رسامة الكاريكاتير آمنة الحمادي لـ"العين الإخبارية": الهموم العربية مصدر أفكاري
رسامة الكاريكاتير الإماراتية آمنة الحمادي تؤكد أن الكاريكاتير يعد فنا هادفا وعميقا ويحمل رسالة مجتمعية تعكس الحياة اليومية وهموم الساعة
قالت رسامة الكاريكاتير الإماراتية آمنة الحمادي، إن فن الكاريكاتير خضع في السابق لسيطرة الرجال بسبب حاجة هذا الفن إلى أسلوب معين في الطرح وجرأة في الأفكار، مشيرة إلى أن ارتفاع الوعي في المجتمعات أدى إلى دخول المرأة لهذا المجال بعد أن تمكنت من أدواته.
وأشارت، في حوارها مع "العين الإخبارية" على هامش معرضها المقام بالقاهرة حاليا، إلى أن تبني الإمارات لدعاوى تمكين المرأة ساعدها على تأكيد حضورها على صعيد عربي كأول امرأة خليجية تمارس هذا الفن، حيث نشرت أعمالها في مجلة "ماجد" التي تحظى بتقدير القراء على مدى سنوات.. وإلى نص الحوار:
حدثينا عن البدايات الأولى ومن شجعك على اختيار هذا المجال؟
بداية شغفي برسم الكرتون تعود لسنوات وأنا طفلة، ولم أكن لأقدمه بشكل جمالي فقط، بل كانت لي عين ناقدة تلتقط الأشياء السلبية ومن ثم أعبر عنها بوجهة نظر كاريكاتيرية، واتضح هذا بشكل صريح في الجامعة في أول معرض لي وتناولت القضايا السلبية في الجامعة وعندما رآها المسؤولون علت ضحكاتهم وتقبلوها بشكل ممتاز وأسهمت بحل بعض المشكلات, ومن هنا شعرت بعشقي لهذا المجال، وشعرت بضرورة التعبير من خلال ريشتي وألواني، وتلقيت دعما كبيرا من الأهل وتشجيعا مستمرا وما زال، ولله الحمد وهم أول جمهوري.
متى بدأ اهتمامك برسم الكاريكاتير على صعيد احترافي؟
بدايتي مع الكاريكاتير في مرحلة الدراسة الثانوية وتبلور اتجاهي للكاريكاتير تحديدا في المرحلة الجامعية إلى جانب الدافع الذاتي وحبي للرسم عموما وللكاريكاتير خصوصا, لكونه فنا هادفا وعميقا ويحمل رسالة مجتمعية ويعكس الحياة اليومية وهموم الساعة.
ماذا عن معرضك الحالي "مع ماجد"؟
هو معرض كرتوني عن أمونة المزيونة باسم "مع ماجد" في مصر بدأ في 15 أبريل/نيسان، ومستمر إلى الإثنين 22 أبريل/نيسان الجاري، بصالة معهد مشروع التحرير لاونج جوته الألماني بالقاهرة، ومن خلاله يتم إلقاء الضوء على مجلة ماجد بحلتها الجديدة بالإضافة إلى الشخصيات والأبواب الجديدة.
هل عكست شخصية "أمونة المزيونة" ملامح من شخصيتك؟
أكيد, فعند البدء بتكوين ورسم شخصية "أمونة المزيونة" مع الأستاذ أحمد عمر كنت أعيش ذكرياتي، وأنا طفلة في عمر الـ7 سنوات.
بمن تأثرتِ من الرسامين؟
من ناحية الرسم التشكيلي، مررت بعدة مدارس وأعتمد حاليا على الأسلوب المفتوح، فالفكرة هي من تفرض ذاتها وأدواتها وأسلوب العمل بها, وهناك أسماء أقدرها جدا مثل الفنان عبدالقادر الريس الذي نقل فن الإمارات من المحلية للعالمية، أما من ناحية الكاريكاتير فأنا قد تأثرت بالفنانين ناجي العلي وحامد نجيب وحجازي رحمهم الله.
ما الرابط بين الكاريكاتير والصحافة؟
الفكرة هي الرابط ما بين الكاريكاتير والصحافة, بالإضافة إلى الهدف في توصيل رسالة للجمهور، ويعتبر الكاريكاتير مكملا مهما في الإعلام الصحفي. وفي الوسائط الاجتماعية حاليا.
ما أهمية صنع الرسام شخصية دائمة تلازم غالبية رسوماته؟
غالبا ما تكون الشخصية الدائمة سلاحا ذا حدين، فهي أحيانا تخدم الرسام بأن تميزه وتميز أعماله, خاصة إذا وفق باختياره للشخصية الملازمة له أما في الحد الآخر وهو الجانب السلبي فهي تقيده على المدى الطويل وتحد من أعماله.
