اكتشاف أول حالة لفيروس قاتل «يدفن نفسه في المخ»
تعرف باحثون صينيون على فيروس جديد تم تسميته بـ"فيروس الأراضي الرطبة"، ينتقل عن طريق القراد، ولديه القدرة على التسبب في التهابات دماغية للبشر، عن طريق الاختفاء في المخ.
وكانت الحالة الأولى المؤكدة لرجل يبلغ من العمر 61 عاما من الصين زار حديقة في منغوليا قبل أن يمرض، وبالرغم من تسجيل هذه الإصابة في عام 2019، إلا أن الإعلان عنها جاء مؤخرا من خلال دراسة نشرتها دورية "نيو إنجلاند الطبية".
وتم إدخال المريض إلى مستشفى في جينزهو بالصين في عام 2019، حيث ظهرت عليه أعراض الحمى والصداع والقيء وضعف الشهية وتضخم الغدد الليمفاوية، و في البداية، تم علاجه بالمضادات الحيوية، ولكن عندما لم تتحسن حالته، أجرى الأطباء المزيد من الاختبارات، وفي النهاية، حددوا "فيروس الأراضي الرطبة"، كعضو جديد في عائلة الفيروسات الأورثونيروية، وهي مجموعة من الفيروسات تنتقل في المقام الأول من خلال لدغات القراد، وتشمل الفيروسات الأخرى المعروفة في هذه العائلة حمى القرم والكونغو النزفية، والتي يمكن أن يصل معدل الوفيات فيها إلى 40%.
وتم ربط هذه الحالة الأولية من الفيروس الجديد بعضة قراد تعرض لها المريض أثناء زيارته لمنغوليا، وكشفت الأبحاث الإضافية أن الفيروس يمكن أن ينتشر أيضًا عن طريق الحيوانات في المزارع، لينضم إلى قائمة متزايدة من الأمراض التي تنتقل عن طريق الطفيليات الصغيرة مثل مرض لايم والملاريا.
وبعد هذا الاكتشاف، بدأ الباحثون تحقيقا شاملا، وجمعوا ما يقرب من 14600 قرادة من شمال الصين، وحددوا خمسة أنواع من القراد قادرة على حمل الفيروس الجيد، وكان القراد (هيمافيساليس كونشينا)، هو الناقل الأكثر شيوعًا، ووجد اختبار مرضى المستشفيات الذين ظهرت عليهم أعراض مماثلة بعد لدغات القراد 20 حالة إضافية من عدوى الفيروس.
وتضمنت الأعراض لدى الأفراد المصابين عادة الدوخة والصداع وآلام الظهر والغثيان والإسهال، وأظهر الفيروس أيضًا القدرة على التسبب في تلف الأنسجة ومشاكل تخثر الدم، وقد دخل أحد المرضى في غيبوبة، وكشفت الاختبارات المعملية عن تركيز عالٍ من خلايا الدم البيضاء حول دماغه والحبل الشوكي، وهي علامة على الإصابة الشديدة. وعلى الرغم من خطورة الأعراض، تعافى جميع المرضى بعد تلقي العلاج وخرجوا من المستشفى في غضون أربعة إلى 15 يومًا.
وفي التجارب المعملية، وجد الباحثون أن الفيروس يسبب التهابات شديدة في الفئران، وغالبًا ما تكون قاتلة، وأثر الفيروس على أعضاء متعددة، بما في ذلك الدماغ والجهاز العصبي، مما أثار مخاوف من أنه قد يشكل مخاطر أكبر على الفئات السكانية الضعيفة مثل كبار السن أو أولئك الذين يعانون من حالات صحية موجودة مسبقا.
وحذر الباحثون في دراستهم المنشورة بمجلة "نيو إنجلاند الطبية"، من التهديد المحتمل للفيروس على صحة الإنسان، وسلطوا الضوء على الحاجة إلى تحسين المراقبة والكشف عن الفيروسات الأورتونيروية الناشئة، مثل "فيروس الأراضي الرطبة"، لفهم التأثير الذي قد تخلفه هذه الفيروسات على السكان البشر بشكل أفضل.
وظهور الفيروس الجديد يضيف إلى القائمة المتنامية من الأمراض التي ينقلها القراد في جميع أنحاء العالم، مما يؤكد على أهمية الوعي العام والتدابير الوقائية عند التواجد في المناطق المعرضة لنشاط القراد.
وفي حين تعافى جميع المرضى المسجلين، فإن قدرة الفيروس على التسبب في مرض شديد تؤكد على الحاجة إلى مواصلة البحث والمراقبة الصحية العالمية.
aXA6IDMuMTM4LjY5LjEwMSA= جزيرة ام اند امز