الدولة الكرتونية لم تستطع أن تبني شيئاً سوى أبراج تحاول فيها محاكاة أبوظبي ودبي وأنّى لها ذلك، هناك نمو في الاقتصاد لأن إنتاج الغاز يتم بطريقة مجنونة، ولكن لا توجد تنمية، وكفاهم فشلاً أننا لا نعرف عن منتجات هذه الحكومة شيئاً سوى "بفك قطر".
من أجمل ما أحفظ وأكثر ألماً تلك العبارة التي تقول: «كم هو مضحك أن الشخص الذي قمت بحمايته وتحمّلت رصاصة الموت عنه هو من كان يضغط على الزناد»، لا شيء أسوأ من الخيانة، وأسوأ ما في الخيانة نفسها أنها لا تأتيك من أعدائك حتى تجد لها عُذراً، ولكنها تأتيك ممن كنت تعتبره أخاً مقرباً وصديقاً مؤتمناً دون أن تشعر بقلب الذئب، الذي ينبض حقداً داخله عليك دون سبب، هنا لا بد أن نعي جيداً أنّ من غَدَر مرة سيغدر مراراً مستقبلاً!
لم أستغرب ولم يستغرب كل من يعرف عقلية الحكومة القطرية رفضها للمطالب الثلاثة عشر، التي تقدّمت بها الدول الأربع، فالكتاب يُعرَف من عنوانه، وقطر كان جوابها متنبأ به منذ قامت بتسريب قائمة المطالب لإحراج الوساطة الكويتية.
لذا كان متعقلاً بما فيه الكفاية رد وزراء خارجية السعودية والإمارات والبحرين ومصر في بيانهم المشترك، الذي أكد أن تعنت الحكومة القطرية ورفضها المطالب التي قدمتها الدول الأربع يعكس مدى ارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، واستمرارها في السعي لتخريب وتقويض الأمن والاستقرار في الخليج والمنطقة، وتعمُّد الإضرار بمصالح شعوب المنطقة، بما فيها الشعب القطري الشقيق.
الرفض القطري يعني ببساطة أن حكومة قطر لا تستطيع إطلاقاً أن تتعايش مع دول الخليج بسلام، ولا أن تحفظ لهم حق الجوار، هي تقولها بالفم «المليان» لا مسار لحكومتها دون تآمر وسعي حثيث لبث الفرقة وتخريب الأوطان المجاور منها والبعيد «شريطة أن يكون هذا الوطن عربياً»، تماماً كصنيع قدوتها، التي هرعت إليها وارتمت في أحضانها وأعني حكومة الملالي الإرهابية!
الأزمة ستكون كارثة في قادم الأيام وسنين عجافاً على حكومة الإرهاب والتآمر هذه، وحتى نضع النقاط على الحروف فإن الأزمة ليست لدول الخليج مهما حاول الإعلام القطري «المختطَف» تصويرها، فهي أزمة قطرية بحتة.
الدولة الكرتونية لم تستطع أن تبني شيئاً سوى أبراج تحاول فيها محاكاة أبوظبي ودبي وأنّى لها ذلك، هناك نمو في الاقتصاد لأن إنتاج الغاز يتم بطريقة مجنونة، ولكن لا توجد تنمية، وكفاهم فشلاً أننا لا نعرف عن منتجات هذه الحكومة شيئاً سوى "بفك قطر".
وهي مَن يعاني وسيعاني كثيراً مستقبلاً، أما دول الخليج فقد ارتاحت من أذى الجارة الصغيرة وشبكات الفتنة ومداخل الإرهاب التي تموّلها وتديرها، الجارة التي لا تستطيع أن تعيش في وسطها الإقليمي دون تآمر عليه.
واختارت مع كل الفرص والوساطات الصادقة أن تقف في صف معسكر إيران، لنعرف من دون أية مساحيق تجميل حقيقة الوجه القبيح لحكومة كان إعلامها ومرتزقتها يتبجّحون بكعبة المضيوم ودوحة الصمود حتى إذا استبان الأمر و«صكّت الحلقة البطان» وقفوا لجانب عدوة الخليج الكبرى ضد أشقائهم من دون حياء!
هذه الدولة «الكرتونية»، التي تحاول أن تُقنِع العالم أنها شيء كبير وأن وجود العالم من دونها لن يكون بذات القيمة بوجودها، حاولت أن تلعب دور جيمس بوند العميل السري الخارق، الذي يسبق الآخرين دوماً بخطوتين.
وقامت بتقديم وتسويق نفسها كمنفذ وحيد ووسيط مؤتمن بين اللاعبين الكبار في الساحة العالمية، وبين جماعات الإرهاب كالقاعدة والنصرة وداعش والماسونية العربية الممثلة في جماعة الإخوان ورموزهم المنعّمين في فنادق الدوحة وقصورها.
وجنّدت في سعيها للظهور بمظهر العقل «المتنبئ» بنوايا وخطط وقراءة أفكار وتهديدات تلك الجماعات الشيطانية المرتزقةَ من كتّاب الغرب، وأذلت بأموالها بعض مراكز التفكير الأجنبية أو الـ Think Tanks كمركز بروكينغز ليسير في ركاب هذا «التسويق» لجعل الدولة الكرتونية بعبعاً لا يمكن تجاهله!
هذه الدولة التي يعبث ساستها بأموال ومقدرات الشعب القطري وثروات الأجيال القادمة هي كرتونية فعلاً، هي حكومة لا تستطيع الصبر للبناء ولا تملك العقل للتدرّج ولا تقبل بالنمو السليم، فهي تريد كل شيء دفعة واحدة، في عقيدتها أن أقصر طريق للمجد يكون بالشراء، وأن الأموال تستطيع تركيع كل أحد، وجلب كل شيء وليس المونديال فقط.
لذا رأينا أسماء رياضيين من نيجيريا وتنزانيا وأمريكا الجنوبية وأوروبا والصين وغيرها من الدول يتم منحهم جنسية قطر، من أجل الحصول على ميداليات أولمبية أو تحقيق بطولة بأي شكل، وحدث الشيء ذاته في مجالات أخرى كالاقتصاد والمجالات العلمية، أما الإعلام فهو مستورد بالكامل مِن سَقَطِ متاع العواصم العربية والعاطلين على مقاهي الإجوارد رود في لندن!
الدولة الكرتونية لم تستطع أن تبني شيئاً سوى أبراج تحاول فيها محاكاة أبوظبي ودبي وأنّى لها ذلك، هناك نمو في الاقتصاد لأن إنتاج الغاز يتم بطريقة مجنونة، ولكن لا توجد تنمية، وكفاهم فشلاً أننا لا نعرف عن منتجات هذه الحكومة شيئاً سوى «بفك قطر».
ولم يُضيفوا للاقتصاد العالمي سوى كافيتيريا «كرك وجباتي» في شارع النايتس بريدج، فلا صناعات ولا منتجات يشار إليها بالبنان ولا مشاريع حضارية رائدة، وإنما سعي محموم لجلب القشور والأكسسوارات اللامعة دن تأصيل وأسس ثابتة، دولة كرتونية بشكل غير مسبوق!
عندما تتبجّح صحف الحكومة القطرية بالصمود وأنها لا تركع ولا أحد يملك الحق في المساس بسيادتها لا نجدها تجرؤ على التعليق على خصم 35% من المخصصات المالية للعسكريين القطريين «أهل البلد» من أجل أن تضعها في جيب الجنود الأتراك حُماة الدولة الكرتونية، وكأن التاريخ يُعيد نفسه في هذا الاستعباد «الطوعي».
فقد قام جاسم بن محمد حاكم قطر السابق عام 1871 بالاستنجاد بالأتراك لحماية بلاده ومنحوه لقب «قائمقام» لإثبات تبعيته للسيد التركي، وبعد تلاشي ما كان يعتبره خطراً رفضت «الأستانة» خروج قواتها وبقيت هناك لأكثر من 21 عاماً قبل أن يستعين جاسم بالقبائل الخليجية لتحرير بلاده، وهي القبائل ذاتها التي غدرها حمد بن خليفة وحكومته وتآمر عليها ولا يزال، وأتى لها من جديد بالأتراك!
ستعود الدولة الكرتونية لحجمها شاءت أم أبت، وسيتم تقديم أدلة تورطها، وهي أكثر من أن تُحصر، إلى مجلس الأمن والمحكمة الجنائية في لاهاي، وستكون العقوبات دولية ومؤلمة للغاية، ما يهمنا أننا عرفنا من كان يضغط على الزناد!
نقلا عن "البيان"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة