ما هي الأمراض التي تنقلها حشرة القراد.. وكيفية علاجها والوقاية منها؟
تتواجد حشرة القراد في المناطق الرطبة، ويمكن أن تلتصق بأجسام الحيوانات المنزلية كالكلاب والقطط، حيث تعتبر ناقل طبيعي لهذه الحشرة، ومن هنا يمكنها أن تدخل المنازل.
تُعرف حشرات القراد بقدرتها على نقل الأمراض، حيث يمكن أن تتسبب في نقل العديد من الأمراض. وتتسبب لدغة القراد في الإصابة بتهيج وحكة في الجلد، ويمكن أن تتسبب في بعض التفاعلات التحسسية. فما هي أهم معلومات عن حشرة القراد وكيفية التعامل معها؟
ما هي حشرة القراد؟
القراد هو نوع من الحشرات الصغيرة التي تنتمي إلى فصيلة القراديات (Ixodidae) في رتبة العناكب الزغبية (Arachnida). ويتواجد القراد في مختلف المناطق حول العالم، وتظهر أكثر في المناطق ذات النباتات الكثيفة والعشبية والمناطق الرطبة. وتتغذى حشرة القراد على الدم، وتعتبر الإناث أكثر فتكًا من الذكور نظرًا لحاجتها إلى الدم للتكاثر وإنتاج البيوض.
شكل حشرة القراد
تتميز حشرة القراد بشكلها الصغير، ومن أهم ما يميزها ما يلي:
- يتراوح حجمها بين 1 إلى 5 ملم، وقد يختلف الحجم حسب نوع القراد ومرحلة حياته.
- جسم مدور أو بيضاوي الشكل، ويتكون من رأس وصدر وبطن، ومغطى بالشعيرات الصغيرة والملتصقة بها.
- يمتلك القراد ثمانية أرجل، قوية ومجهزة بخطافات صغيرة تساعدها على التثبيت في الجلد.
- يتغير لون القراد تبعًا لنوعه ومرحلة حياته، فقد يكون لونه بني فاتح إلى بني داكن أو أسود بالكامل.
- يحمل القراد قرصًا صغيرًا ومسطحًا في الجزء الأمامي من جسمه، ويستخدم هذا القرص للتثبيت في الجلد أثناء التغذية.
- تحتوي حشرة القراد على أجزاء فموية مختصة بالاختراق والامتصاص، وتستخدم هذه الأجزاء لاختراق الجلد وسحب الدم.
انواع حشرة القراد
هناك عدة أنواع من القراد الموجودة في جميع أنحاء العالم حسب موقع Illinois Department of Public Health، ومنها:
1. قراد الغزلان (Ixodes scapularis)
يُعرف باسم القراد ذو الأرجل السوداء أيضًا، ويوجد هذا النوع في أمريكا الشمالية. وهو ناقل لمرض لايم، والذي يمكن أن يسبب أعراض مثل الحمى والتعب والصداع والطفح الجلدي المميز.
2. قراد الكلب الأمريكي (Dermacentor variabilis)
هذا النوع من القراد منتشر في أمريكا الشمالية ومن المعروف أنه يصيب الكلاب وكذلك الحيوانات الأخرى. يمكن أن ينقل أمراضًا مثل حمى الجبال الصخرية المبقعة، والتي تسبب الحمى والطفح الجلدي وأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.
3. قراد النجم الوحيد (Amblyomma americanum)
يوجد في المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من الولايات المتحدة، ويشتهر القراد الوحيد بالبقعة البيضاء أو "النجم الوحيد" على ظهر الأنثى. يمكن أن ينقل أمراض مثل Ehrlichiosis وTularemia.
4. قراد الكلب البني (Rhipicephalus sanguineus)
هذا النوع من القراد موجود بشكل شائع في جميع أنحاء العالم ويفضل الكلاب كمضيف أساسي له. يمكن أن ينقل أمراضًا مثل داء البابيزيا وداء إيرليخ.
5. قراد الخشب (Dermacentor andersoni)
يوجد في أمريكا الشمالية، ومن المعروف أن قراد الخشب يصيب الماشية والحيوانات الأخرى. يمكن أن ينقل أمراضًا مثل حمى روكي ماونتن المرقطة وحمى كولورادو.
دورة حياة حشرة القراد
تمر حشرة القراد بدورة حياة تتكون من عدة مراحل كما يلي:
- تبدأ حياة القراد كبيضة صغيرة توضعها الأنثى على النباتات العشبية أو الأشجار.
- تتراوح فترة حضانة البيضة من أيام قليلة إلى عدة أسابيع، تبعًا للنوع والظروف البيئية.
- بعد فترة الحضانة، تخرج اليرقة من البيضة. وهي تبدو عبارة عن نسخة صغيرة جدًا من القراد البالغ.
