الدببة السوداء، وأصبحت تصنع من الفرو الصناعي بعد حظر صيد الدببة، وتعرف هذه القبعات بوزنها الثقيل الذي يشكل خطورة على حياة الحراس.
أما مرتدو القبعات الخضر، فهم أحد أقسام القوات الخاصة في الجيش الأمريكي، وهي قوات متخصصة في التفجيرات وحرب العصابات، واستخدمت لتدريب القوات البوليفية التي قتلت الثائر الأرجنتيني تشي جيفارا.
لفتت مجريات الحرب في سوريا إلى من عرفوا بأصحاب القبعات البيض، الذين عملوا في المناطق التي كانت تحت سيطرة المعارضة السورية، ويتهمهم النظام بالعمالة للخارج، خاصة بعد تهريب بعضهم عبر الجولان المحتلة، لتأمين هجرتهم إلى بلدان غربية.
يمكن القول: إن مقتدى الصدر زعيم إحدى الميليشيات العراقية المسلحة «خطف» الأزرق، ليكون لوناً لقبعات مريديه، لأن أصحاب القبعات الزرقاء صفة تطلق على الجنود الذين يُشاركون في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، نسبة للقبعات التي يرتدونها خلال مُزاولة عملهم.
وشتان بين هؤلاء وبين أصحاب القبعات الزرقاء الصدريين. في البدء حاول الصدر أن يلعب لعبة شعبوية بتجيير الحراك الشعبي المناهض لمنظومة الحكم التي هو أحد أركانها لحساب تياره، ولما أخفق في ذلك نظراً لرفض المتظاهرين لأنصاره، دفع بهم، بعد أن ألبسهم القبعات الزرق، ليصبحوا طرفاً في القمع الدموي للمحتجين.
يحكى أن أحد الملوك ساءه ارتفاع تكاليف إدارة أحد السجون، فقرر إفراغه بقتل بعض السجناء، وإطلاق سراح الآخرين، فأمر بإلباس كل منهم قبعة سوداء أو بيضاء، بحيث لا يرى السجين لون قبعته، ومن يوفق في الإجابة عن هذا اللون عند سؤاله سينجو، ومن يخفق سيعدم.
بالنسبة للصدر كان الأمر أهون. ألبس أنصاره المدججين بالسلاح القبعات الزرقاء وأوكل إليهم المهمة.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة