خبراء عراقيون: "القبعات الزرقاء" سلاح إيران لقمع المتظاهرين
القبعات الزرقاء التابعة لزعيم التيار الصدري بدأت تحتضن كل مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران في العراق بهدف التحرك لإنهاء الاعتصامات
قال خبراء ومسؤولون عراقيون إن مليشيا القبعات الزرقاء تعد سلاحا للنظام الإيراني لقمع المتظاهرين الذي يطالبون بإنهاء نفوذ طهران من البلاد وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية.
- محللون: العراق أمام سيناريوهات ثلاثة بعد تكليف علاوي بتشكيل الحكومة
- تصاعد الاحتجاجات بالعراق ضد "تكليف علاوي"
وأكدوا في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه المليشيا تعمل بأوامر من النظام الإيراني لإنهاء الاعتصامات التي تشهدها معظم المحافظات والمدن العراقية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وكشف مسؤول في الاستخبارات العراقية أن القبعات الزرقاء التابعة لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بدأت تحتضن كل مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران في العراق، لقمع المتظاهرين.
وقال المسؤول في تصريحات لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم ذكر اسمه إن "القبعات الزرقاء لم تعد تشمل سرايا السلام لوحدها بل بدأت تضم مليشيات عصائب أهل الحق وكتائب كل من حزب الله العراقي وسيد الشهداء وبدر والإمام علي وسرايا الخراساني والنجباء".
وتابع: "يعتبر هذا الدمج جزءا من الاتفاقية التي وقعها مقتدى الصدر مع زعيم مليشيات الحشد الشعبي هادي العامري وقادة المليشيات الأخرى في مدينة قم الإيرانية الشهر الماضي، بإشراف من فيلق القدس جناح الحرس الثوري الإيراني الخارجي ومليشيا حزب الله اللبنانية".
وأضاف أن فيلق القدس حدد اسم المقاومة الدولية لهذا الاندماج العسكري للمليشيات، وعين الصدر قائدا لها مقابل أن يتولى العامري قيادة مليشيات الحشد الشعبي والنفوذ الإيراني داخل العراق.
وأكد المسؤول أن "الخطوة الأولى لمليشيا القبعات الزرقاء بدأت بأوامر من إيران وتتمثل في إنهاء المظاهرات في العراق فورا"، لافتا إلى أن عملية تكليف علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة هي الأخرى جزء من اتفاق قم.
والثلاثاء، شهدت بغداد ومدن جنوب العراق حملة هجمات واسعة شنتها مليشيا القبعات الزرقاء على المتظاهرين في ساحات الاعتصام أسفرت عن إصابة المئات بجروح.
ورفع المتظاهرون شعارات مناهضة للمليشيات وللنفوذ الإيراني وأكدوا رفضهم لرئيس الوزراء المكلف وطالبوه بالاستقالة فورا.
واستخدم عناصر "القبعات الزرقاء" الرصاص الحي والهراوات والعصي والسكاكين في قمع المتظاهرين، واستولت على أجهزة الجوال التي كانت بحوزتهم لمنع توثيق الهجمات والعنف المفرط المستخدم ضد المحتجين.
ورغم تعهد رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي بحماية المتظاهرين ومنع استخدام العنف ضدهم فإنه منذ تكليفه، السبت الماضي، هاجمت المليشيا ساحات الاعتصام وطردت المتظاهرين منها واستولت على منصاتها.
وانتشر عناصر مليشيا القبعات الزرقاء أمام غالبية المدارس والمعاهد والجامعات في بغداد ومدن الجنوب، وأجبرت مديري المدارس على فتح أبوابها وكسر الإضراب الذي شمل غالبية مدارس الجنوب وقسما كبيرا من مدارس بغداد.
وقال فاتح حسين المدرس في إحدى مدارس بغداد في حديث لـ"العين الإخبارية": "تفاجأنا بوجود مجموعة من القبعات الزرقاء أمام مدرستنا، رغم أننا لم نضرب عن الدوام منذ اندلاع المظاهرات سوى عدة أيام".
وأضاف: "مسؤول المجموعة دخل غرفة المدير وطلب أسماء المدرسين وكم عدد الحضور والغياب وهدد بصوت عالٍ أن من يضرب عن الدوام فسيعاقب بالقتل"، مشيرا إلى أن المجموعة ظلت حتى نهاية الدوام أمام المدرسة.
وتزامنا مع استمرار عمليات قمع المظاهرات من قبل عناصر القبعات الزرقاء، حذرت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين المليشيات في بيان من أن "أي تمادٍ في مواصلة الاعتداء على الثوار بهذه الوسائل الوحشية سيضطر الشباب المنتفض إلى ممارسة حقه الشرعي في الدفاع عن النفس بحمل الهراوات والعصي وخراطيم المياه للحفاظ على سلامتهم ودرء الاعتداءات الوحشية إزاءهم".
من جهتها، اعتبرت المختصة في الشأن العراقي، شذى العبيدي، هجمات القبعات الزرقاء محاولة إيرانية جديدة لجر المتظاهرين نحو المواجهات المسلحة للقضاء على الثورة في العراق.
وقالت العبيدي في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "سلمية المظاهرات خلال الأشهر الماضية تمكنت من تدمير كل المحاولات الإيرانية لإنهاء هذه الثورة التي تطالب بتحرير العراق من النفوذ الإيراني".
وأضافت أن طهران لم تتوقف منذ اندلاع المظاهرات عن التخطيط لتحويلها إلى حرب أهلية في العراق من خلال زرع التفرقة بين المتظاهرين وإشغالهم بالاقتتال الداخلي كي تتمكن هي من تنفيذ مشاريعها في البلاد واتخاذ العراق وأوضاعه ورقة ضغط ضد المجتمع الدولي لتخفيف العقوبات والضغوطات الدولية عنها والحفاظ على نظام الولي الفقيه من السقوط".
وفي السياق ذاته، كشفت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية" عن بدء رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي محاولاته لاستمالة عدد من الناشطين الرئيسيين في المظاهرات من خلال منحهم مناصب مهمة في حكومته من ضمنها مناصب وزراء ووكلاء وزراء ومديرين عامين ومستشارين، وعرض رواتب مغرية وامتيازات عدة عليهم مقابل تركهم المظاهرات ومطالبة المتظاهرين بإخلاء ساحات الاعتصام لتمزيق الحراك الشعبي وإنهائه.
aXA6IDE4LjIyNC43MC4xMSA= جزيرة ام اند امز