- تبحث اليرقة عن ضحية لتمتص الدم، وقد تستغرق هذه المرحلة عدة أيام.
- بعد أن تشبع اليرقة بالدم وتنمو، تتحول إلى مرحلة النيمة (النيماتود)، وتستغرق هذه المرحلة عدة أيام أو أسابيع.
- يدخل القراد في مرحلة البالغ أو الكبريت، ويكون القراد البالغ جاهزًا للتكاثر والتغذية على الدم.
- تستمر حياة القراد البالغ لعدة أشهر وتصل إلى عدة سنوات.
الأمراض المنقولة عن طريق القراد
حشرة القراد هي ناقل رئيسي للعديد من الأمراض المعروفة بأمراض القراد، ومن الأمراض الشائعة التي ينقلها وفقًا لموقع WebMD ما يلي:
1. مرض لايم (Lyme disease)
مرض لايم يسببه بكتيريا بوريليا بورجدورفيرية وينتقل في المقام الأول عن طريق القراد ذو الأرجل السوداء (قراد الغزلان) في أمريكا الشمالية وأوروبا. ومن أعراض انتقال الأمراض عن طريق القراد الحمى والتعب والصداع وآلام العضلات والمفاصل وطفح جلدي مميز يسمى الحمامي المهاجرة.
2. حمى الجبال الصخرية المرقطة (Rocky Mountain spotted fever):
(RMSF): تسبب حمى الجبال الصخرية المرقطة بكتيريا الريكتسيا ريكيتسي وتنتقل عن طريق عدة أنواع من القراد، بما في ذلك قراد الكلب الأمريكي وقراد الكلب البني. يمكن أن يسبب أعراض مثل ارتفاع درجة الحرارة، والصداع، والطفح الجلدي، وآلام في العضلات، والتعب.
3. داء Ehrlichiosis
داء إيرليخ هو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق عدة أنواع من القراد، بما في ذلك علامة النجمة الوحيدة والقراد ذو الأرجل السوداء. يمكن أن يسبب أعراض مثل الحمى والصداع والتعب وآلام في العضلات، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤثر على الأعضاء.
4. حمى البابيزيا (Babesiosis)
يحدث داء البابيزيا بسبب طفيل من فصيلة البابيزيا وينتقل عن طريق القراد ذو الأرجل السوداء. ويمكن أن يسبب أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا، بما في ذلك الحمى والتعب والقشعريرة والتعرق وآلام العضلات. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
5. الأنابلازما (Anaplasmosis)
الأنابلازما هي عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق القراد ذو الأرجل السوداء والقراد الغربي ذو الأرجل السوداء. يمكن أن يسبب أعراض مشابهة للأنفلونزا، بما في ذلك الحمى والصداع وآلام العضلات والقشعريرة والتعب.
6. التهاب الدماغ المنقول بالقراد (Tick-borne encephalitis)
هي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق القراد في أوروبا وآسيا. يسببه فيروس التيكساس وينتقل عن طريق القراد، ويؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويسبب التهاب الدماغ. يمكن أن يسبب أعراضًا تشبه أعراض الأنفلونزا في البداية، ولكن في الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى التهاب الدماغ (التهاب الدماغ) والجهاز العصبي المركزي.
7. فيروس بورلاندرف (Powassan virus)
ينتقل عن طريق القراد ويمكن أن يسبب التهاب الدماغ والأنسجة المحيطة به مسببًا التهابات، ومن الأعراض الشائعة له الصداع والحمى والقيء والنوبات. وتظهر الأعراض في فترة تتراوح بين أسبوع إلى شهر بعد التعرض للعض من القراد.
كيفية التعرف على لدغات القراد؟
لدغات القراد صغيرة جدًا وغالبًا ما تكون غير مؤلمة في البداية، ويمكن التعرف عليها كما يلي:
- ابحث عن أي علامات غير عادية على الجلد، مثل نقطة حمراء صغيرة أو كتلة صغيرة.
- الشعور بحكة خفيفة في المنطقة التي تعرضت للدغة القراد، والتي يمكن أن تكون مؤشرًا على وجود لدغة.
- البحث عن القراد نفسه في المناطق التي يعتبر القراد شائعًا، مثل الأماكن العشبية المرتفعة، أو خلف الأذن، أو في مناطق الجلد الرقيقة مثل الإبطين أو الفخذين.
- الانتباه لبعض الأعراض غير الطبيعية مثل طفح جلدي، أو احمرار وتورم في المنطقة المصابة، أو أعراض نزلات البرد، والتي تشير إلى وجود لدغة قراد.
أعراض لدغة حشرة القراد
قد تتسبب لدغة القراد في ظهور عدة أعراض، ومن تأثيرات لسعات القراد ما يلي:
- احمرار وتورم في مكان اللدغة، وقد يكون الاحمرار مرئيًا فقط أو قد يكون مصحوبًا بتورم وألم.
