مقتل 12 عراقيا في اقتحام "القبعات الزرقاء" لاعتصام بالنجف
مليشيات القبعات الزرقاء تهاجم ساحة الاعتصام وسط النجف مطلقة الرصاص الحي على المتظاهرين
كشف مصدر في المديرية العامة لصحة محافظة النجف عن مقتل أكثر من 12 متظاهرا وإصابة أكثر من ٢٠٠ آخرين، إثر اقتحام ساحات الاعتصام من قبل مليشيات القبعات الزرقاء التابعة للتيار الصدري والحشد الشعبي الإيراني مساء الأربعاء.
وهاجمت مليشيات القبعات الزرقاء التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر ساحة الاعتصام، وسط النجف، مطلقة الرصاص الحي على المتظاهرين.
وقال الناشط حسن الياسري لـ"العين الإخبارية": "استخدمت مليشيات القبعات الزرقاء والمليشيات الأخرى المنضوية تحت جناحها قاذفات RBG ورشاشات BKC والقنابل اليدوية في الهجوم على ساحة الصدرين وسط النجف التي تحتضن المحتجين السلميين بشكل مفاجئ، وفي الوقت ذاته استهدفت قناصة تابعة لمليشيات عصائب أهل الحق وكتائب حزب العراق المتظاهرين".
وأشار الياسري إلى أن الجرافات والسيارات المدرعة التابعة للقوات الأمنية العراقية الخاضعة لسيطرة المليشيات اجتاحت الساحة وجرفت الخيم، فيما بدأ مسلحو المليشيات بحرق ما تبقى من الخيم.
في غضون ذلك، ازدحمت مستشفيات النجف بالقتلى والجرحى من المتظاهرين. وكشف مسؤول في صحة النجف لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن نفسه: "استقبلت مستشفيات النجف الليلة أكثر من ١٢ قتيلا من المتظاهرين الذين قتلوا إثر إصابتهم بالرصاص الحي وشظايا القنابل، فيما بلغت أعداد الجرحى أكثر من ٢٠٠ جريح"، مشيرا إلى أن مليشيا القبعات الزرقاء اقتحمت المستشفيات واعتقلت كثيرا من الجرحى وساقتهم إلى مكان مجهول.
وشهدت النجف عقب اقتحام ساحة الاعتصام انتشارا مكثفا لمليشيات الحشد الشعبي والقبعات الزرقاء، وذكرت مصادر أمنية مطلعة لـ"العين الإخبارية" أن "المليشيات طاردت المتظاهرين والناشطين في أحياء المدينة وأزقتها واعتقلت المئات منهم ونقلتهم إلى سجن قيادة شرطة البصرة والسجون الواقعة داخل مقرات الحشد المنتشرة في المحافظة".
وأشارت مصادر إلى أن أنصار الصدر يتبعون مليشيا القبعات الزرقاء التي يؤكد خبراء ومسؤولون عراقيون أنها سلاح النظام الإيراني لقمع المتظاهرين.
وكشف مسؤول في الاستخبارات العراقية أن القبعات الزرقاء التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بدأت تحتضن كل مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران في العراق، لقمع المتظاهرين.
وقال المسؤول في تصريحات لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه، إن "القبعات الزرقاء لم تعد تشمل سرايا السلام وحدها، بل بدأت تضم مليشيات عصائب أهل الحق وكتائب كل من حزب الله العراقي وسيد الشهداء وبدر والإمام علي وسرايا الخراساني والنجباء".
وتابع: "يعدّ هذا الدمج جزءا من الاتفاقية التي وقعها مقتدى الصدر مع زعيم مليشيات الحشد الشعبي هادي العامري وقادة المليشيات الأخرى في مدينة قم الإيرانية الشهر الماضي، بإشراف من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي ومليشيا حزب الله اللبنانية".
ورغم تعهد رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي بحماية المتظاهرين ومنع استخدام العنف ضدهم، فإنه منذ تكليفه، السبت الماضي، هاجمت المليشيا ساحات الاعتصام وطردت المتظاهرين منها واستولت على منصاتها.