ما رأيك في استخدام الكمبيوتر في إخراج الفكرة الكاريكاتيرية؟ هل تفقد الرسم الناحية الجمالية؟
استخدام الكمبيوتر له مميزاته من حيث سهولة التعديل والحفظ ويساعد على الانتشار، وإضافة الكثير في الأدوات الفنية والتقنيات الحديثة وسهولة النشر.
ما تقييمك لفن الكاريكاتير في الإمارات وماذا ينقصه؟
الكاريكاتير في الإمارات له مكانته وهو مقبول ومؤثر وفي ازدهار، ونتمنى أن يزداد عدد الفنانين ويتكون جيل مهتم ويعرف مفردات هذا الفن وأبعاده.
تقولين إنك من أكبر مؤيدي وجود قناة لمجلة ماجد لتخاطب الطفل العربي.. هل ترين أنها ستحقق أهدافها في ظل هذا الانفتاح والتطور التكنولوجي حاليا؟
الإمارات أثبتت كفاءتها بكل ما تقوم به من مشاريع فشل بها الآخرون أو صادفهم نجاح محدود، وأنا من أكبر المؤيدين والمشجعين لوجود قناة ماجد, وهي حلم طفولتي الذي تحقق وأشكر القائمين عليه وكل من عمل ويعمل لأجل إخراج هذه الهدية للعالم، وأنا طالما ناديت بضرورة بوجود قناة عربية ذات نهج سليم لتخاطب الطفل العربي لتحميه من الأفكار التي تخالف عاداتنا وتقاليدنا ومبادئنا وقناعاتنا، وهنا يبرز دور القيادة الحكيمة في أبوظبي لانتباهها لهذه المشكلة ولمسؤوليتها في حماية الأجيال، فما كان منها إلا أن تقدمت بشجاعة بدافع حبها للطفل الإماراتي والعربي على حد سواء وانطلاقا من مدرسة زايد ونهجه.
معظم رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي رجال.. ما السبب من وجهة نظرك؟
بسبب حاجة هذا الفن إلى أسلوب معين في الطرح وجرأة في الأفكار، وللخشية من الردود العنيفة والهجوم القاسي على الرسامين عبر مَنْ يخالف المطروح، ولكن أدى ارتفاع الوعي في المجتمعات إلى دخول المرأة لهذا المجال، وبعد أن تمكنت من أدواتها لم يعد هذا الفن حاليا مقصوراً على الرجل، وفي دولة الإمارات دخلت المرأة شتى ميادين العمل بفضل نهج "زايد"، وقيادتنا الحكيمة.
كيف تختارين موضوعاتك؟
من الهموم العربية والمشاكل الاجتماعية، وأحاول أن أسهم إيجابيا بها, كما أستمد أفكاري أيضا من خلال البيئة المحيطة التي أعيش على أرضها ومن الناس ومن مشكلة أقتنع بها أو قضية تستثيرني لرسمها.
هل تختلف وظيفة فن الكاريكاتير عن الفنون الأخرى؟
لا أعتقد؛ لأن كل الفنون تحمل رسالة، ولكن يبقى الكاريكاتير أقوى بسبب سرعة انتشاره وتقبله من الجمهور، كما أنه يقرأ من الجميع.
هل ينقل الكاريكاتير التفاصيل بمصداقية أم أنه يبالغ؟
هو فن مبالغة في الأسلوب ليؤدي إلى لفت الانتباه, وبدرجة عالية من المصداقية في الطرح.
ما أبرز المشاكل التي يواجهها رسام الكاريكاتير؟
الاختلاف في الرأي وعدم تقبل من يوجه له الكاريكاتير، وفي بعض دول العالم تقل مساحة الحرية مع قلة الوعي بثقافة فن الكاريكاتير.
شاركتِ بالعديد من المعارض المحلية والدولية كيف أفادك ذلك فنيا؟
لا شك أن الالتقاء مع الفنانين يؤدي إلى تبادل المعرفة والخبرات وأيضا الاطلاع على الأساليب والمهارات المختلفة.
ما مساحة الحرية الفنية في أعمالك؟ وهل هناك عوائق تواجهك؟
لم أصادف أي معوقات أو عراقيل, والإمارات دولة حضارة وتمكن المرأة وتشجع الفن، وهو ما أسهم في إطلاق طاقاتي الإبداعية.
هل للمرأة دور في المشھد الكاریكاتیري الإماراتي؟
نعم، ونالت جوائز مهمة لدورها في التأثير الإيجابي من خلال فن الكاريكاتير.
aXA6IDM1LjE3MC44MS4zMyA= جزيرة ام اند امز