- الشعور بحكة شديدة في المنطقة المصابة، ويكون ذلك بسبب رد فعل الجسم على لعاب القراد الذي يُحقنه في الجلد أثناء اللدغة.
- طفح جلدي في مكان اللدغة. يمكن أن يكون الطفح جلديًا محدودًا أو يمتد إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- قد يحدث رد فعل تحسسي أكثر شدة ويمكن أن يتسبب في أعراض مثل الحمى والصداع والغثيان والصدمة.
- في حالات نادرة جدًا، قد يحدث انتقال للأمراض المنقولة عن طريق القراد، والتي قد تتسبب في أعراض مثل الحمى والتعب وألم العضلات والمفاصل، وقد تؤثر على الأعضاء الداخلية مثل الجهاز العصبي المركزي.
متى يجب استشارة الطبيب بعد الدغة؟
يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية بعد لدغة القراد:
- أعراض تحسسية شديدة بعد لدغة القراد، مثل صعوبة في التنفس، أو ضيق في الصدر، أو تورم في الشفتين أو اللسان.
- تغيرًا في اللون والحرارة والتورم في مكان اللدغة، وظهور صديد أو إفرازات غير طبيعية.
- ظهور أعراض مرض من الأمراض الذي يمكن أن تنقله القراد، مثل الحمى، والصداع، وآلام العضلات والمفاصل، والتعب غير المبرر.
- إذا كنت غير متأكد من كيفية إزالة القراد بشكل صحيح، أو إذا كنت قلقًا بشأن لدغة القراد وتأثيرها على صحتك.
التشخيص والعلاج لأمراض تنتقل عن طريق القراد
القراد هو ناقل معروف للعديد من الأمراض التي تنتقل إلى الإنسان والحيوانات. لذا تذكر دائمًا أن الوقاية هي الأفضل، وإذا كان هناك أي اشتباه في الإصابة بأمراض تنتقل عن طريق القرادات، فمن الضروري استشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب. ولعلاج لدغة القراد والوقاية منها يمكنك اتباع الخطوات التالية..
طرق علاج لدغة حشرة القراد
إليك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها عند التعامل مع لسعات القراد المؤلمة:
- يجب إزالة القراد بأسرع وقت ممكن، عن طريق استخدم أداة صغيرة وحادة مثل قشاطة القراد أو البلاستيك.
- نظف المنطقة المصابة بلطف باستخدام الماء والصابون، عن طريق وضع مطهر خفيف.
- إذا لاحظت أي تغيرات غير طبيعية مثل الاحمرار المتزايد، أو الورم، أو الألم المفرط، أو الإفرازات غير طبيعية، فقد تحتاج إلى استشارة الطبيب.
- إذا كنت تعاني من حكة مزعجة، يمكنك استخدام مرهم مهدئ للحكة المتوفر بدون وصفة طبية، مثل مرهم هيدروكورتيزون.
- استخدم مرطب طبيعي مثل زيت جوز الهند أو زيت الألوفيرا، لترطيب المنطقة المصابة.
طرق الوقاية من لدغة القراد
هناك بعض طرق مكافحة حشرة القراد والوقاية من لدغتها، كما يلي:
- ارتدِ الملابس الطويلة والفاتحة اللون لتقليل احتمال لدغة القراد وسهولة رؤيتها على الملابس.
- استخدام مبيدات الحشرات: يمكنك استخدام مبيدات الحشرات المصممة خصيصًا لصد القراد، ورشها على الملابس والأجزاء غير المكشوفة من الجسم واتبع تعليمات الاستخدام بعناية.
- بعد التواجد في المناطق المعروفة بوجود القراد، قم بتفقد جسمك وفروة رأسك وخصوصًا الأماكن الدافئة والرطبة مثل الإبطين والساقين ومناطق البكيني.
- حاول تجنب المناطق العشبية العالية والمنازل القديمة والغابات الكثيفة حيث يكون وجود القراد شائعًا. إذا كان عليك البقاء في هذه المناطق.
- قم بفحص الحيوانات الأليفة بانتظام بحثًا عن وجود القراد عليها.
- احرص على اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة خلال فصول السنة الدافئة.
وأخيرًا، من الضروري اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع مناطق تواجد حشرات القراد، مثل ارتداء الملابس المناسبة واستخدام مراهم أو بخاخات الحماية من القراد.
كما يُنصح بفحص الجسم بعد الخروج من المناطق المعرضة للقراد للتأكد من عدم وجودها على الجلد وإزالتها بشكل صحيح إذا وُجدت. في حالة ظهور أعراض غير طبيعية بعد لدغة القراد، يجب استشارة الطبيب لتقييم الوضع واتخاذ التدابير اللازمة.