البصمة الكربونية للعلوم.. كيف يمكن للبحوث الصحية خفض الانبعاثات؟
خلص تقرير لمؤسسة ويلكوم، إلى أن تنفيذ سلسلة من الممارسات المستدامة في البحوث الصحية يمكن أن تساعد في تقليل البصمة الكربونية.
وتشكل أزمة المناخ تهديدا متزايدا لصحة الإنسان، ومع ذلك فإن البحوث الصحية نفسها تساهم في الأزمة من خلال استهلاكها للطاقة وإنتاج النفايات.
وتوصلت دراسة أجريت عام 2011 إلى أن تجربة سريرية واحدة يمكن أن تنتج نحو 180 طنا من ثاني أكسيد الكربون في عام واحد، وهو ما يعادل ما ينتجه 35 مقيما في المملكة المتحدة سنويا.
ويعتبر التخزين البارد في المختبرات من أكبر مستهلكات الطاقة في هذا المجال، وتتطلب العديد من دراسات علوم الحياة حفظ المواد في الثلاجات والمجمدات لفترات زمنية طويلة، كما تمثل النفايات البلاستيكية أيضا مشكلة، حيث أنتجت الأبحاث المعملية ما يقدر بنحو 5.5 مليون طن على مستوى العالم في عام 2015، وهو ما يمثل حوالي 2% من إجمالي النفايات البلاستيكية.
واستعرض تقرير ويلكوم، الذي نُشر في الثاني من أغسطس/آب، الجهود الحالية التي يبذلها الباحثون في مجال الصحة حول العالم للحد من استخدام الطاقة والنفايات، وحدد 146 مبادرة للاستدامة، وصنفها إلى 8 أنواع، بما في ذلك شبكات الموظفين، والحملات، وأدوات القياس، وبرامج الشهادات.
ومن الأمثلة على ذلك "أرض المستقبل"، وهي شبكة عالمية من العلماء تعمل على تعزيز جهود الاستدامة من خلال مبادراتها الخاصة وكذلك من خلال العمل مع الممولين ورفع مستوى الوعي في مجتمع البحث، وهناك برنامج آخر هو إطار تقييم كفاءة المختبرات (LEAF)، وهو برنامج يمنح المختبرات المشاركة شهادة ذهبية أو فضية أو برونزية اعتمادا على مستوى استدامتها، وعلى مدى فترة تجريبية مدتها سنتان في 23 موقعا بحثيا في المملكة المتحدة وأيرلندا، نجح البرنامج في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 648 طنا، وقد امتد نطاق البرنامج الآن إلى 85 مؤسسة في 16 دولة.
مخاوف متزايدة
وتقول أليسون هانتر، مستشارة موارد كفاءة المختبرات بكلية إمبريال كوليدج لندن في تقرير نشره 21 أغسطس / آب الموقع الإلكتروني لدورية "نيتشر"، إن الباحثين أصبحوا مهتمين بشكل متزايد بالاستدامة.
ووجد تقرير ويلكوم أن معظم مبادرات الاستدامة يقودها علماء أفراد متحمسون لهذه القضية. وكانت جميع المبادرات المحددة طوعية، ولكن حتى عندما يكون الأفراد على استعداد للاستثمار في ممارسات العمل المستدامة، تظل هناك حاجة إلى التنسيق والموارد، كما تقول هانتر.
وتشير إلى أنه "على سبيل المثال، لا يوجد في أوروبا، نظام موحد لتحديد أي مجمدات المختبرات هي الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، لذلك من الصعب على العلماء معرفة كمية الكهرباء التي قد يستخدمونها وكيفية تقليلها، دون وضع الوقت لقياس استخدامهم للطاقة بالضبط، حيث إن تحديد مقدار الطاقة التي تستخدمها كل قطعة من معدات المختبر سيستغرق وقتا".
ويدعو التقرير مؤسسات مثل الجامعات وناشري الأبحاث والممولين إلى تقديم دعم أفضل لمبادرات الاستدامة.
وتقول تاليا كابلان، مديرة الأبحاث في شركة ويلكوم في لندن إن "التقرير سوف يوجه سياسة الاستدامة البيئية الخاصة بشركة ويلكوم لحاملي المنح، والتي من المتوقع أن يتم نشرها بحلول نهاية العام".
وتضيف إنه " تحدٍ معقد، وليس سهلاً، ونأمل أن يكون تقرير ويلكوم بمثابة نقطة انطلاق يمكن من خلالها إنشاء قاعدة أدلة أكبر من الأدوات والممارسات للمساعدة في الانتقال نحو أبحاث أكثر خضرة".